دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقرير الى مجلس الامن الدولي، سوريا الى "وقف فوري لكل عمليات التوغل" التي تقوم بها قواتها في الاراضي اللبنانية، معبرا عن قلقه من ارتفاع منسوب التوتر في لبنان بسبب التطورات في سوريا.
وقال بان كي مون في تقريره الرابع عشر حول تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1559 الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الخميس "اشجب بقوة عمليات التوغل والمداهمة التي تقوم بها القوات الامنية السورية في المدن والقرى اللبنانية والتي نتج عنها قتلى وجرحى". ودعا الحكومة السورية الى "وقف فوري لكل عمليات التوغل هذه والى احترام سيادة لبنان وسلامة اراضيه". وعبر بان عن "قلق عميق ازاء تاثير التطورات في سوريا على الوضع السياسي والامني في لبنان"، معتبرا ان "عمليات التوغل والازمة المستمرة في سوريا قد تؤدي الى اثارة مزيد من التوتر داخل لبنان وابعد منه".
وقتل ثلاثة سوريين برصاص الجيش السوري خلال الاسابيع الماضية في عمليات توغل لقوات سورية في اراض لبنانية في الشمال او البقاع (شرق) او في مناطق حدودية متداخلة بين البلدين. وافادت تقارير ان سبب عمليات التوغل واطلاق النار ملاحقة مواطنين سوريين او جنود فارين.
وكشف مدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي اخيرا ان السفارة السورية تورطت في خطف معارضين سوريين من لبنان. واشار بان كي مون في تقريره الى "عدم حصول اي تقدم" في مسالة ترسيم الحدود اللبنانية السورية، مضيفا ان "تحديد وترسيم الحدود اللبنانية يبقيان عنصرا اساسيا من اجل ضمان سيادة البلد وسلامة اراضيه".
واعتبر تقرير الامين العام للامم المتحدة ان وجود قواعد عسكرية فلسطينية (تابعة لفصائل قريبة من سوريا) بمحاذاة الحدود اللبنانية السورية غير المضبوطة باحكام "لا يسهل ترسيم الحدود"، داعيا الى تنفيذ مقررات هيئة الحوار الوطني (2006) حول نزع سلاح هذه القواعد. كما دعا الحكومة السورية الى المساعدة في تنفيذ هذه العملية.
الى ذلك افاد ناشط حقوقي ان اشتباكات "عنيفة" وقعت صباح الخميس بين الجيش السوري ومسلحين يعتقد انهم "منشقون" عنه ما اسفر عن مقتل "الكثير" من الجنود وجرح اخرين فيما قتل مدنيان برصاص الامن وسط البلاد. ونقل مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس عن اهالي من قرية البرهانية المجاورة لمدينة القصير التابعة لريف حمص (وسط) ان "اشتباكات عنيفة جرت اليوم بين جنود وعناصر مسلحة يعتقد انهم جنود منشقون". واضاف المصدر ان "هذه الاشتباكات اسفرت عن مقتل وجرح الكثير من الجنود بالاضافة الى تدمير اليتين عسكريتين" تابعتين للجيش النظامي.