أكد مقيمون في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق أن المخيم يشهد منذ ساعات الصباح الأولى في 26 يوليو/تموز، قصفا عنيفا من الجيش السوري بمشاركة الطائرات والمدافع والدبابات إثر اقتحامه. وذكرت مصادر أن قتلى وجرحى سقطوا جراء الاقتحام والقصف.
وحذر أحد المقيمين في شارع الثلاثين في المخيم في اتصال مع موقع "روسيا اليوم" من حالة انسانية صعبة يعيشها المخيم في أعنف قصف يشهده منذ نحو أسبوعين. وقال الشخص الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية إن الطائرات العمودية والدبابات والمدافع تشارك في قصف المخيم، وإن واجهة مشفى فلسطين دمرت بالكامل. وذكر أن أصوات انفجارات ضخمة هزت المخيم، فيما سمع دوي انفجارات أكبر في منطقة العروبة.
ولفت المقيم إلى نفاد المواد الغذائية والخبز في معظم البيوت بسبب خوف الأهالي الخروج من منازلهم جراء القصف، وتمركز القناصة. كما قال إن رائحة الدخان والبارود تنتشر في المنطقة.
فيما أفاد أحد سكان حي التقدم بأن القصف العشوائي استهدف منطقتهم إضافة إلى العروبة، وأن أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة الحجر الأسود والعروبة، وتقاطع شارع الثلاثين مع شارع صفد. ولفتوا إلى حالة ذعر بين الأطفال.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في مخيم اليرموك أن قتيلين على الأقل سقطا، أحدهما باسم جلبوط العامل في تصليح اطارات السيارات في مكان عمله على شارع الثلاثين.
وناشدت تنسيقيات اليرموك النازحين "توخي الحذر أثناء تنقلهم بسبب القصف الشرس الذي يتعرض له الحجر الأسود". وأكدت حصول اشتباكات في سوق الخضرة ومنطقة العروبة.
ودعا موقع "مخيم اليرموك نيوز" في صفحته على موقع "فيسبوك" إلى التبرع بالدم، وأكد وصول عدد من الجرحى إلى مشفى الباسل.
ومنذ الصباح تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اقتحام المخيم من جهة شارع الثلاثين، باستخدام مدرعات ودبابات وحافلات "الشبيحة"، واستهداف مناطق الحجر الأسد، والعروبة والتقدم والمخيم بقصف مدفعي، وكذلك الطائرات العمودية، وانتشار وحدات من الجيش السوري في منطقتي المشروع والتل.
مجزرة في يلدا
قال نشطاء في المعارضة السورية ان 16 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال قتلوا في ضربات صاروخية خلال هجوم للجيش في حي يلدا بجنوب العاصمة دمشق يوم الخميس.
وقال ناشط في المنطقة ان وابلا من الصواريخ أصاب بنايتين حيث سقط اغلب القتلى.
ووقع الهجوم بينما قصفت القوات السورية التي تدعمها طائرات الهليكوبتر الحربية حي الحجر الاسود وهو أحد آخر معاقل المعارضة المسلحة في المدينة.
وقال الناشط اسامة الشامي "وقع ذلك في حوالي الساعة الخامسة مساء (1400 بتوقيت جرينتش) ... بعض المصابين ما زالوا على الارض ونحاول مساعدتهم."
وقال الشامي ان عدد القتلى 20 بينما قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب العنف في سوريا ان 16 شخصا قتلوا بينهم اربع نساء وخمسة اطفال.
وقال المرصد ايضا انه تم العثور على جثث 12 معارضا مسلحا في منطقة العجمي قرب الحدود الاردنية في جنوب البلاد. وقال ان انهم قتلوا في قصف يوم الأربعاء.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له "كان المقاتلون يساعدون السكان على الفرار من القصف عندما قتلوا وما زال عشرة منهم مفقودين."
محكمة للارهابيين
أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" يوم 26 يوليو/تموز أن مجلس الشعب السوري أقر مشروع قانون يتضمن إحداث محكمة خاصة تتولى النظر بجرائم الإرهاب، وأن المشروع أصبح قانونا بعد أن أعطاه صفة الاستعجال. جاء ذلك أثناء جلسة المجلس التي عقدها يوم 25 يوليو/تموز ضمن دورته الاستثنائية الأولى.
وأكدت الوكالة أن القانون يأتي "نظرا لصدور قانون الإرهاب رقم 19 لعام 2012 وبسبب الطبيعة الخاصة لأحكامه والأشخاص الخاضعين له وباعتباره لم ينص على تحديد الجهة القضائية المختصة للنظر في الجرائم المنصوص عليها فيه وبهدف توحيد الاجتهاد القضائي".
ووافق المجلس على مقترح مكتبه حول تأمين وإحداث مقار لأعضائه في المحافظات "للتواصل مع المواطنين والوقوف على معاناتهم وتحسين أوضاعهم".
