اعلن مسؤول في حزب المؤتمر استقالة كافة اعضاء اللجنة المركزية في هذا الحزب اليوم الاربعاء في محاولة لاقناع رئيستهم صونيا غاندي بالعودة عن قرارها رفض تولي رئاسة الحكومة الهندية المقبلة.
وكانت غاندي زعيمة حزب المؤتمر الفائز في الانتخابات البرلمانية في الهند اعلنت أنها قررت التخلي عن المطالبة برئاسة الحكومة الهندية القادمة.
وقالت غاندي امام البرلمان ان منصب رئيس الوزراء لم يكن هدفي..وساتبع اليوم حدسي الداخلي الذي يقول لي ان علي أن أرفض بكل تواضع هذا المنصب. وأضطرت غاندي لتتوقف لبرهة عن الحديث بعد أن أحاط بها أنصارها على الفور وتعالت أصواتهم بصيحات الاحتجاج والغضب على هذا القرار.
وذكرت مصادر حزب المؤتمر الهندي أن المسؤول الرفيع في حزب المؤتمر مانموهان سينغ هو المرشح حاليا لتولي المنصب. وكان الرئيس الهندي إيه. بي. جي. عبد الكلام قد عقد في وقت سابق يوم الثلاثاء إجتماعا مع سونيا غاندي رئيسة حزب المؤتمر وسط تضارب في المعلومات حول توليها منصب رئاسة الوزراء
وقالت التقارير ان الرئيس طلب منها خلال لقاء قصير تقديم ادلة تثبت انها تتمتع بالاغلبية البرلمانية.
وقالت غاندي بعد اللقاء الذي استمر عشرين دقيقة مع الرئيس الهندي انه دعاها الى جولة ثانية من المشاورات في القصر الرئاسي الاربعاء.
واضافت "طلب منا اجراء محادثات تمهيدية حول تشكيل الحكومة. ابدى الرئيس حرصه على معرفة الاحزاب التي تؤيدنا من الداخل وتلك التي تدعمنا من الخارج". وتابعت "سنلتقي الرئيس غدا مع رسائل الدعم من كافة شركاء الائتلاف لنواصل العملية".
وفي وقت سابق قالت وكالة "رويترز" نقلا عن مسؤول بارز من حزب المؤتمر الهندي الثلاثاء ان سونيا غاندي لم تعد متحمسة لتولي منصب رئيس وزراء الهند بسبب الجدل الدائر حول أنها ايطالية المولد.
لكنه أضاف أن حزب المؤتمر يضغط عليها لقبول المنصب بعد فوزها الساحق في الانتخابات العامة التي جرت الاسبوع الماضي. وتحدثت وسائل اعلام محلية كذلك عن رغبة غاندي (57 عاما) في التراجع عن تولي المنصب.
وثارت تكهنات بأن غاندى ستؤدي اليمين الدستورية يوم الجمعة وهو يوم ذكرى وفاة زوجها راجيف غاندي الذي قتل في هجوم انتحاري عام 1991.
وقفزت سوق الاسهم بنسبة 4.5 بالمئة بعد الظهر بعد يوم واحد من هبوط الاسهم بنسبة نحو 17 بالمئة وسط حالة من عدم اليقين من قدرة غاندي على قيادة حكومة مستقرة بدعم من الاحزاب الشيوعية التي تعارض سياسات اصلاح اقتصادية مهمة.
وحصلت وريثة عائلتي نهرو وغاندي على تأييد أكثر من 320 عضوا من أعضاء البرلمان الجديد الذي يضم 545 مقعدا.
وقال لالو براساد ياداف حليفها الرئيسي "نحن نحييها. سونيا غاندي تخوض هذا المضمار بحرص شديد."
لكن رفض اليساريين البارزين الانضمام اليها أثار شكوكا حول الحكومة الجديدة.
وعلقت التعاملات في بورصة بومباي مرتين يوم الاثنين قبل أن يغلق مؤشر البورصة على انخفاض بنسبة 11 بالمئة مواصلا خسائره التي بددت نحو 30 مليار دولار من قيمة أسهم الشركات الهندية المدرجة في البورصة على مدى أسبوعين. وانخفضت قيمة الروبية والسندات كذلك.
ونشرت صحيفة تايمز أوف اينديا رسما لبرجي بورصة بومباي وقد اصطدمت بهما طائرة تحمل علامة المطرقة والسندان الشيوعية وكتبت على الرسم "منطقة الصفر" في اشارة الى منطقة أنقاض برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بعد هجمات 11 أيلول / سبتمبر عام 2001.
وكانت الهند مصدر جذب متزايد لرؤوس الاموال الدولية في الاعوام القليلة الماضية بسبب ارتفاع معدلات النمو وانفتاح الاسواق وقوة العمل التي تجيد اللغة الانجليزية. وكانت بورصة بومباي الافضل اداء في اسيا العام الماضي.
ويأمل المتعاملون أن تحاول السلطات الحفاظ على الوضع القائم قدر الامكان حتى تتولى الحكومة المنتخبة حديثا السلطة وتوضح أولوياتها الاقتصادية.
وقررت الاحزاب اليسارية التي تسيطر على أكثر من 60 مقعدا من مقاعد البرلمان الجديد عدم الانضمام رسميا للتحالف الذي تتزعمه غاندي مما اثار حالة من القلق بين المستثمرين وزاد من حدة انهيار الاسواق.
لكن القرار لم يكن مفاجئا لان اليساريين يتنافسون بشكل مباشر مع حزب المؤتمر كما يعارضون بشدة أي عودة للقوميين الهندوس وهو ما سيكون النتيجة الحتمية اذا فشلت غاندي.
لذلك تعهد اليساريون بتأييد غاندي من الخارج ومن المرجح أن يصوتوا مع حزب المؤتمر على أغلب القضايا ومنها التصويت بالثقة في الحكومة والمشاركة في وضع برنامج اقتصادي.
ويخشى المستثمرون من أن يعطل اليساريون وعلى رأسهم الحزب الشيوعي الهندي الذي يسيطر على 43 من مقاعد البرلمان أو يبطئوا اصلاحات رئيسية خاصة فيما يتعلق بخصخصة الشركات الحكومية.
لكن مانموهان سينغ أبو الاصلاح الاقتصادي في الهند منذ أكثر من عقد وهو زعيم بارز في حزب المؤتمر تدخل بسرعة لطمأنة المستثمرين.
وقال لرويترز "سنمضى قدما في خطة الاصلاح ... التي تهيء المناخ لاقامة المشروعات في بلادنا وتشجع الادخار وفي نفس الوقت ينظر اليها على انها تعالج مشكلات الركود الزراعي وتزايد البطالة"—(البوابة)—(مصادر متعددة)