الأردن: 12 ناشطا يواصلون إضرابهم التضامني مع الأسرى الفلسطينيين

تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2011 - 01:17 GMT
12 ناشطا في الأردن يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين
12 ناشطا في الأردن يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين

عمان – البوابة – وسام نصرالله

يصر الناشطون الذين أعلنوا إضرابهم المفتوح عن الطعام في الأردن، تضامنا مع إضراب الحركة الأسيرة في سجون الإحتلال الإسرائيلي، على مواصلة إضرابهم الذي بدؤوه قبل ستة ايام (الأربعاء الماضي).

ويواجه الناشطون الذين بلغ عددهم 12 مضربا، الجوع والإنهاك الذي أصاب أجسادهم بروح معنوية عالية، إذ أن الزائر لخيمتهم التي يتواجدون فيها بمقر حزب الوحدة الشعبية في العاصمة عمان، يلمس العزيمة والإصرار لديهم على مواصلة مابدؤوه دون تراجع.

ويعلق الناشطون الذين تتنوع إنتماءاتهم الحزبية والسياسية على الخيمة، صورا لقادة الأسرى من مختلف الفصائل الفلسطينية في سجون الإحتلال، إَضافة إلى رسوم كاريكاتورية وشعارات داعمة للحركة الأسيرة والقضية الفلسطينية.

ويقول أحد المضربين " إن الشباب الذين يخوضون الإضراب التضامني مع الأسرى من مختلف القوى والتيارات الوطنية وأن المشاركين بالإضراب ليسوا من تيار سياسي محدد، فالهدف الأسمى هو قضية الأسرى التي يجمع عليها كل الفلسطينيين والعرب والاحرار في العالم ".

 ويؤكد رئيس اللجنة الأردنية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين مروان المالحي أن الإضراب المفتوح سيستمر إلى أن تتحقق مطالب الأسرى المتلخصة بتحسين شروط إعتقالهم، إضافة إلى أننا نوجه رسالة إلى النظام العربي الرسمي الصامت على الإجراءات التعسفية بحق الشعب الفلسطيني.

ويقول المالحي (أسير محرر من سجون الإحتلال) بروح معنوية عالية وإبتسامة تعلو وجهه المنهك من التعب "إن المشاركين بالإضراب يتمتعون بالعزيمة لإيمانهم بالقضية التي يناضلون لأجلها، خاصة وأن السجون الإسرائيلية تعج بآلاف المعتقلين الفلسطينيين، والذين يفتقدون لأبسط حقوقهم الإنسانية".

ويضيف " إن إتفاقية جنيف الرابعة الصادرة في العام 1949 تنص على حماية الأسرى لذلك من الواجب على الهيئات والمؤسسات الدولية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه قضية الأسرى وتطبيق قرارات الشرعية الدولية".

وكان المالحي قد سلم في وقت سابق خلال الإعتصام أمام مقر هيئة الأمم المتحدة في العاصمة عمان، رسالة إلى مارتن أماخر، مسؤول البعثة الدولية للصليب الأحمر في الأردن، طالب خلالها بالتدخل السريع والعاجل من أجل إنهاء العزل الانفرادي.

وأكدت الرسالة ضرورة وقف سياسة الإهانة والإذلال الممنهجة التي يمارسها جيش الاحتلال بحق أهالي الأسرى على المعابر وأثناء توجههم لزيارة الأسرى.

وطالبت الرسالة بتدخل مؤسسة الصليب الأحمر من أجل وقف سياسة المنع التعسفي لزيارات الأسرى، وفي مقدمتهم أسرى قطاع غزة، بالإضافة إلى تطبيق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالأسرى وحقوق الإنسان.

وكان أحد الشباب المشاركين بالإضراب قد تعرض في وقت سابق لجفاف في المجاري التنفسية حيث تم نقله للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، وذلك خلال إلإعتصام الذي نظمه المضربون أمام مقر الأمم المتحدة السبت الماضي.

ويشرف ثلاثة أطباء باستمرار على أحوال المضربين الصحية، مشيرين إلى أن أوضاع المضربين بشكل عام مستقرة، وأن سبب تناول المضربين للماء والملح يعود للحفاظ على الدورة الدموية لهم بصفتهما عنصران أساسيان يضمنان تروية الأعضاء الحيوية في الجسم.

وبرغم نحالة جسمه يصر تامر خرمة على مواصلة الإضراب ويقول " الأسرى الفلسطينيون يواجهون الجلاد والمحتل بصدور عارية وأمعاء خاوية، فنحن نستمد العزيمة منهم، وهم يبثون في أنفسنا الإصرار والعزيمة، لأننا نتعلم من إرادتهم الصلبة".

ويعلق خرمة على صفقة تبادل الأسرى بقوله " الصفقة جيدة لأنها ستعيد أكثر من ألف أسير لعائلاتهم التي حرموا منها لسنوات طويلة، كما أنها تكسر عددا من التابوهات التي وضعتها إسرائيل في وقت سابق بهذا الخصوص".

ورغم حالة التعب الواضحة على ملامحها جراء الإضراب تؤكد فداء الزاغه (24 عاما) خريجة الهندسة الطبية من الجامعة الهاشمية، على مشروعية وأحقية مطالب الأسرى، وأن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها الدولية من خلال حماية هؤلاء الأسرى ومنع ممارسة الإضطهاد والتعذيب بحقهم.

وتقول الزاغة " لست نادمة على هذا الإضراب، بل إن كل يوم يمضي يزيدني ومن معي من المضربين إصرارا على موقفنا التضامني مع أسرى قدموا ومازالوا يقدمون الكثير لقضيتهم .. هؤلاء الأسرى الذين يستحقون توفير ولو الحد الأدنى من الإحترام لإنسانيتهم".

ويسعى الشاب فراس محادين من خلال إضرابه التضامني لإعادة القضية الفلسطينية للوجدان الشعبي العربي، وأن يتحول إضرابهم لضغط سياسي فاعل في وجه الإحتلال، مبينا أنه أراد بإضرابه معايشة التجربة المريرة للأسرى في سجون الإحتلال.

ولايزال المتضامنون مع المضربين عن الطعام يتوافدون إلى خيمة الاعتصام المفتوح، لتأييدهم ومساندتهم، حيث توافد عدد من ممثلي أحزاب المعارضة السياسية، والشخصيات الوطنية والنقابية والعمالية، بالإضافة إلى ممثلين عن رابطة الكتاب الأردنيين ومنتدى الفكر الاشتراكي.

وكانت عدة فعاليات فنية ملتزمة قد أقيمت في خيمة الإعتصام تضامنا مع الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي فأحيا كل من  الفنان الملتزم كمال خليل وعبد الحليم أبو حلتم أمسيتين فنيتين بمشاركة جماهيرية تضمنت مجموعة من الأغاني الوطنية.

إضراب أسرى فلسطين

ودخل الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون يومه الـ 21 على التوالي، وأعلنت مراكز تعنى بأوضاع هؤلاء الأسرى أن وضعهم الصحي دخل مرحلة الخطر.

وذكر بيان لمركز الأسرى للدراسات في فلسطين أن الحالة الصحية للأسرى المضربين عن الطعام في 'تدهور مستمر'، لافتاً إلى وجود الكثير من الأسرى تم نقلهم إلى العيادات.

ووفق المعلومات فإن غالبية المضربين عن الطعام باتوا لا يقوون على الوقوف والحركة بسبب هزال شديد أصاب أجسادهم جراء الإضراب.

وحذر مدير المركز رأفت حمدونة من 'ترهل حملات التضامن مع إضراب الأسرى في ظل أخبار الصفقة'، مطالبا المؤسسات العاملة في مجال الأسرى بـ 'تكثيف الفعاليات في هذه الأوقات العصيبة'.

وأكد أن إدارة السجون لا زالت تتجاهل مطالب الأسرى، وتقوم بـ 'المزيد من التنكيل والعقوبات والغرامات والنقل الجماعي للأسرى وعزل قيادات الإضراب وبشكل مستفز تقوم بالتفتيش والاقتحامات'.

ويطالب الأسرى بوقف سياسة العزل الانفرادي، حيث تضع إدارة السجون عددا من الأسرى في زنازين العزل منذ عدة سنوات، كذلك يطالبون بتحسين شروط حياتهم داخل الأسر، ووقف الهجمة الشرسة بحقهم، وإعطائهم حق التعليم الجامعي عن بعد.

من جهته أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات في رسالة هربها من سجنه أن 'ملحمة الحرية والكرامة ستتواصل حتى الرمق الأخير'، وأكد أن إضراب الأسرى 'سيتواصل مهما اشتدت أساليب القمع والبطش بحقنا'.

وأكد أن الأسرى لن يسمحوا من تجريدهم من حقوقهم الوطنية والقانونية والإنسانية.