البابا يزور الشرق الاوسط في ظل الحرب الأهلية السورية

تاريخ النشر: 12 سبتمبر 2012 - 06:16 GMT
لوحة ترحيب بالباب في احد شوارع بيروت
لوحة ترحيب بالباب في احد شوارع بيروت

يقوم البابا بنديكت بعد يومين برحلة حساسة دينيا وقد تكون خطيرة الى لبنان ليوجه نداء من أجل السلام والمصالحة في الشرق الاوسط بينما تستعر حرب أهلية في سوريا المجاورة.

ويقضي البابا البالغ من العمر 85 عاما الذي يقوم بالزيارة الرابعة والعشرين دوليا والرابعة الى الشرق الاوسط ثلاثة ايام يوجه خلالها نداء من اجل الوحدة بين المسيحيين والسلام بين المسيحيين والمسلمين خلال وجوده في العاصمة اللبنانية بيروت من يوم الجمعة الى يوم الاحد.

وقال في اجتماع عام يوم الاربعاء "أحث جميع المسيحيين في الشرق الاوسط سواء كانوا مقيمين منذ فترة طويلة أو وصلوا في الآونة الاخيرة لكي يكونوا صناع سلام ودعاة مصالحة."

وسيعقد البابا بنديكت اجتماعين كبيرين في الهواء الطلق ويلتقي مع ممثلين لجميع الطوائف المسيحية والاسلامية والزعماء السياسيين. وقال البابا بنديكت يوم الأربعاء ان مثل هذا النسيج الديني الغني "يمكن ان يستمر فقط اذا عاش (الشرق الاوسط) في سلام ومصالحة."

ويدرك الفاتيكان ان البابا سيوجه نداء من اجل السلام في بيروت بينما على مسافة لا تزيد على 50 كيلومترا تدور حرب أهلية في سوريا. وتقول جماعات المعارضة ان أكثر من 27 الف شخص قتلوا في الانتفاضة التي بدأت قبل نحو 18 شهرا وامتدت اشتباكات منها في بعض الاحيان الى الاراضي اللبنانية.

وسيقترب البابا خلال هذه الزيارة من صراع عسكري اكثر مما فعل في أي من الزيارات التي قام بها منذ انتخابه في عام 2005 كما أنها تأتي وسط انزعاج متنام في لبنان حيث توجد انقسامات طائفية مماثلة للموجودة في سوريا.

وشهد لبنان نفسه حربا أهلية طائفية في الفترة بين عامي 1975 و1990 .

وتزدادالتوترات بين السنة في لبنان الذين يؤيدون عادة الانتفاضة التي تقوم بها الغالبية السنية في سوريا والشيعة الذين يؤيدون عادة الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد.

وبينما أثارت الأحداث في سوريا وتبعاتها في لبنان مخاوف بعض الاوساط من ان الرحلة تنطوي على مخاطر بالغة فان الفاتيكان لديه ثقة بشأن أمن البابا بعد الحصول على ضمانات من الجماعات المنقسمة في البلاد.

وقال الاسقف جابرييل كاتشيا سفير الفاتيكان في بيروت ومن المنظمين الرئيسيين لهذه الزيارة لرويترز في مقابلة جرت في وقت سابق هذا الاسبوع "إنني أتحلى بالهدوء بقدر ما يمكن للبشر."

وقال كاتشيا ان المنظمين حصلوا على "ضمانات معقولة" بأن الزيارة لن تتعطل. وقال "من الواضح ان قوات الامن في حالة تأهب. الامن دائما له أولوية اثناء زيارات البابا وخاصة في ظل هذا السياق (الاقليمي) الذي يتسم بالسخونة."

وأضاف "لكن بدافع الامانة يجب ان اقول انه فيما يتعلق بالعناصر اللبنانية لم يعبر أي قطاع عن اعتراضه على هذه الزيارة. جميع الطوائف - المسيحية والاسلامية والسنة والشيعة والدروز والعلويون - كان رد فعلها ايجابي ازاء الزيارة."

وقال كاتشيا ان وفدا من جماعة حزب الله الشيعية -وهي تنظيم سياسي ايضا- زار البطريرك الماروني في لبنان في الاونة الاخيرة و"عبر عن بهجته" لزيارة البابا.

ولم يتضح ان كان ممثلو حزب الله الذي تعتبره اسرائيل والولايات المتحدة جماعة ارهابية سيحضرون أي لقاء بين البابا والزعماء الدينيين والسياسيين.

وعندما سئل بشان وجهة نظر الفاتيكان في حزب الله قال المتحدث الاب فيديريكو لومباردي في افادة صحفية يوم الثلاثاء "ليس لدي ما أقوله في الوقت الراهن ..."

ويقوم البابا بنديكت بهذه الزيارة التي تستغرق ثلاثة ايام لاصدار وثيقة تعرف باسم "الارشاد الرسولي" استنادا الى نتائج مجمع الاساقفة الكاثوليك بشأن الشرق الاوسط في عام 2010 .

وتعامل المجمع مع موضوعات مثل الامن الاقليمي ونزوح المسيحيين من المنطقة والحاجة الى قرار للصراع الاسرائيلي الفلسطيني وهي جميعها موضوعات يتوقع تناولها في الوثيقة الباباوية وفي كلمات بنديكت.

ويشعر الفاتيكان بقلق خاص بشأن نزوح مسيحيين من الشرق الاوسط الذين يشكلون الان حسب بعض التقديرات خمسة في المئة من سكان المنطقة انخفاضا من نحو 20 بالمئة قبل قرن من الزمان.

ووفقا لبعض التقديرات فان التعداد الحالي يبلغ 12 مليون مسيحي في الشرق الاوسط يمكن ان يتراجع الى النصف بحلول عام 2020 اذا استمرت معدلات المواليد على هذا النحو.

وقال كاتشيا سفير الفاتيكان في بيروت "المسيحيون موجودون في الشرق الاوسط ليس لانهم وصلوا مع امبراطورية استعمارية. انهم جزء اساسي من المشهد وهم مواطنو هذه الارض ولهم جذور في هذه الارض ولهم الحق في العيش في المكان الذي ولدوا عليه."