البابا يدعو الى تحرير العراق

تاريخ النشر: 04 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أبلغ البابا يوحنا بولس الثاني الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة بضرورة استعادة العراق لسيادته سريعا وأعرب عن أسفه العميق للانتهاكات التي تعرض لها سجناء عراقيون على أيدي جنود أميركيين. 

وقال البابا (84 عاما) "لدى الجميع رغبة واضحة في عودة هذا الموقف الى طبيعته بأسرع ما يمكن مع المشاركة النشطة من جانب المجتمع الدولي وبخاصة منظمة الامم المتحدة لضمان استعادة العراقيين لسيادتهم بسرعة." 

والتقى البابا الذي عارض بشدة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق العام الماضي بالرئيس الاميركي في الفاتيكان بينما اصطف الاف من رجال الشرطة المسلحين في الطرق الرئيسية في روما وبدأ متظاهرون مناهضون للحرب في التجمع احتجاجا على زيارة بوش. 

وعقد البابا وبوش محادثات خاصة وحدهما لمدة 15 دقيقة بالمقر البابوي في الفاتيكان قبل أن يدليا بتصريحات. وقدم بوش للبابا قلادة الحرية الرئاسية التي تعد أرفع قلادة أميركية تمنح للمدنيين. 

ولدى وصول بوش الى الفاتيكان صفق بعض المارة من خلف حواجز الشرطة بينما شرع آخرون في الصفير تعبيرا عن عدم الرضا ورفعوا شعارات تدعو للسلام. 

وقال البابا الذي يعاني من مرض الشلل الرعاش وهو ينطق كلماته بصعوبة ان هذا الاجتماع "يعقد في لحظة قلق عظيم بسبب استمرار الاضطرابات الشديدة التي تعصف بالوضع في الشرق الاوسط سواء في العراق أو في الارض المقدسة". 

بيد أن البابا احتفظ بأشد كلماته للاشارة الى فضيحة اساءة الجنود الاميركيين معاملة سجناء عراقيين. 

وقال "في الاسابيع القليلة الماضية ظهرت أحداث مؤسفة أخرى الى حيز الضوء المت ضمائر الجميع على المستويين المدني والديني وجعلت الالتزام الواضح والقاطع بالقيم الانسانية المشتركة أكثر صعوبة." 

وأضاف "وفي غياب مثل ذلك الالتزام لن يتسنى أبدا التغلب على الحرب أو على الارهاب". 

كانت فضيحة اساءة الجنود الاميركيين معاملة السجناء العراقيين قد أثارت غضب العالم العربي وأحرجت واشنطن. ومنذ أيام أدان البابا التعذيب باعتباره اهانة لا تحتمل للكرامة الانسانية. 

وقال البابا الذي أرسل مبعوثين الى كل من بوش والرئيس العراقي صدام حسين عام 2003 في محاولة لتجنب الحرب ان تعيين رئيس للدولة في العراق وتشكيل حكومة انتقالية هما خطوتان مشجعتان باتجاه عودة الامور الى طبيعتها. 

وأضاف "أمل ان يلوح أمل مماثل للسلام في الارض المقدسة ويؤدي الى مفاوضات جديدة يمليها التزام مخلص وراسخ بالحوار بين حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية." 

وتابع قائلا ان التهديد الذي يمثله الارهاب الدولي "يبقى مصدرا للقلق الدائم" وكرر ادانته لهجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر2001 على الولايات المتحدة باعتبارها تمثل "يوما مظلما في تاريخ الانسانية". 

ورد بوش بأن حكومته سوف تعمل من أجل "حرية الانسانية وكرامتها". ولم يذكر صراحة العراق أو فضيحة اساءة معاملة السجناء التي أثارت غضب الفاتيكان. 

 

وقال "انني أحمل معي أيضا رسالة من حكومتي تقول لكم يا سيدي اننا سنعمل من أجل حرية الانسانية وكرامة الانسانية لنشر السلام والرحمة واننا نكن كل تقدير لرمز الحرية القوي الذي تمثلونه ونعترف بقدرة الحرية على تغيير المجتمعات وتغيير العالم." 

يعد هذا الاجتماع الثالث من نوعه بين بوش والبابا لكنه الاول منذ اجتياح القوات الاميركية للعراق في اذار / مارس2001.