الاحتلال يقتحم باحة الاقصى وينسف منزلين في بيت لحم و'الثوري' يواصل اجتماعاته في رام الله

تاريخ النشر: 27 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اقتحمت قوات الاحتلال باحة الاقصى لتفريق متظاهرين فلسطينيين، كما نسفت منزلين في بيت لحم. وفي الغضون، اتهمت السلطة اسرائيل بالوقوف وراء محاولات "تشويه" المناخ الذي تنعقد فيه اجتماعات المجلس الثوري التي تواصلت الجمعة، مشيرة بذلك للتقارير حول الشجار الذي نشب بين الرئيس ياسر عرفات ومستشاره الامني نصر يوسف. 

وافادت مصادر فلسطينية ان عشرات الفلسطينيين اصيبوا بحالات اختناق عقب اقتحام عشرات من الجنود الاسرائيليين باحة المسجد الاقصى عقب صلاة الجمعة، واطلاقهم القنابل الصوتية وقنابل الغاز بهدف تفريق مصلين رشقوهم بالحجارة. 

وقالت الشرطة الاسرائيلية ان ضابطا اسرائيليا اصيب بجروح طفيفة خلال المواجهات. 

من جهة ثانية، فقد شارك عشرات من ناشطي السلام الإسرائيليين في تظاهرة ضد الجدار العازل في قرية بدرس غرب رام الله. 

ويؤكد المتظاهرون ان الجدار الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية سيخنق القرية في النهاية، حيث انه يجعلها محاصرة من كافة الاتجاهات. 

واستشهد فلسطينيان واصيب اكثر من 20 اخرين بجروج خلال مواجهات احتجاجية على الجدار وقعت الخميس في انحاء متفرقة في الضفة الغربية. 

وفي وقت سابق الجمعة، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلين في مخيمي عايدة والعزة في بيت لحم. 

وذكر شهود عيان، أن تلك القوات زرعت المتفجرات في المنزلين وفجرتهما عن بعد، ما أحدث أضراراً كبيرة في المنازل المجاورة. 

ويعود المنزلان لإبراهيم جندية من حركة حماس وحسان أبو سعيرة، من حركة فتح.  

ويتهم جندية بإرسال منفذ عملية وقعت في القدس العام الماضي، وأسفرت عن مقتل 12 شخصًا وجرح العشرات. 

ويتهم أبو سعيرة بتدبير وتوجيه العملية المسلحة التي وقعت في حزيران/يونيو من العام 2001 والتي أدت إلى مقتل ضابط في الجيش الإسرائيلي وإصابة جندي بجراح بالغة. 

واعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية، ثلاثة ناشطين من حركة حماس في الخليل.  

من جهة اخرى، أطلق فلسطينيون، صباح الجمعة، صاروخا مضادًا للدبابات تجاه مستوطنة "نافيه دكاليم" في المجمع الاستيطاني "غوش قطيف" في قطاع غزة.  

وقال الجيش الاسرائيلي ان الصاروخ تسبب باضرار بالغة في أحد منازل المستوطنة، ودون ان يسفر عن ضحايا او اصابات. 

المجلس الثوري 

الى ذلك، اعربت السلطة الفلسطينية عن اسفها لما وصفته بانه محاولات لتشويه المناخ الديمقراطي الذي تنعقد فيه اجتماعات المجلس الثوري الذي واصل اعماله الجمعة، وذلك في اشارة الى تقارير حول انسحاب الرئيس ياسر عرفات منها مغاضبا بعد مشاجرة مع مستشاره الامني نصر يوسف. 

وقال مسؤولون انه اثناء اجتماع عقد مساء الخميس في سياق اجتماعات المجلس التي انطلقت الاربعاء وتنتهي اليوم، شكك نصر يوسف المستشار الامني لعرفات في فعالية قوات الامن في غياب الاصلاح مما اثار غضب الرئيس الفلسطيني الذي قذفه بميكروفون قبل ان يرد الاخير ويرشقه بقلمه.  

واضافوا ان الشجار تحول الى تبادل الشتائم قبل ان ينسحب الرجلان من الاجتماع.  

وقالت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) في بيان انه "جرى أمس واليوم صباحا، محاولات إعلامية لتشويه هذا المناخ الديمقراطي لمحاولة المس بحركتنا، وباجتماعات مجلسنا الثوري". 

واكدت ان هذه المحاولات "لم تنجح في الماضي ولن تنجح في الحاضر". 

واتهمت الوكالة اسرائيل بالوقوف وراء هذه المحاولات بهدف التغطية على "العدوان الإجرامي.. الذي قامت به ..ضد وضعنا الاقتصادي، والبنوك التي تعمل في وطننا الفلسطيني، وخرقها كل القوانين والقواعد الدولية الخاصة بذلك".  

وكانت القوات الاسرائيلية اغارت على اربعة بنوك في رام الله الاربعاء، وصادرت نحو ثمانية ملايين دولار بزعم انها تستخدم لتمويل "منظمات ارهابية"، لكنها اقرت في الوقت نفسه انها لم تعثر على أي دليل يربط الرئيس ياسر عرفات بمثل هذه التمويلات المزعومة. 

الى ذلك، قالت (وفا) ان المجلس الثوري عقد صباح الجمعة "جلسته الرابعة في دورة انعقاده ال 23" مضيفة انه "جرى مناقشة التقارير المقدمة من اللجنة المركزية للحركة ولجان المجلس الثوري، والتي تناولت الأوضاع السياسية والتنظيمية والمالية والأمنية وكافة الجوانب التي تهم شعبنا وحركتنا". 

واكدت ان المناقشات جرت "بعمق وشمولية وصراحة، في مناخ ديمقراطي تفتخر وتعتز به حركتنا، قدمت خلاله مقترحات لتطوير وتفعيل أداء الحركة". 

وبدأ المجلس الاربعاء أولى اجتماعاته منذ ثلاث سنوات في مقر عرفات في رام الله بالضفة الغربية للحيلولة دون السقوط في هاوية اضطرابات بعد استقالات جماعية ومزاعم فساد بين صفوف الحرس القديم بالحركة وتقلص سيطرتها على نشطاء فتح.  

وينتظر ان يصدر اليوم الجمعة بيان ختامي عن الاجتماعات يتناول ما تم التوصل اليه خلال الجلسات التي تواصلت على مدى الايام الثلاثة الماضية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)