الاردن ارض خصبة للاستثمارات الروسية والنووي على رأسها

تاريخ النشر: 27 يونيو 2012 - 02:10 GMT
البوابة
البوابة

تصب دعوة الملك عبدالله الثاني لرؤوس الاموال ورجال الاعمال لاستثمار الاجواء الايجابية مع روسيا والاستفادة من البيئة الجاذبة للاستثمار، في مصلحة الشعبين في الوقت الذي يستطيع القطاع الخاص الروسي استثمار المجال المناسب لإقامة المشروعات الاستثمارية في المملكة.

جاء ذلك خلال المحادثات التي أجراها جلالته أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي ركزت على علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وآخر التطورات في المنطقة، وجهود تحقيق السلام فيها.

وأكد جلالته والرئيس بوتين الحرص على تفعيل وتطوير العلاقات الثنائية، لافتا جلالته والرئيس الروسي إلى الإمكانات الكبيرة لتطويرها، خصوصا في المجالات السياسية والاقتصادية والزراعية والسياحية والطاقة والنقل.

المشروع المهم في المشترك هو الاستفادة من الخبرات الروسية في الطاقة النووية والاردن الان على ابواب منح الضوء الاخضر لانشاء محطات نووية.

الواضح في هذا السياق ان موسكو قادرة على انتاج ما يريده الاردن وتلبية الاحتاجات كاملة مع استقلالية لا يمكن ان تمنحها ايا من الشركات العالمية المنافسة وغير المنافسة.

من جهته، أعرب الرئيس بوتين عن حرص روسيا على تطوير العلاقات مع الأردن، الذي وصفه بالشريك المهم لروسيا، مشيدا بالعلاقات القوية التي تجمع القيادتين والبلدين.

كما أعرب عن تطلعه لتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية والسياحية منها.

وحول جهود تحقيق السلام، أكد الزعيمان ضرورة تكثيف العمل لإحلال السلام في الشرق الأوسط، استنادا إلى حل الدولتين، مؤكدا جلالته أهمية الدور الروسي في هذا المجال.

وفيما يتصل بالوضع في سورية، أكد جلالة الملك دعمه لإيجاد حل سياسي للأزمة هناك، بما يحفظ وحدة سورية واستقرارها، ويضع حدا للعنف وإراقة الدماء في إطار الإجماع العربي والدولي.

وقال الرئيس بوتين، خلال المباحثات التي تخللتها مأدبة غداء أقامها جلالته تكريما للرئيس بوتين والوفد المرافق، إن "اجتماعنا اليوم فرصة لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط والقضايا الساخنة التي تمر بها المنطقة"، مؤكدا تميز العلاقات التي تربط بلاده مع الأردن، وقال "نأمل في تطوير هذه العلاقات مستقبلا".

وأشاد خلال المباحثات بمواقف جلالة الملك الإقليمية والدولية، وقال "نحترم مواقف الأردن على المستوى الإقليمي والدولي"، مشيرا إلى حكمة جلالة الملك ورؤيته السديدة في التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة، ما يؤشر إلى المكانة الكبيرة التي يتمتع بها جلالته.

وكان جلالة الملك والرئيس بوتين أكدا في تصريحات لهما قبيل بدء جلسة المباحثات الموسعة والثنائية على متانة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.

وقال جلالته إن الأردن وروسيا يتمتعان بعلاقات مميزة على مختلف الصعد، مؤكدا جلالته العزم على تطويرها في مختلف المجالات.

وأشار جلالة الملك الى افتتاح مركز الحجاج الروس في منطقة عماد السيد المسيح، الذي سيكون معززا لعلاقات البلدين، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية.

وعبر الرئيس بوتين عن شكره لجلالة الملك وللأردن على تخصيص قطعة أرض لإقامة مركز لاستقبال الحجاج الروس الى المملكة، خصوصا في موقع المغطس، حيث تعمد السيد المسيح.

كما عبر عن ارتياحه لمستوى الحوار السياسي بين الأردن وروسيا الاتحادية، والدور الذي يلعبه جلالة الملك في تطوير علاقات البلدين وتنميتها، خصوصا في المجال الاقتصادي.

وحضر المباحثات عن الجانب الأردني سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض أبو كركي، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ووزير الطاقة والثروة المعدنية علاء البطاينة، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان، ووزير الزراعة أحمد آل خطاب، والمستشار في الديوان الملكي الهاشمي عامر الحديدي، ورئيس لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب الدكتور محمد الحلايقة، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، والسفير الأردني لدى روسيا أحمد الحسن.

وحضرها عن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف، ومساعد الرئيس للسياسة الخارجية يوري يوشاكوف، ووزير الزراعة نيكولاي فيدوروف، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اليكسي بوشكوف، وعدد من كبار المسؤولين والسفير الروسي لدى الأردن الكسندر كالوجين.

وكانت ثلة من حرس الشرف قد حيت الرئيس بوتين لدى وصوله باحة مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات، حيث كان في مقدمة مستقبلي فخامته، جلالة الملك عبدالله الثاني.

يذكر أن الأردن وروسيا تربطهما علاقات تعاون وثيقة، حيث أبرما خلال الأعوام الماضية عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون في مجالات التعاون المشترك بين غرف التجارة والصناعة في البلدين واتفاقية إنشاء مجلس أعمال أردني - روسي مشترك، واتفاقية تعاون اقتصادي وفني واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة.

وارتفعت قيمة الصادرات الأردنية بنسبة 330 % في آخر خمسة أعوام إلى 22.8 مليون دولار مقابل 5.2 مليون دولار في العام 2007.

كما ارتفعت بالمقابل قيمة المستوردات بنسبة 90 % الى 593 مليون دولار مقارنة مع 310 ملايين دولار لفترة المقارنة ذاتها.

وارتفع كذلك عدد السياح القادمين من روسيا الاتحادية بشكل مطرد في الأعوام الخمسة الماضية، حيث يصل الأردن سنويا نحو 70 ألف سائح قادم من روسيا الاتحادية، وهذا الرقم مرشح للارتفاع مع افتتاح مركز السياح الروس في منطقة المغطس.

وكان جلالة الملك في مقدمة مودعي الرئيس بوتين لدى مغادرته عمان مساء أمس، بعد زيارة عمل قصيرة للمملكة.

كما كان في وداع بوتين سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته وعدد من المسؤولين