اعمال عنف جديدة وتوترات اتنية في منطقة شينجيانغ الصينية

تاريخ النشر: 29 فبراير 2012 - 04:08 GMT
اعمال عنف جديدة بمنطقة شينجيانغ الصينية
اعمال عنف جديدة بمنطقة شينجيانغ الصينية

شهدت منطقة شينجيانغ الصينية التي تتمتع بالحكم الذاتي اعمال عنف اسفرت عن سقوط عشرين قتيلا مما يسلط الاضواء مرة جديدة على التوترات بين الاويغور الناطقين بالتركية والصينيين من اتنية الهان الذين يتهمهم الاويغور بقمع ثقافتهم ودينهم.
وقتل ثلاثة عشر شخصا "بريئا" بطعنات سكين الثلاثاء حوالى الساعة 18,00 في "شارع السعادة" في يشينغ (كرجيليك في لغة الاويغور) على يد تسعة "ارهابيين" قتلت الشرطة سبعة منهم والقت القبض على الاثنين الاخرين، كما ذكر موقع تيانشان الرسمي الاخباري في شينجيانغ.
واشارت حصيلة اولى اعلنتها وكالة انباء الصين الجديدة مساء الثلاثاء الى سقوط 12 قتيلا على الاقل اثنان منهم على الاقل من المهاجمين.
وقال شرطي يدعى توو لوكالة فرانس برس "ان معظم الضحايا من الهان لكن يوجد بينهم ايضا اويغور".
وافاد ديلكسات راكسيت المتحدث باسم المجلس الاويغوري العالمي وهو منظمة معارضة في المنفى مقرها في المانيا، ان المواجهات وقعت بين الاويغور وعناصر من قوات الامن.
واضاف ان الشرطة المسلحة قتلت بالرصاص عشرة اويغوريين واصابت احد عشر اخرين بجروح.
واكد في بيان "هذه الوقائع حصلت لان الاويغور لم يعودوا يتحملون ما يتعرضون له من قمع منهجي من قبل الصين، وانهم لجأوا الى اساليب عقابية لكفاحهم من اجل الصمود".
وقد طوقت سلطات يشينغ المدينة بحسب قوله واعتقلت اكثر من مئة شخص.
ووصفت الحكومة من جهتها الاويغور المتورطين في اعمال العنف بانهم "ارهابيون".
وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الاربعاء ان "عددا من الارهابيين هاجموا مدنيين ابرياء في اقليم كاشغار الواقع في منطقة شينجيانغ التي تتمتع بالحكم الذاتي مما اسفر عن سقوط عدد من القتلى".
واضاف هونغ "في هذا الوقت تشهد منطقة شينجيانغ نموا كبيرا والوضع فيها جيد بوجه عام". وتابع "نتصدى بحزم لحفنة من الارهابيين يقومون بتصرفات انفصالية وخربوا لتوهم الوحدة والتنمية السلمية".
واوضح من جهته توير وينجيانغ الباحث في اكاديمية العلوم الاجتماعية في شينجيانغ لموقع تيانشان "ان يشينغ قريبة من الحدود (مع باكستان) وهي مغلقة ومعزولة منذ فترة طويلة. انها منطقة حساسة".
وكما يحصل غالبا في الصين عندما يتعلق الامر بمسائل حساسة، تدخل الرقابة على الخط. وهكذا فان الطلبات التي تتضمن كلمات "شينجيانغ ويشينغ" توقفت الاربعاء على موقع سينا ويبو الذي يوفر الخدمة الرئيسية للمدونات الصينية.
ويندد الاويغور الذين يقدر عددهم بحوالى تسعة ملايين شخص بالقمع الثقافي والديني الذي يتعرضون له وكذلك بالهجرة الكثيفة للهان الذين يحققون التنمية الاقتصادية في هذه المنطقة التي لا تزال فقيرة لكنها تملك موارد طبيعية وفيرة.
وقد شهد اقليم كاشغار وهوتان في جنوب غرب شينجيانغ بشكل خاص اضطرابات في اواخر تموز/يوليو ومطلع اب/اغسطس 2011 ارسلت على اثرها بكين كتيبة نخبة من شرطة مكافحة الشغب. واسفرت الهجمات التي نسبت رسميا الى الاويغور وردود فعل الشرطة عن سقوط اكثر من عشرين قتيلا.
وكانت اعمال عنف اشد عنفا اندلعت في شينجيانغ في تموز/يوليو 2009. وقتل حوالى مئتي شخص واصيب اكثر من 1600 اخرين بجروح في اورومتشي عاصمة المنطقة الخاضعة للحكم الذاتي.
وفي هذا الصدد قال باري سوتمان البرفسور في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا لوكالة فرانس برس "ينقل لنا بصورة منتظمة هذا النوع من الاحداث منذ نحو التسعينات. من الصعب القول ما اذا كان هناك المزيد منذ 2009. لكن منذ 2009 تميزت هذه الاحداث بنوعيتها مثل الهجوم على مراكز للشرطة او الشرطيين.
وكانت السلطات الصينية اعلنت اواخر كانون الثاني/يناير عن تجنيد ثمانية الاف شرطي اضافي في شينجيانغ.