اخلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي سبيل عشرة مستوطنين اوقفوا للاشتباه في تورطهم بالهجوم على قرية حوارة قرب نابلس، والذي اسفر عن استشهاد فلسطيني وتم خلاله حرق عشرات المنازل والمركبات العائدة لاهالي القرية.
وجاء الهجوم الذي شنته حشود من المستوطنين بحماية الجيش الاسرائيلي بعد ساعات من مقتل مستوطنين اثنين في عملية اطلاق نار قرب قرية حوارة يوم الاثنين الماضي.
وفي مسعى لامتصاص الغضب الدولي، عمدت السلطات الاسرائيلية الى توقيف عشرة مستوطنين للاشتباه في تورطهم بالهجوم. لكن وسائل اعلام اسرائيلية قالت مساء الخميس، انه تم اخلاء سبيل كافة الموقوفين.
وبحسب المصادر نفسها، فقد قررت المحكمة المركزية في القدس إطلاق سراح المستوطنين الموقوفين يذريعة عدم توفر ادلة دامغة تدينهم، او بحجة توقيف بعضهم بموجب مذكرات اعتقال خاطئة.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الشرطة زعمت عدم تمكنها من التوصل الى ادلة تدين المشتبه بهم، من حيث ان المهاجمين الذين رصدتهم كاميرات المراقبة كانوا ملثمين.
وفي وقت لاحق من مساء الخميس، اصدر وزير الدفاع يوآف غالانت امر اعتقال اداري لمدة اربعة اشهر بحق اثنين من المفرج عنهم، مثيرا بذلك انتقادا حادا من وزير الامن القومي المتطرف ايتمار بن غفير.
وندد بن غفير خصوصا بما وصفه بانه قرار غير ديمقراطي ياتي فيما "يعاني فيها المستوطنون الأبطال.. من الإرهاب القاتل"، مضيفا انه سيبحث امرهما مع وزير الدفاع ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
استمرار حصار حوارة
واثار الهجوم الارهابي على حوارة، والذي حظي بمباركة مسؤولين اسرائيليين بينهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، موجة تنديد دولية واسعة ومطالبات بالمحاسبة، خصوصا من الولايات المتحدة.

وقال الوزير المتطرف الذي يتزعم ايضا حزب "الصهيونية الدينية" الشريك في الائتلاف الحكومي امام مؤتمر اقتصادي نظمه موقع "ذي ماركر" الاقتصادي الاربعاء، ان القرية ينبغي محوها، ولكن على ان تقوم بذلك "دولة اسرائيل.. وليس افرادا عاديين"، اشارة الى المستوطنين.
ومن فورها، ادانت الولايات المتحدة الاربعاء، تصريحات سموتريتش، واصفة اياها بانها "بغيضة ومقززة"، وداعية نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين الآخرين الى رفضها واعلان التنصل منها، معتبرة انها ترقى الى تحريض على العنف.
وقبل ذلك، اعلنت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية الأربعاء، على فتح تحقيق ضد عضو الكنيست تسڤي فوغل، الذي دعا ايضا الى حرق حوارة.
وكان فوغل النائب عن حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة وزير الامن القومي المتطرف ايتمار بن غفير قال انه يتمنى رؤية حوارة تحرق، وذلك غداة الهجوم الذي استهدف القرية على يد المستوطنين.
ياتي ذلك فيما يتواصل لليوم الرابع إغلاق قرية حوارة من قبل الجيش الاسرائيلي، ما تسبب في خسائر فادحة خصوصا لاصحاب المحال التجارية في القرية.

