بدأ أكثر من مليوني حاج، الثلاثاء، رمي جمرات العقبة في مشعر منى، ونحر الهدي، في أول أيام عيد الأضحى المبارك. وذلك عقب نفرتهم من عرفات إلى مزدلفة، بعد أن قضوا فيها ليلتهم.
واستعدت قوات الأمن السعودية منذ ساعة مبكرة، ونشرت عشرات آلاف الجنود والضباط لخدمة ضيوف الرحمن.
وكان حجاج بيت الله الحرام قد توجهوا بعد غروب شمس الاثنين إلى مشعر مزدلفة، بعد وقوفهم على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم.
وأدى ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة النبي الكريم، ويلتقطوا بعدها الحصى، ويبيتون فيها.
وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج.
وصعد حجاج بيت الله الحرام إلى عرفات، الاثنين، لأداء الركن الرئيسي في الحج وسط استعدادات كاملة لنفرتهم.
وكان حجاج بيت الله الحرام قد قضوا في منى الأحد يوم التروية قبيل توجههم للوقوف بجبل عرفات، اليوم الاثنين، لأداء الركن الأعظم من الحج. وبدأ ضيوف الرحمن التوافد على عرفات في الوقت الذي أعدت فيه قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية التصعيد.
* دعوات للوحدة
دعا الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في رسالة بمناسبة الحج إلى وحدة المسلمين في مواجهة أعدائهم.
وقال في تصريحات قرأها ممثل له بالتلفزيون الإيراني ”يتعين على المسلمين الحذر من السياسات الأمريكية الخبيثة المتعطشة للحرب الرامية لتقاتل المسلمين“.
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية على إيران هذا الشهر بعد انسحابها من اتفاق دولي موقع عام 2015 يهدف إلى تقليص برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وقالت واشنطن إن فرصة طهران الوحيدة لتجنب العقوبات هي قبول عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتفاوض على اتفاق نووي أكثر صرامة وهو ما رفضه المسؤولون الإيرانيون.
وبث التلفزيون الإيراني لقطات لمجموعة صغيرة من الحجاج الإيرانيين يرفعون رايات ويهتفون بشعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل.
وحث رجل الدين السعودي الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ في خطبة الظهر الحجاج على توحيد الصفوف لكنه قال ”ليس من الخلق الفاضل جعل موسم الحج موطنا للشعارات أو المظاهرات أو الدعوة إلى الأحزاب والحركات فقد أكد النبي في خطبة عرفة بأن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدميه“.
وقال الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة إن حوالي 86 ألف إيراني يؤدون مناسك الحج هذا العام وقرابة 300 من قطر التي تخوض نزاعا دبلوماسيا مع السعودية التي تتهم الدوحة بدعم الإرهاب. وتنفي قطر ذلك.
وتستمد السعودية سمعتها من إشرافها على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة وتنظيم الحج.
وفي سنوات سابقة وقعت في موسم الحج حوادث نتيجة تدافع أعداد كبيرة من الحجاج أو الحرائق بل وأعمال الشغب وبذلت السلطات جهودا كبيره لاحتوائها.
وفي عام 2015 لقي نحو 800 حاج، وفقا للبيانات السعودية، حتفهم في واقعة تدافع غير أن حصيلة القتلى وفق ما أعلنته دول أخرى تجاوزت ألفين منهم أكثر من 400 إيراني.
ويقول المسؤولون إنهم أخذوا كل الاحتياطات الضرورية هذا العام حيث تم تخصيص عشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن والعاملين في مجال الصحة للحفاظ على سلامة الحجيج وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
ويمثل الحج أيضا الركن الرئيسي في خطة لتنمية حركة السياحة في إطار حملة لتنويع الموارد الاقتصادية في المملكة بدلا من الاعتماد على النفط. ويدر الحج والعمرة عائدات بمليارات الدولارات من خلال إسكان الحجاج والمعتمرين الوافدين من الخارج وانتقالاتهم ومشترياتهم من الهدايا.
ويهدف المسؤولون لزيادة عدد المعتمرين والحجاج إلى 15 مليونا وخمسة ملايين على الترتيب بحلول العام 2020 كما يأملون مضاعفة عدد المعتمرين مرة أخرى إلى 30 مليونا بحلول العام 2030.