اعلنت اسرائيل ان منفذ عملية ايلات الاثنين والتي اسفرت عن ثلاثة قتلى، قد دخل عبر شبه جزيرة سيناء المصرية، وقررت اغلاق معبر طابا الحدودي مع مصر اثر العملية التي تبنتها ثلاثة فصائل فلسطينية وتعد الاولى من نوعها في هذه المدينة.
وافادت مصادر طبية وامنية ان ثلاثة اشخاص على الاقل قتلوا فيما اصيب عدد اخر بجروح في العملية التي وقعت في مركز تجاري في ايلات في اول هجوم من نوعه منذ 9 اشهر.وقالت المصادر نفسها ان الانتحاري قتل في الانفجار الذي وقع الساعة 9,40 بالتوقيت المحلي في مركز "ايسيدور" التجاري. وافاد شهود انهم رأوا اشلاء خارج المخبز بسبب قوة الانفجار.
واعلنت كل من سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجيش المؤمنين وهو جماعة لم تكن معروفة من قبل المسؤولية عن العملية في بيان مشترك قال ان المنفذ دخل الى ايلات من الاردن.
لكن موقع صحيفة "هارتس" على الانترنت نقل عن مسؤول كبير في الجيش الاسرائيلي قوله ان الجيش يعتقد بان منفذ العملية دخل ايلات جنوب اسرائيل، عبر شبه جزيرة سيناء المصرية، وليس من الاردن.
ونقلت الاذاعة العسكرية عن وزير الداخلية آفي ديشتر قوله ان الانتحاري تسلل الى ايلات عبر مصر.
وكان مصدر في القيادة العسكرية مكلف منطقة جنوب اسرائيل قال في وقت سابق ان فرضية دخول الانتحاري الى اسرائيل عبر مصر بعد مغادرته قطاع غزة "قيد البحث".
ونقلت رويترز عن معلقين معنيين بالشؤون العسكرية الاسرائيلية قولهم ان منفذ العملية ربما عبر من غزة الى مصر ثم شق طريقه عبر شبه جزيرة سيناء الى نقطة حدودية أمكنه العبور منها قرب ايلات.
واعلنت ادارة المرافىء والمطارات الاسرائيلية ان مركز طابا الحدودي بين مصر واسرائيل اغلق بعد العملية بامر من مسؤولي الامن. واكد مصدر حدودي مصري اغلاق المعبر "أمام السائحين الاسرائيليين والاجانب الراغبين في زيارة مصر". وأضاف "حركة المرور في الاتجاهين متوقفة الان."
كما صرح مصدر امني مصري مسؤول ان مصر عززت الاجراءات الامنية في جنوب سيناء بعد العملية. ويبلغ طول الحدود المصرية الاسرائيلية 250 كيلومترا من اقصى جنوب قطاع غزة الى ايلات.
وفي وقت سابق نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة ان يكون منفذ عملية ايلات دخل الى الاردن.
وقال جودة "حسب السجلات والبيانات الواردة لدى الاجهزة الحكومية والامنية المعنية المنفذ لم يدخل الى الاردن مطلقا ولم يسبق له ان عبر ايا من المعابر الحدودية ولم يسبق ان اقام فيه باي شكل من الاشكال".
واكد جودة ان "المعلومات التي وردت في البيان (بيان الجهاد الاسلامي) غير صحيحة".
وقال متحدث باسم كتائب الاقصى لوكالة الصحافة الفرنسية ان "منفذ عملية ايلات هو محمد فيصل السكسك (21 عاما) من سكان شمال غزة". واكد متحدث باسم سرايا القدس انه احد اعضاء السرايا.
وفي بيان مشترك اكدت سرايا القدس وكتائب الاقصى ان "عمليتنا البطولية هذه تأتي اعلانا منا عن بدء تنفيذ عمليات نصرة المسجد الاقصى وشعبنا الفلسطيني في سياق ردنا الطبيعي على عدوان هذا الاحتلال الهمجي وحصاره الظالم".
واوضح البيان ان العملية تأتي ايضا "ردا على الصمت العربي والدولي المشبوه اتجاه المحتل الغاصب وجرائمه وردا على عمليات القصف الصهيوني الهمجي وردا على عمليات الاغتيال الهمجية بحق ابنائنا وقادة المقاومة الفلسطينية".
وعيد وردود
وقد توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بشن "حرب بلا هوادة ضد الارهابيين وقادتهم" بعد العملية. وقال امام اعضاء من حزبه كاديما في الكنيست "سنبحث هذا الحدث بكل تفاصيله وسنستخلص النتائج منه تمهيدا لاعطاء التوجيهات لاجهزتنا الامنية لمتابعة حربها بلا هوادة ضد الارهابيين وقادتهم".
كما ندد المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنر بشدة الهجوم. وقال "اذا تاكدت مسؤولية المجموعات المسلحة التي تبنت الهجوم، فان ذلك سيثبت انه حتى حين يكون الفلسطينيون يتقاتلون في ما بينهم فانهم يجدون الوقت لقتل مدنيين اسرائيليين ابرياء".
ومن جهتها، رأت حركة حماس ان العملية تأتي في سياق "الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة".
وقال المتحدث باسم حماس اسماعيل رضوان ان عملية ايلات "تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة ضد ابناء شعبنا الفلسطيني من حصار للشعب الفلسطيني واجتياحات واغتيالات واعتقالات في الضفة الغربية وقطاع غزة". ولم تتبن حماس اي عملية في اسرائيل منذ قرابة العامين.
وقد رفض ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية الذي يرافق الرئيس محمود عباس الى قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا العملية معتبرا انها لا تخدم القضية الفلسطينية.
وعلى صعيده، دان البيت الابيض "بشدة" العملية وجاء في بيان للمتحدث باسمه توني سنو "ان الولايات المتحدة تدين بشدة التفجير الارهابي في ايلات" وندد بـ"المجموعات الفلسطينية ومنها حماس التي تقوم بمثل هذه الاعمال الوحشية". واضاف "ونبعث بتعازينا الى الضحايا وعائلاتهم والشعب الاسرائيلي".
وتاتي العملية قبل ايام من اجتماع متوقع للجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة بهدف ايجاد الوسائل لتحريك عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.
من جهة اخرى، يتوقع عقد لقاء في شباط/فبراير يضم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.
وتعود اخر عملية في اسرائيل الى 17 نيسان/ابريل 2006 واوقعت 11 قتيلا وتبنتها حركة الجهاد.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)