"تُغير الاتفاق مع الأردن (بشأن زيارة ولي العهد للمسجد الاقصى ليلة الاسراء والمعراج) .. وتخلق الظروف التي جعلت هذه الزيارة الدينية في مناسبة مقدسة مستحيلة، ثم تتوقع أن تأتي إلى الأردن والتحليق عبر الأردن؟".
قال وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي، أن تعاون المملكة في المساعدة وتسهيل رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإمارات عبر الأجواء الأردنية لم يكن شيئًا يمكن توقعه، بعد تنكر نتنياهو لاتفاق مع الأردن بشأن زيارة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد إلى القدس المحتلة في ليلة الإسراء والمعراج.
وقال عبر مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الجمعة: "تُغير الاتفاق مع الأردن، وتُعطل زيارة دينية، وتخلق الظروف التي جعلت هذه الزيارة الدينية في مناسبة مقدسة مستحيلة، ثم تتوقع أن تأتي إلى الأردن والتحليق عبر الأردن".
وأوضح أن ولي العهد أراد أن يذهب ليؤدي الصلاة في المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج، والزيارة كانت دينية إلى المسجد الأقصى وبعض الكنائس في القدس المحتلة أيضا.
وعقد الأردن "ترتيبات مع إسرائيل فيما يتعلق بالوصول إلى المسجد الأقصى، وفي اللحظة الأخيرة تراجعت إسرائيل عن تلك الاتفاقات وحاولت تغيير البرنامج، وحاولت فرض إجراءات من شأنها أن تفرض المزيد من القيود على المقدسيين في تلك الليلة"، وفق الصفدي.
“You disrupt a religious visit, you create conditions that made this religious visit on a holy occasion impossible, and then you expect to come to Jordan and fly out of Jordan-let's be serious here.” @AymanHsafadi on Israel blaming Jordan for PM’s cancelled UAE trip. pic.twitter.com/yLDp3O7vhQ
— Connect the World (@CNNConnect) March 12, 2021
وقرر ولي العهد عدم المضي قدما في تلك الزيارة لإنقاذ أهالي القدس من ثقل القيود الإسرائيلية، وحفاظا على هذه المناسبة من انتهاك قدسيتها وصفائها وطبيعتها السلمية، وفق الصفدي.
وقال وزير الخارجية إن إسرائيل "تراجعت عن الاتفاق الذي عقدناه معهم، لقد انتهكوا التزاماتهم كقوة احتلال كما انتهكوا الحق في حرية العبادة ... نحن غير سعداء بذلك وغاضبون للغاية".
وأضاف أن "زيارة دينية للعبادة في مناسبة مقدسة للغاية عُطّلت من قبل إجراءات إسرائيلية لا نفهمها ولا نقبلها".
افتراض سحب الوصاية الهاشمية على المقدسات غير منطقي
من جهة ثانية، قال الصفدي إن افتراض سحب الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس المحتلة "غير منطقي".
وذكر في رد على سؤال أن "الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس هي وصاية تاريخية، وتحظى بدعم كل الدول العربية والإسلامية بل والعالم، لأنها تلعب دورا بالغ الأهمية في الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة، والحفاظ على الهوية العربية والمسيحية لتلك الأماكن ومحاولة المحافظة على القدس كمدينة سلام للجميع".

وأشار إلى وجود "علاقة مميزة مع السعودية ووجود تنسيق بشأن القضية الفلسطينية كما في القضايا الأخرى، وهذا التنسيق مستمر ... وأي شخص يقوم بهذا الافتراض فهو في الحقيقة لا يستند إلى أي مؤشر معقول أو أسس صلبة".
وقال إن الإشاعات كثيرة ونظريات المؤامرة هذه وفيرة لكن الحقيقة هي أن السعودية تدعم الوصاية الهاشمية.
وأوضح أن "الوصاية الهاشمية هي وصاية تاريخية متجذرة في التاريخ ويقبلها الفلسطينيون ويصادقون عليها، وهي معترف بها لدورها المهم من قبل العرب والمسيحيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم والمجتمع الدولي".