يبدأ مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي وصل طرابلس اليوم الاثنين، مباحثات مع المسؤولين الليبيين حول تفكيك البرنامج النووي الليبي، وذلك في وقت ابلغت فيه طرابلس الوكالة رغبتها الاحتفاظ بممحطة لتحويل اليورانيوم.
وقال البرادعي للصحافيين عند مغادرته فيينا متوجها الى طرابلس ان "هدف زيارتي هو التحقق من النقطة التي وصلنا اليها والبحث معهم (المسؤولون الليبيون) في المرحلة المقبلة من التفتيش".
لكن المساهمة الرئيسية لليبيا قد تكون تقديم توضيحات حول الشبكة التي كان يقودها عبد القدير خان. وقال البرادعي ان "السلطات الليبية كانت متعاونة جدا في هذا المجال".
واضاف "في الواقع عرفنا الكثير بفضل محادثاتنا مع الليبيين، عن هذه الشبكة لنقل المعدات (النووية) التي كانت تذهب ايضا الى ايران وربما الى دول اخرى".
وتأتي زيارة البرادعي الى ليبيا بعد الكشف عن وجود سوق سوداء دولية للمواد النووية يقودها مهندس البرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان الذي سرب تكنولوجيا من هذا القطاع الى ليبيا وايران وكوريا الشمالية.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية زار ليبيا في كانون الاول/ديسمبر الماضي بعد ان اعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تخلي بلاده عن كل برنامج لاسلحة الدمار الشامل في ختام مفاوضات سرية استمرت عدة اشهر مع بريطانيا والولايات المتحدة.
وقال مسؤول المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الليبية عند استقباله البرادعي في مطار طرابلس ان ليبيا "ستواصل تعاونها مع الوكالة للتأكد من خلوها من اي برنامج لاسلحة الدمار الشامل".
وقال دبلوماسيون غربيون إن ليبيا أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تريد الاحتفاظ بعدد من المنشآت النووية من بينها محطة لتحويل اليورانيوم تريد الولايات المتحدة تفكيكها ونقلها إلى خارج ليبيا.
وقال دبلوماسي غربي يتبع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "اثنتان من هذه المنشأت بريئتان تماما الا ان محطة التحويل (أمر) حساس....بعض الدول لاتريد أن تحتفظ ليبيا بالمحطة. الولايات المتحدة تريد نقلها إلى خارج ليبيا."
وقال دبلوماسيون إن محطة التحويل في ليبيا قد يكون من المسائل التي يزمع البرادعي مناقشتها مع المسؤولين الليبيين أثناء زيارته.
وعملية التحويل هى احدى الخطوات الاولى تجاه ايجاد يورانيوم مخصب يستخدم كوقود في محطات انتاج الطاقة النووية أو في القنابل اذا تم تخصيبه بدرجة عالية.
ولم تستطع ليبيا مطلقا أن تخصب أي يورانيوم بنجاح على الرغم من أن المحللين والدبلوماسيين قالوا إنها مجرد مسالة وقت لنجاحها في ذلك.
وينقل الخبراء الاميركيون والبريطانيون منذ بدء العام معدات ووثائق تتعلق ببرنامج ليبيا للأسلحة الذرية للتحليل والتخزين في الولايات المتحدة. ويشرف خبراء من الوكالة على العملية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)