اقتحام سفارتي سوريا في لندن وفيينا وموسكو تحاور المعارضة

تاريخ النشر: 08 أكتوبر 2011 - 04:25 GMT
محتجون يقتحمون سفارتي سوريا في لندن وفيينا
محتجون يقتحمون سفارتي سوريا في لندن وفيينا

قالت السلطات في بريطانيا والنمسا، إن عشرات الأشخاص اعتقلوا في لندن وفيينا، بعد أن تحولت احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إلى محاولات لاقتحام سفارتي سوريا في البلدين.

ففي لندن، قالت السلطات يوم السبت، إنها اعتقلت خمسة من المتظاهرين أمام السفارة السورية، بعد محاولات لاقتحام مبنى السفارة. وقال متحدث باسم شرطة لندن، إن ثلاثة اشخاص اعتقلوا بعد أن تسلقوا سطح السفارة، بينما اعتقل اثنين آخرين خلال الاحتجاجات، لافتا إلى أنه لم يحدث خرق للأمن حول السفارة. وفي فيينا، قالت الشرطة النمساوية أنها اعتقلت 11 شخصا، بعد أن اقتحموا مبنى يضم السفارة والقنصلية السورية، في أعقاب مظاهرة مناهضة لنظام الرئيس الأسد صباح السبت.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن "مقر السفارة السورية في فيينا تعرض في وقت متأخر من الليلة الماضية لاعتداء من عدد من الأشخاص قاموا بخلع الباب الرئيسي للسفارة والدخول إليها وتخريب محتوياتها." وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية السورية إنها استدعت القائم بالأعمال النمساوي في دمشق، وأبلغته "احتجاج سوريا الشديد على ما تعرضت له السفارة السورية في فيينا." وذكرت الوكالة السورية أن "معاون وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس استدعى القائم بالأعمال النمساوي في دمشق وأبلغه احتجاج سوريا الشديد،" مؤكدا أن سوريا تدين هذا العمل الإجرامي وتحمل السلطات النمساوية المسؤولية الكاملة لأي خلل بالحماية اللازمة عملاً بأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية."

قد تعقد لقاءات الوفد الاول للمعارضة السورية بمسؤولين في وزارة الخارجية الروسية في موسكو يوم 11 اكتوبر/تشرين الاول. اما الوفد الثاني فسيزور روسيا في غضون شهر اكتوبر/تشرين الاول الجاري. صرح بذلك ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في حديث صحفي خاص أدلى به يوم 8 اكتوبر/تشرين الاول لوكالة "ايتار – تاس" الروسية للانباء. ويشارك بوغدانوف في الدورة التاسعة  للمنتدى الاجتماعي العالمي "حوار الحضارات"  الذي يبدأ  نقاشاته حول الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وأوضح الدبلوماسي الروسي قائلا ان موسكو تنتظر وصول وفدين سوريين: أولهما هو  وفد للمعارضة  الداخلية،  وثانيهما هو مجموعة  للمعارضين  في خارج سورية الذين اعلنوا في اسطنبول  تأسيس ما يسمى  بالمجلس الوطني السوري.

وقال بوغدانوف:"  نحن جاهزون  للتحادث مع وفد المعارضة السورية الداخلية  في وزارة الخارجية الروسية. وقد يحدث ذلك في 11 اكتوبر/تشرين الاول  في حال وصولهم في الموعد المتفق عليه. اما فيما يتعلق بالمعارضة الخارجية فاننا أعربنا عن استعدادنا لاستقبال ممثلين عن المجلس الوطني السوري في غضون شهر اكتوبر/تشرين الاول". واوضح بوغدانوف قائلا:" ان المعارضة الداخلية أعربت عن رغبتها في الوصول من سورية في 10 اكتوبر/تشرين الاول، وبينهم  5 او 6  ممثلين عن شتى الاحزاب المعارضة. وقد وافقنا مبدئيا على ذلك". وقال نائب الوزير الروسي ان تلك الزيارة ستتم عن طريق  منظمة غير حكومية هي منظمة التعاون مع شعوب آسيا وافريقيا. واضاف قائلا:" نحن ننطلق من ان هذه الاتصالات قد تكون مجدية. واننا جاهزون للاطلاع على الحجج التي يطرحها معارضو النظام في دمشق  من جهة . ومن جهة اخرى فاننا مستعدون لطرح تقييماتنا  وتنبؤاتنا  بشكل مباشر دون الاستعانة بوسطاء". واعاد بوغدانوف الى الاذهان قائلا:" تهدف سياستنا الى حل كل المشاكل الناشئة في البلاد باجراء مفاوضات سلمية  والسيرعلى طريق اقامة الحوار الطبيعي بين السلطة والمعارضة مع شرط عدم استخدام اي عنف. واشار بوغدانوف الى "ان الكثير من  مطالب الجماهير الشعبية في سورية  مبررة،  والاصلاحات قد نضجت. ولا بد من اتخاذ خطوات". وشدد بوغدانوف على ضرورة "بذل قصارى الجهود لاقامة الحوار الوطني الواسع بمشاركة القوى السياسية البناءة في البلاد للحيلولة دون اندلاع الحرب الاهلية وحدوث عمليات مدمرة سواء كان داخل البلاد او خارجها. ومضى بوغدانوف قائلا:" ان سورية هي  حجر الزاوية للبنية السياسية الشرق اوسطية. ويؤثر الوضع فيها تأثيرا قويا على عدد من الجوانب الاقليمية الاخرى". واوضح الدبلوماسي الروسي قائلا:" لا يمكن وضع وتحقيق الاصلاحات التي نضجت منذ زمن الا عن طريق الحوار. وكان هناك ركود  معين على صعيد التطور الديمقراطي للمجتمع السوري. وتعترف القيادة السورية بانها تأخرت باجراء الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية". واستطرد قائلا:" نحن ندعو السلطات السورية والمعارضة الى الاستثناء التام لاستخدام اية  اشكال  من العنف".

ميدانيا قال ناشطون ان القوات السورية قتلت ثمانية اشخاص على الاقل عندما اطلقت النار لتفريق احتجاجات مناهضة للرئيس بشار الاسد بعد صلاة الجمعة في دمشق وحمص في حين حث الرئيس الروسي نظيره السوري على اجراء اصلاحات أو التخلي عن السلطة.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان ثلاثة قتلوا في ضاحية دوما بدمشق وواحدا في منطقة الزبداني قرب الحدود اللبنانية وأربعة في حي باب السباع بمدينة حمص بوسط البلاد.

وأضاف ان 25 شخصا اخرين على الاقل اصيبوا بجروح في احدث جولة من الاحتجاجات منذ بدأت المظاهرات المطالبة بمزيد من الحريات السياسية قبل نحو سبعة اشهر. ويتولى الاسد السلطة منذ 11 عاما وخلف والده الراحل الذي دام حكمه ثلاثة عقود.

وقال ناشطون ان المحتجين تعرضوا لاطلاق النار في منطقة دير الزور القبلية على الحدود مع العراق وفي مدينة حماة.  وأظهرت لقطات مصورة محتجين يحملون لافتات يحثون فيها المجتمع الدولي على حماية المدنيين.

وردد البعض هتافات ضد الاسد تدعوه للتنحي هو وحزبه