تصاعد التوتر في أنحاء الشرق الاوسط ليطغى على الطقوس السنوية التي يقيمها الشيعة احياء لذكرى عاشوراء في كل من العراق وايران لبنان والسعودية والبحرين.
وعدا العراق، فقد مرت الطقوس الخاصة بذكرى وفاة حفيد النبي محمد قبل 13 قرنا بسلام في بقية هذه الدول.
لكن الحديث الذي يتناقله المؤمنون ورجال الدين على حد سواء هو عن الصراعات الوشيكة.
وفي حشد هائل أُقيم في الضاحية الجنوبية في بيروت بمناسبة يوم عاشوراء اتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الرئيس الأميركي جورج بوش بخلق فوضى في لبنان.
وفي السعودية خرج مئات ممن يتشحون بالسواد في مواكب في الشوارع في ذكرى مقتل الحسين بن علي حفيد النبي محمد في عام 680. ورفعوا صورا كبيرة لشخصيات تحظى بمكانة خاصة لدى الشيعة من بينها الامام الحسين وأبيه الامام علي والزعيم الشيعي اللبناني حسن نصر الله.
وقال شاب صغير أفاد ان اسمه حسين كان يشارك في مسيرة في بلدة تاروت على ساحل الخليج ان الحرب ضد الظلم "ترجع... الوضع السياسي حاليا والفساد... هناك محاربة لكل ظالم."
وتوترت حالة التعايش في الشرق الاوسط بين الشيعة والسنة نتيجة للاقتتال الطائفي في العراق حيث قتل آلاف الناس منذ مهاجمة مسجد شيعي في سامراء في فبراير شباط 2006 مما زاد المخاوف من نشوب حرب أهلية شاملة.
ووقع هجومان يوم الثلاثاء في العراق. فقد انفجرت قنبلة مزروعة في الطريق مستهدفة موكبا للشيعة في بلدة خانقين التي تقع الى الشمال الشرقي من بغداد مما أسفر عن مقتل 13 وإصابة 39.
ثم قتل 23 على الأقل وأُصيب 57 آخرين عندما فجر انتحاري نفسه عند مسجد للشيعة في بلدة بلد روز الى الشمال الشرقي من بغداد.
وهاجم مسلحون في بغداد حافلتين صغيرتين تقلان زوارا للمقدسات الشيعية كانوا عائدين من النجف مما أدى لمقتل أربعة واصابة تسعة.
وخوفا من هجمات محتملة تشنها الجماعات المسلحة نشرت السلطات العراقية 11 ألفا من أفراد الشرطة والجيش في مدينة كربلاء التي قتل فيها الامام الحسين وهي محط الانظار في يوم عاشوراء.
ودرج متشددون من السنة على استهداف الاحتفالات الشيعية في يوم عاشوراء في العراق. ففي يوم عاشوراء عام 2004 ادت هجمات انتحارية وغيرها من الهجمات الى مقتل 171 شخصا في بغداد وكربلاء.
وملأ مئات الالاف من الزوار الشيعة أزقة كربلاء. وكان كثير منهم يرفعون أعلاما حمراء وسوداء وخضراء فيما ضرب اخرون صدورهم على صوت الطبول.
وفي لبنان جاءت احتفالات عاشوراء عقب اشتباكات وقعت خلال الاسبوع الماضي بين المعارضة التي يقودها حزب الله وأنصار الحكومة قتل خلالها سبعة أشخاص وأصيب 400.
وأعادت هذه الاشتباكات الى الذكرى الحرب الاهلية التي شهدتها البلاد بين عامي 1975 و1990.
واتهم نصر الله الرئيس الامريكي جورج بوش بزرع الفوضى في لبنان ورفض اتهامات بوش لحزب الله وحلفائه باذكاء العنف.
وتساءل نصر الله لماذا يهدد بوش حزب الله وقال "الذي زرع الفوضى في لبنان.. الذي دمر لبنان.. الذي قتل النساء والاطفال والكبار والصغار في لبنان هو جورج بوش وكوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الاميركية) اللذان أمرا الصهاينة بشن الحرب على لبنان."
وقال "اليوم التحدي الاكبر أمام حركات المقاومة كلها في لبنان وفلسطين والعراق هو تجنب الانزلاق الى الحروب الاهلية والفتن الداخلية كما يريد اعداء الامة."
ومنذ الصباح الباكر خرجت الحشود من الرجال والنساء والاطفال وهم يرتدون السواد في موكب بمعقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية لاحياء ذكرى عاشوراء وهم يهتفون "الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل".
واحتفلت ايران أيضا بعاشوراء. وقال بعض المحتفلين ان مقتل الحسين قدوة للايرانيين كي يقاوموا "الاضطهاد" الغربي.
وقال دواد محمدي (18 عاما) "ان ايران ستقف بدينها في مواجهة أي اضطهاد غربي.. ولا نخشى شيئا."
ثم شاهد مسرحية عن معركة كربلاء في قرية حبيب أباد القريبة من مدينة اصفهان بوسط ايران.