حققت التسريبات التي لوحت منذ أربعة أيام بغياب الأمن عن مسيرة ضخمة ينوي التيار الإسلامي الأردني تنظيمها الجمعة غرضها المباشر في تخفيف حدة الإندفاع الشعبي للتضامن مع جماعة الأخوان المسلمين.
ومن الواضح حسب سياقات الساعات القليلة الماضية أن مؤسسة الأمن العام أعادت النظر في حساباتها بخصوص غياب محتمل عن ميدان المسيرة بعد (تخفيف لهجة) الأخوان المسلمين على مدار يومين وصدور عدة تعميمات من قادتهم بسلمية المسيرة وهتافاتها وفق صحيفة القدس العربي.
وتحقق الغرض التكتيكي فيما يبدو بإقلاق ترتيبات المسيرة الضخمة التي أرادت الحركة الإسلامية لها أن تكون ضاغطة على النظام تحت عنوان (إنقاذ الوطن) حيث أشار خبراء وبرلمانيون إلى أن إنتاجية إستقطاب الإسلاميين لمشاركين مستقلين في مسيرتهم الشعبية تأثرت خلال الساعات الماضية بإحتمالات القلق لدى الشارع مما إنعكس بتقدير أوساط القرار الرسمي على حجم وعدد المشاركين في المسيرة.
وعلى ضوء ذلك خرج لواجهة الحدث الجنرال حسين المجالي مدير الأمن العام ليشرح تفاصيل (خطة ميدانية) للحفاظ على الأمن في قلب ووسط العاصمة عمان خلال مسيرة الأخوان المسلمين الضخمة التي أثارت الكثير من الجدل .
هنا حصريا أكد الجنرال المجالي بان مؤسية الأمن العام لن تتخلى عن مسئولياتها وواجباتها المقدسة في حماية أرواح وأعراض وممتلكات المواطنين رغم كل الأعباء.
وقال المجالي أن قوات الشرطة التي يترأسها ستؤمن الحماية لكافة المشاركين في الإعتصامات والمسيرات وفقا للقانون ومهما بلغ عدد المشاركين بالرغم من التشكيك والإساءة لدور الأمن العام.
أجّلت جماعة أردنية تطلق على نفسها اسم تجمع (الولاء والانتماء للوطن والملك)، الخميس تظاهرة كان من المزمع إقامتها غدا الجمعة، بالتزامن مع مسيرة "إنقاذ الوطن" التي تنظمها حركة الإخوان المسلمين و77 حراكا شعبيا بوسط عمان.
وقال بيان صادر عن التجمع أنه تم تأجيل المسيرة حتى إشعار آخر "حتى لا نكون الشرارة الأولى التي ينتظرها ضعفاء النفوس وأصحاب الأجندات الخارجية المدفوعة لجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه".
وأضاف البيان "قررنا وضع المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبار وانتم تعرفون الوطن وتعرفون عزيمة قيادته وإصرارها على المضي بالأردن قدماً إلى بر الأمان من خلال الإصلاحات التي قام بها جلالة الملك المتمثلة بالتعديلات الدستورية وإجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام وإصرار ملكي على المضي قدما بجميع مسارات الإصلاح في الأردن".
وكان مدير الأمن العام الأردني الفريق أول حسين المجالي حذر خلال ترؤسه أمس الأربعاء اجتماعا أمنيا ضم عدداً من قادة وحدات وإدارات الأمن العام والدرك والأجهزة الأمنية من "وجود مؤشرات لإمكانية استغلال المسيرة الضخمة التي دعت إليها الحركة الإسلامية وفعاليات أخرى من قبل فئة خارجة عن القانون لإثارة البلبلة والفتنة في الأردن يعكس حالة القلق التي تنتاب كافة الأجهزة المعنية من تزامن المسيرتين وبأعداد ضخمة متوقعة في مساحة جغرافية لا تحتمل استيعابهما في توقيت ومكان واحد".
ويذكر أن جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي وفعاليات أخرى دعت إلى مسيرة غدا أطلقت عليها اسم (إنقاذ الوطن) وذلك بالتزامن مع مسيرة أخرى موالية وسط مخاوف من إمكانية حدوث احتكاكات واشتباكات بين المسيرتين.
الامن اعلن غيابه عن المسيرة
