بدأ قادة ورؤساء دول الاتحاد الافريقي، اجتماع قمة استثنائيا في ليبيا اليوم الجمعة، خصص لمناقشة تقاسم المياه وسياسة الدفاع المشترك.
والقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي كلمة افتتح بها اعمال القمة التي تنعقد في بلدة سرت التي يتحدر منها.
وكان القذافي وصل الى مكان انعقاد القمة على متن سيارة كهربائية يرافقه نظيراه المصري والتونسي ورئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي.
ويشارك في القمة قادة ورؤساء اربعين دولة منضوية تحت الاتحاد الافريقي.
ويلتقي القادة الافارقة للمرة الثالثة بدعوة من الزعيم الليبي منذ اطلاق فكرة الاتحاد في 1999، بين قمتين عاديتين للاتحاد تلك التي عقدت في ايار/مابو في 2003 والقمة المقررة في اديس ابابا على الرغم من تحفظات جنوب افريقيا لتي فضلت انتظار الاجتماع الذي سيعقد في تموز/يوليو المقبل.
ويحضر رؤساء الدول الافريقية الكبرى (جنوب افريقيا والجزائر ومصر ونيجيريا والسنغال) الاجتماع الذي سيكون رئيسا ساحل العاج لوران غباغبو وزيمبابوي روبرت موغابي من الغائبين عنه.
وسيبحث رؤساء الدول في قضية تقاسم المياه واستخدامها في قارة تشهد جفافا ومحاصيل ضئيلة.
ويفترض ان يعتمدوا توصية تقدم بها الوزراء وتقضي باقامة صندوق افريقي للزراعة.
يذكر ان القارة السوداء التي تضم حوالى 12% من سكان العالم، تملك 9% من موارد المياه العذبة موزعة بشكل غير متساو وتعادني من سوء الاستخدام ويحذر الخبراء من الخطر الذي يهددها.
ويؤكد الخبراء ان افريقيا يمكن ان تستفيد من كميات كافية من المياه لمواجهة احتياجاتها التنموية اذا "استخدمت هذه الموارد بشكل عادل".
وسيبحث القادة الافارقة ايضا في ملف الدفاع المشترك الذي يرتدي طابعا سياسيا.
ومنذ اطلاق الاتحاد تشكل هذه القضية موضوعا حساسا جدا. وكان وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم اكد الخميس على هامش اجتماع وزراء الخارجية الافارقة ان ليبيا التي ارادت ان يكون الاتحاد الافريقي "ولايات متحدة افريقية"، ما زالت تريد جيشا افريقيا موحدا.
وقال ان ذلك قد لا يتحقق ذلك خلال شهر او شهرين لكن جيشا افريقيا "هو هدفنا".
لكن توصيات وزراء الخارجية تفيد ان القادة الافارقة متسمكون باقامة مجلس للسلام والامن وقوة افريقية للتدخل ويفضلون ارجاء تشكيل الجيش الواحد.
واشنطن: طرابلس وعدت بمواقف اكثر ايجابية في افريقيا
وقبل بدء اعمال القمة بيوم واحد، اعلن مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز في الكونغرس ان ليبيا وعدت بان تكون اكثر ايجابية في افريقيا ولكن الولايات المتحدة ما زالت مع ذلك قلقة من الدور الذي تلعبه طرابلس في هذه المنطقة.
وقال امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "لقد وعدونا (الليبيون) بلعب دور اكثر ايجابية في افريقيا ولكن ما زلنا قلقين حيال النشاطات التي يقومون بها".
واضاف ان "الاعمال التي تقوم بها ليبيا منذ 19 كانون الاول/ديسمبر هي اساسية وجدية وتتطابق مع التزاماتها التاريخية بتفكيك برامجها لاسلحة الدمار الشامل والتخلي عن الارهاب".
وشدد بيرنز ايضا على كون "السياسة الاميركية تجاه ليبيا ستحدد فقط استنادا الى الاعمال التي تقوم بها ليبيا وليس استنادا الى الوعود (...)".
ومن ناحيته، اعرب السناتور الجمهوري ديك لوغار، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، عن تحفظاته حيال ليبيا.
وقال "لا يمكننا بعد ان نجزم بان هذا البلد قد التزم كليا في تبني تصرف مسؤول".
واضاف "لا يمكننا ان ننسى انعدام الديموقراطية في ليبيا وكذلك برامج اسلحة الدمار الشامل خلال اعوام وسجلها في دعم الارهاب وكذلك نشاطاتها للزعزعة في شمال افريقيا والشرق الاوسط".
واعرب عن الامل ايضا في ان تعتبر الدول الاخرى التي تملك برامج اسلحة دمار شامل وتدعم الارهاب ان ليبيا على حق في التخلي عن هذه الامور.—(البوابة)—(مصادر متعددة)