عبر البيت الابيض يوم الخميس عن الأمل ان يؤدي تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتعقب المسلحين في المساهمة في تهدئة المخاوف داخل الكونغرس الأميركي بعد ان رفضت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ خطة الرئيس جورج بوش لزيادة القوات.
وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض ان الحكومة الاميركية ترحب بما سماه خطبة "حازمة" لرئيس الوزراء نوري المالكي يوم الخميس وذلك بعد يومين فقط من دعوة الرئيس الاميركي للكونغرس لمنح استراتيجيته الجديدة في العراق فرصة للنجاح.
وفي قرار غير مُلزم عارضت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الاربعاء قرار بوش بارسال 21500 جندي اضافي للقتال في حرب يتصاعد رفض الاميركيين لها.
وتعهد المالكي في كلمة ألقاها أمام البرلمان بأن حملته الامنية الجديدة لن تترك للمسلحين من الشيعة والسنة على حد سواء مكانا يختبئون فيه بالعاصمة بغداد حيث زاد العنف الطائفي من شكوك الاميركيين في التزام حكومته التي يهيمن عليها الشيعة بتحقيق المصالحة.
وقال سنو ان المالكي تطرق ايضا الى "مسألتين سياسيتين بارزتين تحظيان بأهمية كبرى" حين قال للمشرعين العراقيين انه يريد منهم الموافقة على إصدار قانون النفط وإجراء اصلاحات على قانون اجتثاث البعث خلال الدورة البرلمانية الحالية.
وقال سنو للصحفيين على متن طائرة الرئاسة برفقة بوش في طريقه الى ولاية ميسوري "خطبة حازمة للغاية من جانب رئيس الوزراء."
"نرحب بالتأكيد بها لانها توضح نوع الشدة التي كنا نتحدث عنها والتي يتوقعها الشعب الاميركي."
واضاف قائلا "و (هو) يجيب تحديدا على مخاوف يعرب عنها اعضاء الكونجرس فيما يتعلق باهداف وتصميم حكومة العراق."
وقال سنو انه لم تكن هناك "مفاجأة" في تصويت لجنة مجلس الشيوخ على قرار العراق واشار الى ان السناتور تشاك هاجل كان الجمهوري الوحيد الذي صوت لصالحه.
ومن المتوقع ان يصوت علي القرار مجلس الشيوخ بكامل هيئته الاسبوع القادم.
وفي مجلس الشيوخ المنقسم تقريبا بين الحزبين يكافح المشرعون لايجاد صيغة وسط يمكن ان تدعمها الاغلبية. وانتقد بعض الجمهوريين عبارة وردت في قرار يوم الاربعاء اعتبرت ان زيادة عدد الجنود مخالفة "لمصلحة الامة" بوصفها عبارة حزبية للغاية.
وقال ديك تشيني نائب الرئيس في مقابلة مع شبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية ان بوش اوضح بجلاء انه لن يلتزم باي قرار معارض لزيادة القوات وقال تشيني "هذا لن يوقفنا."
لكن تصويتا من جانب الحزبين سيحمل دلالة رمزية قوية للشعب الاميركي الذي سأم حربا اودت بارواح ما يزيد على ثلاثة الاف اميركي وادت لمقتل عشرات الالاف من العراقيين.
وقال غوش بولتن كبير موظفي البيت الابيض للاذاعة الوطنية العامة ان كلمة بوش في الكونجرس كانت "عن قصد لا تسعى للصدام". واستدرك بقوله "لكننا لا نعتقد ان هذه القرارات الوعظية مفيدة على الاطلاق."
وقال السناتور الديمقراطي ريتشارد دوربين انه سيكون من قبيل "التضليل" من جانب تشيني ان يشير مثلما فعل في مقابلته مع (سي.ان.ان) الى ان الحكومة حققت "نجاحا هائلا" في العراق.
ورغم ذلك لم يصل الزعماء الديمقراطيون الى حد التهديد بقطع التمويل عن زيادة القوات لان ذلك قد يسمح لبوش وحلفائه باتهامهم بالتخلي عن الجنود الاميركيين في العراق في الوقت الذي يستعد فيه الحزبان لخوض انتخابات الرئاسة عام 2008.
المالكي
من ناحيته، وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في خطاب القاه امام البرلمان الخميس انتقادات حادة الى "بعض الغرباء من عرب وغير عرب" منددا بما وصفه بانه "شراكة في العملية الارهابية".
واضاف في كلمة نقلتها قناة "العراقية" الحكومية لدى تطرقه الى الخطة الامنية الجديدة "نعاني من وجود بعض الغرباء عربا او غير عرب (...) مع الاسف الشديد فتحت شهيتهم بسبب مواقفنا. نحن الذين فتحنا لهم الباب للتدخل حينما قاموا بالشراكة في العملية الارهابية والقتل".
لكن رئيس الوزراء لم يحدد من يقصد بغير العرب.
واكد "اننا سنتعامل بنفس الدرجة في الموقف السياسي والامني مع كل الذين يتدخلون في الشان العراقي وفي الوقت ذاته نؤكد ضرورة رفض التدخل في شؤون الاخرين (...) نرفض ما يحصل في دول الجوار من مؤتمرات واعلام يتحدث عن الشان العراقي الداخلي".
وقال "مرفوض ان تتحدث كل دولة عن مكون محدد نطلب منها ان يتحدثوا عن العراق الذي يشكل امنه امن المنطقة وارتباكه ارتباكا للمنطقة نشكر من يتحدثون بهذه اللغة ويعلنون عن استعدادهم لحضور مؤتمر وزراء الخارجية الذي سندعو اليه في بغداد".
من جهة اخرى اوضح المالكي ان الخطة الامنية "تستهدف عملية نزع السلاح (...) ولن تكون هناك دولة ان كان الى جانب الحكومة من يحمل السلاح".
وتابع "سيكون اسمها عملية فرض القانون (...) ليست موجهة ضد احد (...) البعض يتحدث عن الشيعة والاخر عن السنة اقول انها تستهدف الجميع لكن من الخارجين عن القانون".
واكد انها "خطة عراقية مئة بالمئة وتحت قيادة عراقية والقوات المتعدة دورها الدعم فقط (...) تم تقسيم بغداد الى تسع مناطق تخضع لسيطرة الشرطة والجيش في آن واحد".
وتابع ان "خطة امن بغداد سوف لن تخضع المؤثرات سياسية (...) اذا لم تنجح الخطة سيكون هنالك خطة ثالثة ورابعة فالمعركة بيننا وبين الارهاب والخارجين عن القانون مستمرة ومفتوحة".