استمرار الاشتباكات في جنوب السودان ودول أفريقية تتوسط

تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2013 - 10:41 GMT
فارون من القتال الدائر في بور/أ.ف.ب
فارون من القتال الدائر في بور/أ.ف.ب

تحاول قوات جنوب السودان يوم الخميس الاحتفاظ بموضع قدم في بلدة تشهد معارك ساخنة في صراع يتجه للاتساع ويهدد بتقسيم الدولة الوليدة على اسس عرقية وهو ما دفع دول شرق أفريقيا للقيام بمحاولة للوساطة.

وأدت خمسة أيام من القتال بين جنود موالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار من قبيلة النوير وقوات رئيس جنوب السودان سلفا كير وهو من قبيلة الدنكا إلى مقتل 500 شخص في الدولة التي قامت منذ عامين فقط بعد انفصالها عن السودان لكن هذه الاضطرابات لم تؤثر على انتاج النفط.

وقال وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي لويث إن إنتاج بلاده من النفط لم يتأثر بالقتال الدائر لكن المواجهات امتدت إلى خارج العاصمة.

وأبلغ لويث رويترز بالهاتف "لا يوجد قتال عند حقول النفط. إنها هادئة. النفط يتدفق كالمعتاد."

وأضاف أن قتالا دار خلال الليل وصباح الخميس في بور بولاية جونقلي حيث تخوض قوات حكومية قتالا مع قوات موالية للنائب السابق للرئيس. وقال إن المتمردين يسيطرون على معظم بور.

وصرح بأن المنافسة السياسية لا العرقية هي السبب وراء القتال.

وكانت قوات موالية لمشار الفار بعد اتهامه بمحاولة انقلاب، سيطرت على مدينة بور (200 كلم شمال جوبا) وفق ما اعلن الخميس جيش جنوب السودان.

وصرح المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير لوكالة فرانس برس ان "جنودنا فقدوا السيطرة على بور لحساب قوات ريك مشار في وقت متاخر من ليل الاربعاء"، مضيفا ان المعارك ما زالت متواصلة في عاصمة ولاية جونقلي (شرق) المضطربة.

واضاف الكولونيل اغير "جرى اطلاق رصاص خلال الليل (...) لم تردنا معلومات حول الخسائر او النازحين في البلدة لان العمليات (العسكرية) لا تزال متواصلة".

واتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير الاربعاء زعيم الميليشيا بيتر غاديت بانه هاجم بور من دون ان يتمكن من السيطرة عليها وذلك لحساب ريك مشار.

وقال اغير ان قوات غاديت تواجه الجيش في الاحراش خارج بور.

وقد تمرد بيتر غاديت الذي انقلب مرارا على زملائه خلال الحرب الاهلية السودانية بين 1983 و2005 التي انتهت باستقلال جنوب السودان عن السودان في 2011، على السلطات في 2011 قبل ان يوافق على عفو من الرئيس سلفا كير والتوقيع على وقف اطلاق النار.

وفي موازاة ذلك اعيد الامن في جوبا عاصمة البلاد حيث تواجهت فصائل متناحرة بين مساء الاحد ومساء الثلاثاء.

وقال فيليب اغير ان "الوضع في جوبا عاد الى طبيعته والشوارع مكتظة والمحلات التجارية مفتوحة" معتبرا ان المعاركة اسفرت عن سقوط "نحو 450 قتيل" وان مئة منهم تقريبا من الجنود والبقية من المدنيين.

ونسب الرئيس سلفا كير سبب المعارك الى محاولة انقلاب نفذها خصمه السياسي ونائب الرئيس السابق ريك مشار مع قوات موالية له.

 وقد اعلن مشار الذي اقيل في تموز/يوليو من نيابة الرئاسة والذي كان يعارض صراحة سلفا كير داخل الحزب الحاكم، عزمه على الترشح ضده في الانتخابات الرئاسية في 2015 ونفى الاربعاء في حديث مع موقع مستقل، اي محاولة انقلاب.

واتهم كير بانه وجد ذريعة للتخلص من خصومه الذين يطعنون في سلطته.

وتسافر مجموعة من وزراء خارجية عدة دول في شرق افريقيا الى جنوب السودان يوم الخميس في مسعى لانهاء القتال المستمر منذ عدة أيام لتكون اول بعثة أجنبية تدخل جوبا منذ تفجر الصراع.