انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأحد، تظاهرات في ذكرى إحياء ثوره ديسمبر، ورفضا للاتفاق السياسي الموقع بين قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
وفي الوقت الذي أغلقت فيها القوى الأمنية، الجسور والطرق الرئيسية في الخرطوم، تدفق المتظاهرون " أنصار الديمقراطية والحكم المدني" إلى قلب العاصمة، داعين إلى إنهاء ما يسمونه بـ"احتلال" العسكريين.
وقامت الشرطة السودانية، باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين أمام القصر الرئاسي بالعاصمة.
وقال مصدر، أن الأجهزة الأمنية بدأت في إخلاء الأسواق المجاورة للقصر الرئاسي.
وستجوب التظاهرات الشوارع تحت شعار "لا شراكة ولا تفاوض" مع العسكريين. احتجاجا على "استئثار الجيش بالسلطة بعد 3 سنوات على الثورة التي أطاحت بعمر البشير".
القصر الجمهوري
من جهتها، قالت تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم في بيان، إن المواكب ستتوجه إلى القصر الجمهوري للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.
أما قوى الحرية والتغيير فدعت كل قطاعات الشعب للمشاركة في المظاهرات السلمية، وطرحت إعلاناً سياسياً يؤكد ضرورة إجراء إصلاحات سياسية شاملة خلال الفترة الانتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
حمدوك: حقن الدماء
وكان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، قد أكد السبت، أن الاتفاق السياسي أكثر الطرق فعالية للعودة إلى مسار التحول المدني الديمقراطي، لافتاً إلى أن توقيعه على الاتفاق السياسي جاء لقناعته بأنه سيؤدي إلى حقن دماء الشباب.
كما أضاف حمدوك في بيان نشره عبر تويتر: "نواجه تراجعاً كبيراً في مسيرة الثورة يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها".
كذلك شدد على تمسك الحكومة بالعدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين.
البرهان: مصلحة الشعب ونكران الذات
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، قد هنأ مساء أمس السبت، الشعب السوداني بالذكرى 66 لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، وبالذكرى الثالثة لثورة ديسمبر
وقال البرهان في نص الكلمة التي وجهها للشعب السوداني: "أتقدم بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى السادسة والستين لإعلان الإستقلال من داخل البرلمان والذكرى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة".
وأضاف "فوجب علينا ونحن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة، أن نستذكر ونستصحب خلال هذه المسيرة الوطنية شجون وأحلام الآباء المؤسسين وطموحات شبابنا الثائرين، فكلها تتلاقى في بناء الوطن على ذات الأسس الحرية والسلام والعدالة، ومصلحة الشعب التي تبني بالعزم ونكران الذات".
وتابع: "إننا اذ نستشرف عهدا جديدا ما أحوجنا إلى تلك الروح عندما اجمع كل أبناء السودان بمختلف أطيافهم السياسية والجهوية علي حتمية استقلال السودان، نأمل بذات الروح أن نصل في نهاية الفترة الانتقاليه إلى حكومة منتخبة تقودنا إلى تحقيق ما كان يتطلع إليه الآباء، في قدرة وعزم أبنائهم على تجاوز الخلافات والتسامي والتسامح والقدرة على وحدة الصف واستنهاض الهمم وإعلاء القيم الوطنية، حتى نستكمل تأسيس الدولة السودانية القائمة على أسس المواطنة والحرية والعدالة، وسنمضي بذات الروح وذات العزم لاستكمال مطلوبات ثورة ديسمبر المجيدة والعمل مع أبناء الوطن المخلصين، في الوصول إلى غايات الانتقال التي يحلم بها أبناؤنا وبناتنا في إقامة الدولة المدنية المنتخبة، لتتولي إدارة الدولة".
واختتم البرهان كلمته: "حفظ الله شعبنا وبلادنا، الجنة والخلود لشهدائنا الكرام، عاجل الشفاء للجرحى والمصابين. وكل عام وأنتم بخير".