استعدادات لدفن القذافي ودعوات للتحقيق بمقتله

تاريخ النشر: 21 أكتوبر 2011 - 02:57 GMT
لقطة من فيديو يظهر القذافي خلال اعتقاله
لقطة من فيديو يظهر القذافي خلال اعتقاله

اعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الجمعة ان الزعيم الراحل معمر القذافي سيدفن وفقا للشعائر الاسلامية خلال 24 ساعة، فيما دعت ارملته ومكتب حقوق الانسان في الامم المتحدة الى فتح تحقيق كامل في ظروف مقتله الخميس.
وقتل القذافي (69 عاما) يوم الخميس بعدما اعتقله المقاتلون الليبيون الذين سبق أن وصفهم بأنهم جرذان بعد ان اجتاحوا مدينة سرت مسقط رأسه واخر معقل المقاومة التابعة له في اخر فصول صراع استمر ثمانية شهور لانهاء حكمه الذي بدأ قبل 42 عاما.
وقال القائد في المجلس الوطني الانتقالي عبد السلام عليوة في مصراتة حيث يحتفظ المقاتلون بجثة القذافي في وحدة تبريد في سوق قديمة بالمدينة ان القذافي سيحصل على حقه كأي مسلم وان جثته ستغسل وتعامل وفقا لحرمة الميت. وتوقع دفن القذافي خلال 24 ساعة.
وذكر انه لا يعرف حتى الان مكان الدفن في لبيبا. وكانت مصراتة معقل المقاتلين المناهضين للقذافي والذين أطاحوا به بعد صراع دام ثمانية أشهر.
وهناك طلقة واضحة في جانب من رأس الجثة التي عرضت على المقاتلين وشاهد من رويترز كما كانت هناك كدمة كبيرة على جانبها واثار خدوش.
وكانت هناك بقع دماء على الجثة لكنها كانت أقل مما ظهر في لقطات فيديو بثت بعد وقت قصير من اعتقاله.
ولم يظهر أي من مسؤولي المجلس في المنطقة.
وبدت اشارات يوم الجمعة على خلاف بين المجلس والمقاتلين في مصراتة على مكان دفن القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما.
ولم يتضح اذا كان المقاتلون على الارض شعروا أنه يجب أن يكون لهم دور في قرار دفن القذافي لانهم هم من أطاحوا به وقتلوه.
وقال مسؤول في المجلس الوطني الانتقال لم يذكر اسمه انهم مختلفون حول مكان الدفن. وأضاف أن يجب دفن القذافي بسرعة وفقا للشريعة الاسلامية لكن المسؤولين لم يتوصلوا الى اتفاق بعد حول دفنه في مصراتة أو سرت أو مكان اخر.
واعتقل القذافي حيا في مسقط رأسه بمدينة سرت يوم الخميس لكن أعلن مقتله في وقت لاحق وهو بحوزه المقاتلين في ملابسات لم يكشف عنها بالكامل بعد.
وقال علي الترهوني وهو مسؤول في المجلس ويتولى منصب وزير النفط في الحكومة الانتقالية انه لم يتخذ قرار بعد بهذا الشان.
وأضاف لرويترز أنه أصدر تعليمات بالابقاء على جثة القذافي في ثلاجة الموتى لايام قليلة حتى يعلم الجميع أنه قتل.
وردا على ترتيبات الدفن ومكانه قال انه لم يصدر قرار بهذا الشأن بعد.
قال قائد عسكري كبير في المجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الجمعة ان أفرادا في قبيلة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي على اتصال بمجموعة من المقاتلين المناهضين له لمناقشة امكانية توليهم مهمة دفنه.
وقال القائد عبد المجيد مليقطة لرويترز انه اذا كان رجال القبيلة مستعدين للاعتراف بأن القذافي ينتسب اليهم فان المقاتلين سيسلمون الجثة لافراد في قبيلة القذاذفة ويحملونهم مسؤولية دفنها في موقع سري.
وأضاف مليقطة أنه اذا كان رجال القبيلة لا يرغبون في استلام الجثة فان مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي سيدفنونها بأنفسهم في سرية مع جثث مسلحين في حاشيته قتلوا معه بالقرب من مسقط رأسه بمدينة سرت يوم الخميس.
دعوات للتحقيق
وفي الاثناء، قال تلفزيون الراي الذي يتخذ من سوريا مقرا له يوم الجمعة ان ارملة القذافي طلبت من الامم المتحدة التحقيق في وفاته.
وقال التلفزيون ان أرملة القذافي طلبت من الامم المتحدة التحقيق في وفاته ووفاة ابنه المعتصم أيضا.
وذكر التلفزيون ان ارملة القذافي اثنت على شجاعته وشجاعة ابنائها الذين قالت انهم وقفوا ضد 40 دولة وعملائها على مدى ستة اشهر وانها تعتبرهم شهداء.
كما دعا مكتب حقوق الانسان في الامم المتحدة يوم الجمعة الى فتح تحقيق كامل في موت الزعيم الليبي المخلوع.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في افادة صحفية مقتضبة في جنيف "طريقة موته غير واضحة. هناك حاجة لبدء تحقيق."
وأشار كولفيل الى صور متفرقة التقطتها هواتف محمولة وظهر فيها القذافي مصابا في أول الامر ثم ميتا وسط مجموعة من المقاتلين المناهضين له بعد القاء القبض عليه في مسقط رأسه بمدينة سرت يوم الخميس.
وقال "بشكل عام الصور مزعجة للغاية."
وتحقق لجنة تحقيق دولية شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في عمليات قتل وتعذيب وجرائم أخرى ارتكبت في ليبيا.
وذكر كولفيل أنه يتوقع أن يبحث فريق التحقيق في ملابسات موت القذافي.
وقال لتلفزيون رويترز "من المباديء الاساسية للقانون الدولي أنه يجب محاكمة الاشخاص المتهمين في جرائم خطيرة ان أمكن. الاعدام دون محاكمة غير قانوني بالمرة.. الامر يختلف عن مقتل شخص خلال أعمال قتالية."
رصاصة في البطن
وقال طبيب فحص جثة الزعيم الليبي الراحل انه أصيب بجروح مميتة برصاصة في أحشائه بعد اعتقاله وذلك وسط تقارير متضاربة حول الساعات الاخيرة من حياته.
وقال الطبيب ابراهيم تيكا لقناة العربية التلفزيونية "أثناء القبض على القذافي كان حيا لكن تم قتله لاحقا فكان في رصاصة -وهذا ما يرجح (أنه) سبب وفاته الاولية- اخترقت الاحشاء ثم كان في رصاصة أخرى في الرأس دخلت وخرجت من رأسه."
وكان رئيس الوزراء الليبي محمود جبريل ذكر في وقت سابق وهو يقرأ من بيان قال انه تقرير ما بعد الوفاة أنه تم جذب القذافي من فتحة لتصريف المياه دون مقاومة من جانبه وأنه أصيب برصاصة في الذراع ووضع في شاحنة ثم وقع تبادل لاطلاق النار بينما كانت الشاحنة في طريقها لنقله الى المستشفى.
وأظهرت لقطات فيديو رجلا يشبه القذافي بشعره الطويل وقد تلطخ وجهه بالدماء ويتعرض للضرب من مسلحين يبدو انهم من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
وقال تيكا الذي فحص أيضا جثة المعتصم ابن القذافي بعدما قتل يوم الخميس ان النتائج التي توصل اليها تظهر أن المعتصم قتل بعد والده.
وأضاف "المعتصم.. كانت هناك اصابة.. فتحة كبيرة أعلى منطقة الصدر تحت الرقبة مباشرة وكانت فيه اصابات ثلاث من الخلف وفي الظهر وفي الرجل من الخلف وكان في شظية لكن قديم عمرها يتراوح أياما كانت في الساق وحالة الدم تثبت وتفيد أنه قتل بعد القذافي نفسه."
وذكر الطبيب أنه لم يفحص جثة أي ابن اخر للقذافي وأفادت تقارير بأن سيف الاسلام القذافي حوصر أو اعتقل أو قتل. وسيف الاسلام مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية وكان ينظر اليه في وقت من الاوقات على أنه خليفة والده.