الخيانة الزوجية”: جين وراثي أم مرض اجتماعي؟؟

تاريخ النشر: 20 مارس 2007 - 02:40 GMT

تقرير محمد عمر: اعلن في بريطانيا مؤخرا نتائج دراسة علمية أظهرت ان "الخيانة الزوجية" تحدث نتيجة عامل وراثي جيني، بيد ان هناك من يرى العكس تماما ويحيل اسبابها الى عوامل اجتماعية ونفسية.

مرض وراثي؟؟

تقول الدراسة التي نشر خبرا عنها موقع "باي نت"، ان كل فتاة تخون فان والدتها تحمل جينات مشابهة، وهي جينات الخيانة.

وبينت الدراسة التي اجرها معهد كيفير الاجتماعي في لندن ان من بين 100 فتاة كان للخيانة سبيل في حياتهن ، كان لامهاتهن دور في ذلك .

بحيث ان 86 اما من امهات الفتيات اللواتي قمن بدور الخائنات على ارض الواقع ، هن من الزوجات الخائنات.

وقد اوضحت الدراسة ان الخيانة هي عامل وراثي ، فاذا كانت الام تفكر في عقلها بامور من هذه النوعية فان الابنة ستحمل نفس النمط التفكير حتما حسب الدراسة.

وكانت دراسة تناولت فقط الظاهرة ونشرت نتائجها عام 2004 اظهرت نتائج مماثلة.

وبحسب موقع "بي.بي.سي" على الانترنت، فان البروفيسور تيم سبيكتور من وحدة أبحاث التوائم بمستشفى سانت توماس بلندن يقول إن لديه أدلة على وجود عنصر جيني في الخيانة.

وتوصل البروفيسور، الذي ركز في دراسته على النساء، إلى أنه إذا كانت لدى إحدى التوأمتين تجارب مع الخيانة فإن فرص أن تضل الأخت الأخرى تصل إلى 55%.

وتشير تقديرات الدراسة بشكل عام إلى أن نحو 23 بالمئة من النساء غير مخلصات.

كما أكد البروفيسور سبيكتور أن نزعة الإخلاص أو الخيانة هي الأقوى بين التوائم الذين يحملون جينات متطابقة.

وأشار البروفيسور إلى أن الجينات وحدها لا تحدد ما إذا كان من المحتمل أن يصبح الشخص خائنا أم لا إذ تلعب العوامل الاجتماعية دورا أيضا.

غير أن البروفيسور سبيكتور لم يعلن صراحة عن وجود جين للخيانة، إذ قال "من غير المحتمل أن يكون هناك جين معين للخيانة. ولكن يمكن أن تكون هناك مجموعة من الجينات التي تساهم في الخيانة أي أن عددا من الجينات يعمل سويا."

وقال الدكتور بيترا بوينتون، أخصائي علم النفس الاجتماعي، إنه من الصعب جدا معرفة عناصر السلوك الموروثة والمكتسبة.

وأضاف "إذا رأى الطفل أن أمه تخون أبوه فمن السهل عليه أن يقلد نفس السلوك."

راي مختلف : ظاهرة اجتماعية؟؟

ولكن وخلفا لنتائج الدراستين فان هناك من يعتقد ان "الخيانة الزوجية" هي مرض ظاهرة اجتماعية محضة ناجمة عن دوافع واسباب تتعلق بمدى تدهور حميمة العلاقة بين الزوجين، وهو راي على كل حال بات معروفا جدا.

ويرى الدكتور محمد توفيق الجندي بحسب موقع "لها" اون لاين، ان "الخيانة الزوجية" إذا حصلت ففي الغالب تكون نتيجة تراكم عدة أسباب وليس لسبب واحد منفرد

اسباب الخيانة د منفرد. ويبقى أن أهم أسباب وقوعها ضعف الوازع الديني لدى المرء ؛ فالأسباب الأخرى كلها يمكن السيطرة عليها تقريباً إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي. ويبقى أنه مهما كان الإنسان يعاني من مشكلات ومن نقائص فمما لا شك فيه أن الدافع الديني له دور كبير جداً في الوقاية من الوقوع فيما يغضب الله فالإحساس برقابة الله والخوف من عقابه والرغبة في ثوابه لها الأثر الأكبر في السلوك الإنساني إذا كانت متمكنة في نفس صاحبها.

ويسأل الدكتور الجندي: لماذا يخون الرجل زوجته؟

إذا كان صاحب شخصية مضطربة أو لا أخلاقية أو لا متدينة أو إذا كان يستعمل المخدرات

إذا كانت الزوجة مريضة أو حاملاً و هتاك صعوبات في إقامة علاقات جنسية معها بسبب ذلك

إذا كانت الزوجة لديها مشكلة في إقامة علاقة عاطفية مع زوجها أو لديها اضطرابات نفسية أو لديها خوف من العلاقة الجنسية

إذا كان الزوج نفسه مصاب باضطرابات أو عقد نفسية أو لديه شذوذ جنسي أو ميول جنسية غير مألوفة و لم توافقه الزوجة على ذلك

إذا كانت رغبة الزوج الجنسية جامحة و لم يتم إشباعها من قبل زوجته و لسبب أو لآخر لم يتزوج زوجة ثانية. أو لأنه لا يستطيع الزواج من أخرى بسبب منع هذا الزواج كما يحدث في بعض البلداو أو لعدم قدرته على ذلك

إذا شعر الرجل بأن زوجته ليست على المستوى المطلوب من الجمال أو الغنج أو الأنوثة و هذا له أسباب متعددة أهمها كثرة النظر إلى النساء الجميلات في القنوات الفضائية أو الأفلام و عمل المقارنة بينهن و بين زوجته مما قد يدفعه للوقوع في الحرام لما يرى من اللذة المصاحبة له

إذا كانت الزوجة لا تحسن مبادلة زوجها الحب فقد تكون باردة جنسياً أو ليست من النوع الذي يهتم بهذه المسائل. بل إن رجلاً كانت زوجته زاهدة في الجنس و لا تهتم به فأدى ذلك به إلى مشكلة كادت أن توقع به في علاقات جنسية مع غيرها

الاختلاط بين الرجال و النساء في مختلف المجالات يؤدي بالرجل إلى التعرف على نساء كثيرات و بالتالي يمكن أن يكون بيئة خصبة للخيانة الزوجية و خاصة في البيئات غير المتدينة و الأمر نفسه يمكن أن ينطبق على المرأة

وفي المقابل:لماذا تخون الزوجة زوجها؟

إذا كان الزوج يعاني من اضطراب جنسي كالعجز الجنسي مثل ضعف الانتصاب أو سرعة القذف أو أن لا تكون لديه شهوة جنسية فلا يكفي زوجته جنسياً مما قد يؤدي بهاإلى إقامة علاقة جنسية مع غيره

غياب الزوج المتواصل عن المنزل و لفترات طويلة حيث أن للمرأة شهوة كما أن للرجل شهوة و هذا ما دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يسأل ابنته أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها عن الفيرة التي يمكن للمرأة أن تصبر بها عن زوجها ثم أصدر أمراه نأن لا يغيب الرجل عن زوجته في الجهاد أكثر من ثلاثة أشهر دفعاً للمفسدة المتوقعة من غيابه. و هناك في عهدنا الكثير من الأزواج اللذين يسافرون لخارج بلادهم و لفتلاات طويلة مما لا يجعل الزوجة تعيش في ارتياح و لا يتم اشباع حاجاتها الجنسية و النفسية و العاطفية

إذا كانت الزوجة نفسها ذات شخصية مضطربة و أضرب لذلك مثلاً ما يسمى باضطراب الشخصية الحدية و عادة ما تكون صاحبته امرأة و تتميز صاحبة هذا الاضطراب بوجود طفولية و عدم نضج الشخصية و انفعالية و محاولات للفت الانتباه و جذب تعاطف الآخرين بالإضافة إلى إقامة علاقات جنسية مع عدة رجال و محاولة إغوائهم مع وجود اضرابات مصاحبة مثل الاكتئاب و محاولات الانتحار

إذا اكتشفت الزوجة أن زوجها خانها فقد تلجأ في بعض الحالات إلى خيانته – انتقاماً – حسب تفكيرها.

الانترنت تهدد الزواج

الا ان هناك عامل جديد اصبح يهدد الزواج سواء بالخيانة او الطلاق التام.

وقالت وكالة "ريلييت" المتخصصة في حل المشاكل الزوجية والعاطفية في بريطانيا إن شبكة الإنترنت بدأت تلعب دورا ملحوظا في تحطيم العلاقات في بريطانيا

وأكدت رئيسة الوكالة، أنجيلا سبسون، أن واحدا من كل عشرة أشخاص يلجئون للوكالة يعزون مشاكلهم الزوجية والعاطفية إلى اللإنترنت.

وأضافت أن الكثير من الأشخاص يقضون أوقاتا طويلة على الإنترنت على حساب الوقت الممكن أن يقضوه مع أزواجهم أو الشخص الذي يرتبطون معه بعلاقات عاطفية.

وقالت سبسون إن المشكلة لا تكمن فقط في الإدمان على تصفح الشبكة، بل في الاغراءات الكثيرة التي توفرها والتي تجعل الناس يبتعدون عن بعضهم. واضافت أن "الإنترنت هو بمثابة بوابة إلى علاقات أخرى، يمكن أن تحطم علاقات قائمة."

وأشارت سبسون أن الخيانة على الإنترنت اسهل بكثير من الواقع، لأن الفاعلين يجلسون في المنزل ولا يحتاجون إلى تقديم الأعذار للخروج لملاقاة العشاق.

وأضافت أن العلاقة الافتراضية تبدو اكثر متعة من العلاقة الواقعية، حيث تستطيع أن تكون من تريد على الإنترنت دون أن تضطر لتحمل مسؤوليات العلاقة الحقيقية.

وأكدت الوكالة أن الأشخاص الذين هم اكثر عرضة لهذا النوع من العلاقات تراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين، وهو العمر الذي يقوم فيه الأشخاص بعلاقات جادة ولكنه أيضا معدل عمر الأشخاص المواظبين على استخدام الإنترنت.

وتنصح الوكالة الأشخاص والأزواج الرجوع إلى المقومات الأساسية في العلاقات والتواصل وجها لوجه بصراحة حول ما يفعلونه على الإنترنت.

ومن المفارقات أن الوكالة تخطط الآن تقديم نصائح على الإنترنت خلال الأشهر القادمة، وذلك بناءا على رغبة عدد كبير من مستخدمي الإنترنت الذين بعثوا برسائل إلكترونية يطلبون فيها ذلك.

خدمات للخيانة

وفي هذا السياق، يعرض موقع على شبكة الإنترنت في الأرجنتين خدمة غير تقليدية وهي مساعدة من يمارسون الخيانة الزوجية على تجنب افتضاح أمرهم

فنظير سداد مبلغ مئة وعشرين دولارا أمريكيا يحصل المشترك في الموقع على خطة متكاملة لتمويه تحركاته وتبرير غيابه عن العمل والمنزل.

وتتضمن الخطط التي يضعها العاملون في الموقع إرسال بطاقات دعوة لحضور مؤتمرات وهمية وتذاكر طيران مزيفة وشهادات تثبت حضور تلك المؤتمرات .

ويقول المسؤولون عن الموقع إن الخدمة التي يقدمونها لعملائهم متقنة لدرجة تمكنهم من خداع زملائهم ورؤسائهم في العمل وليس فقط الزوجات والأزواج .

إذ يوفر الموقع أرقام هاتف للاتصال بالعميل أثناء حضوره للمؤتمر الوهمي، وإذا حاول أحد الاتصال به على تلك الأرقام، فإن سكرتيرة مزيفة من العاملين في الموقع ترد عليه وتبلغه في أدب أن الشخص المطلوب خرج لتوه من قاعة المؤتمر.

ولم ينس القائمون على الموقع تجهيز مؤثرات صوتية تحاكي صوت قاعة اجتماعات، وتسمع تلك المؤثرات عبر الهاتف أثناء حديث السكرتيرة المزيفة .

ويقول مسؤولو الموقع إن احتمال انكشاف المؤامرة شبه معدوم لأنهم يدرسون حالة كل عميل على حدة ويضعون له الخطة المناسبة له

ومن الخدمات الأخرى التي يقدمها الموقع إمداد العميل بتبريرات مقنعة للنفقات المؤداة عن طريق الكروت الائتمانية أثناء فترة غيابه

وقد لاقى الموقع إقبالا شديدا فور بدء عمله لدرجة أن مسؤوليه قرروا عدم قبول أكثر من ألف عميل في وقت واحد

والملفت للنظر أن عملاء الموقع ليسوا جميعا من الرجال وأن نصفهم تقريبا من النساء

وذكر القائمون على الموقع أن النجاح الضخم الذي حققه مشروعهم في الأرجنتين جعلهم يفكرون في إقامة خدمات مماثلة في دول أخرى بأمريكا اللاتينية.

والمحمول يسهم في كشف الخيانات

ولكن هناك اخبارا سارة فقد قالت دراسة إيطالية إن الهاتف المحمول كشف عن 90 بالمئة من حالات "الخيانة الزوجية" في ايطاليا في الفترة الاخيرة.

وتقول الدراسة إن البداية عادة ما تكون محاولة الزوج الخائن أو الزوجة الخائنة التستر على مكالمة على المحمول والتظاهر بأنها مكالمة عادية.

وتشير الدراسة إلى أن الايطاليين لديهم هواتف محمولة أكثر من أي جنسية أوروبية أخرى، فالايطالي عادة ما يكون لديه أكثر من هاتف محمول.

وتقول ماريام تومبونزي، المحققة الخاصة المشهورة والفاتنة :"إن الايطالي مفتون بالهاتف المحمول وعادة ما يكون لدية اثنين وربما ثلاثة".

وتضيف أن الايطالي يمكنه أن ينسى سيارته أو دراجته أو سترته أو مظلته ولكنه أبدا لا ينسى هاتفه المحمول.

وتقول الدراسة التي أجرتها شركة تومبونزي للتحريات، التي تملكها ماريام تومبونزي، إنه في 87 بالمئة من حالات الخيانة الزوجية كانت الاتصالات تجري من خلال المحمول.

وتقول فرانسيسكا، وهي مطلقة حاليا :"لقد ظل زوجي يخونني مع أعز صديقاتي لمدة عامين دون أن أدري".

وتضيف أن الصديقة كانت تذهب الى منزل الزوجية لمشاهدة التليفزيون، أو تصحبها وزوجها إلى الخارج وكل شئ كان يبدو طبيعيا.

وتردف قائلة "وذات يوم اكتشفت رسائل منها على محمول زوجي". وتؤكد أنه لولا المحمول ربما ما اكتشفت تلك الخيانة أبدا.

وتقول الدراسة إن العديد من المشاهير من لاعبي كرة القدم وممثلين ونجوم تليفزيون كشف المحمول عن خيانتهم وهم يواجهون الان الطلاق.

ولاحظ المحامون ارتفاع معدلات الطلاق في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين أول/أكتوبر من كل عام.

وتقول المحامية بياتريس روجيرو :"إن حالات الطلاق تكثر في هذين الشهرين حيث الاجازات الصيفية التي يكثر فيها رسائل ام اس ام على الهاتف المحمول".

وقبل عصر المحمول كان العشيق أو العشيقة ينقطع عن الطرف الاخر الذي يقضي عادة الاجازة الصيفية مع أسرته.

ولكن الوضع تغير مع المحمول ورسائل اس ام اس.

وتدعو المحققة ماريام تومبونزي مستخدمي المحمول إلى التزام المزيد من الحذر.

الاولى ضرورة مسح رسالة العشيق أو العشيقة فورا بعد قراءتها. وتقول إنه أمر صعب على النفس مسح رسالة جميلة لذلك يمكن الاحتفاظ بمحمول آخر في مكان سري يمكنك ارسال هذه الرسالة اليه.

والنصيحة الثانية، تقول ماريام هي أن تكون مستعدا لتلقي المكالمة الهاتفية أمام الزوج أو الزوجة، مشيرة إلى أن هذا الامر قد يتطلب التدريب أمام المرآة.

وتنصح أيضا بتجنب العبارة التقليدية "إنه رقم خطأ"، وتقول إنها تثير الشك دائما.

على اي حال، اذا كانت "الخيانة الزوجية" مرض وراثي ام ظاهرة عصرية، فان السؤال يبقى هل تحتمل "الخيانة الزوجية"" التسامح والغفران ام لا، وهل الاكتشاف بانها مرض وراثي مدعاة للتسامح ام العكس، وما الحل اذا ثبت ان الخيانة الزوجية هي مرض وراثي. وما ذنب الابناء في تحمل امراض اسرهم؟؟.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن