اعتبرت لندن نتائج الانتخابات الايرانية بالعائق امام الحوار مع اوروبا فيما وصف اصلاحيون هزموا في الانتخابات البرلمانية النتائج بالباطلة
وصف اصلاحيون هزموا في الانتخابات البرلمانية ايران النتائج بأنها باطلة وعبروا عن سخطهم خلال جلسة للبرلمان يوم الاثنين وهاجموا محافظين عطلوا برامجهم الاصلاحية طوال اربع سنوات ويستعدون الان لشغل المقاعد التي كان الاصلاحيون شغلونها في المجلس التشريعي.
وعلى النواب الذين هزموا في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة تسليم مقاعدهم بنهاية ايار/مايو ليصبح بذلك الرئيس الايراني محمد خاتمي واعضاء حكومته الاصلاحيين الباقين في السلطة في مواجهة برلمان معارض ليبقى النذر القليل من البرنامج الاصلاحي الذي سمي يوما "ربيع طهران."
وقالت النائبة فاطمة حقيقتجو في البرلمان الحالي "اعلن احتجاجي على العملية الباطلة البعيدة عن الدين لتشكيل مؤسسات غير منتخبة في السنوات القليلة الماضية والتي وصلت الى ذروتها بانتخابات 20 شباط/ فبراير."
وفاز المحافظون فوزا سهلا في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الجمعة بعد ان منع مجلس صيانة الدستور المتشدد غير المنتخب ويضم 12 عضوا نحو 2500 من ترشيح انفسهم في الانتخابات وكان غالبيتهم من الاصلاحيين. وفاز المتشددون بالمقاعد الخمسة للعاصمة الايرانية السابقة اصفهان والتي كانت معقلا للاصلاحيين.
وتدنت نسبة الاقبال على التصويت بشكل قياسي منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 لكن النسبة زادت رغم ذلك عما كان متوقعا ووصلت الى نحو 50 في المئة. وانضم عدد اقل مما كان متوقعا الى مقاطعة الانتخابات التي دعا اليها حزب اصلاحي بارز.
وخاب امل كثيرين لعدم قدرة خاتمي على التغيير واصلاح الاقتصاد للوقوف في وجه المحافظين.
وبدأ البرلمان الحالي الذي يحل في مايو والذي لم يستطع ان يمرر قوانين اصلاحية مرجوة بسبب تشدد مجلس صيانة الدستور مناقشة استقالات نحو 100 نائب لم يوفقوا في الانتخابات. وسخف المحافظون من المناقشات.
وقال غلام علي حداد عادل الذي فاز في طهران للصحفيين "الهدف حقا ليس تقديم الاستقالة ولكن الهدف الدعاية."
وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان ناخبين غاضبين هاجموا مكاتب حكومية في جنوب ايران. وقتل ثمانية وجرح 30 في بلدتين بالجنوب في احتجاجات مماثلة في مطلع الاسبوع.
وهيمن المحافظون على وسائل الاعلام الرسمية وحظروا نحو 100 مطبوعة موالية للاصلاحيين ويعني ذلك ان تصبح المناقشات البرلمانية التي تذاع على الهواء المتنفس الوحيد امام الاصلاحيين للوصول الى الشارع الايراني والى ان يسلموا مقاعدهم في مايو.
واشار الاصلاحيون الى قرار اغلاق اخر صحيفتين اصلاحيتين عاملتين عشية الانتخابات على انه مؤشر الى ما سيحدث. وبعث وزير الاعلام الايراني احمد مسجد رسالة احتجاج الى خاتمي
على الصعيد الخارجي فقد اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يوم الاثنين ان الانتخابات الايرانية التي شابها "خلل" سيكون لها أثر لا محالة على المحادثات التجارية التي تجرى بين طهران والاتحاد الاوروبي.
وربط الاتحاد الاوروبي استئناف المفاوضات حول اتفاقية للتجارة والتعاون مع ايران بالالتزام بوعود بقبول عمليات تفتيش مفاجئة وأكثر صرامة لبرنامجها النووي ووقف تخصيب اليورانيوم.
كما أنه يطالب طهران باحراز تقدم في مجال حقوق الانسان والحرب على الارهاب وموقفها من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني قبل توقيع مثل هذه الاتفاقية.
وذكر دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي أن الانتخابات الايرانية التي أجريت يوم الجمعة قد ينظر اليها على أنها تقهقر في مجال حقوق الانسان.
وصرح سترو للصحفيين قبل اجتماع لوزراء الخارجية من 25 دولة هم الاعضاء الحاليون والقادمون للاتحاد "من الواضح أن نتائج الانتخابات في ايران ستؤدي الى تكوين بيئة جديدة للمباحثات التي ستجرى مع ايران."
ومضى يقول "اصبح جليا للجميع ادراك أن تلك الانتخابات من بدايتها تعاني من الخلل والتي لم يتح فيها للمرشحين الاصلاحيين في نصف الدوائر الانتخابية على الاقل المنافسة أمام الناخبين."
ولم يوضح سترو أي أثر سيكون لهذه الانتخابات على المحادثات التجارية مع الاتحاد الاوروبي.
ووصف وزير الخارجية السلوفيني ديميتري روبيل الذي جاء لبروكسل لحضور اجتماع الاتحاد الاوروبي الانتخابات بأنها "سيئة للغاية".
وأضاف "سنجري اليوم مباحثات وأتمنى وجود بعض الخطط المعدة."
ولكن نظيرته الاسبانية انا بالاثيو قالت ان الاتحاد الارووبي لابد أن يعمل جاهدا لاقامة حوار بناء مع الجمهورية الاسلامية بالرغم من التحديات—(البوابة)—(مصادر متعددة)