البوابة -فيما قضت محكمة اميركية بالسجن مدى الحياة و 100 عام على رجل الدين المتطرف ابو حمزة المصري، افادت مصادر اعلامية ان اجهزة الامن البريطانية فتحت تحقيقا حول علاقة محتملة بينه وبين منفذي الاعتداءات على الصحيفة الاسبوعية الفرنسية "شارلي إبيدو".
وقالت صحيفة "الاندبندنت"، السبت، ان الاجهزة الامنية البريطانية فتحت تحقيقا في احتمال وجود صلة بريطانية بالاعتداءات على "شارلي إبيدو" بعد ان ظهرت معلومات حول وجود علاقة قوية تربط احد تلاميذ ابو حمزة المصري، وهو الجزائري الاصل جمال بيغال، مساعد اسامة بن لادن، مع شريف كواشي، الذي كان دائم التردد على جامع فينزبري بارك اواخر التسعينيات.
وورد في المعلومات ايضا ان المطلوبة حياة بومدين، التي شاركت زوجها اميدي كولبيالي، محتجز رهائن متجر "الكوشير" في عملية قتل شرطية، اقامت هي وزوجها في منزل جمال بيغال، عضو "القاعدة" المدان في 2005 بأعمال إرهابية ارتكبها في جنوب فرنسا، .
وقالت معلومات الصحف ان الشرطة سألت حياة بومدين فيما بعد عن سبب وجودها في مقر إقامة بيغال، فأخبرتهم أنها كانت تتدرب على رياضة سلاح القوس.
وكانت محكمة في نيويورك اصدرت الجمعة حكمين، المؤبد ومئة عام سجن، بحق الداعية الاسلامي المتطرف البريطاني من اصل مصري ابو حمزة اثر ادانته ب11 تهمة تتعلق باحتجاز رهائن والارهاب وجرائم "شيطانية" و"همجية".
وكانت هيئة محلفين في نيويورك دانت في 19 ايار/مايو الامام السابق لمسجد فينزبري بارك في لندن بتهمة التامر واحتجاز رهائن ومساعدة مجموعة خطفت 16 سائحا غربيا في اليمن العام1998 .وقتل اربعة من الرهائن في عملية لقوات الامن اليمنية لتحريرهم.
كما ادين بانشطة ارهابية مرتبطة بمشروع مخيم للتدريب على "الجهاد" في 1999 في ولاية اوريغون الاميركية (شمال غرب الولايات المتحدة) وهو مشروع لم ينفذ.
ولم يحرك ابو حمزة (56 عاما) الذي فقد عينه وساعديه في انفجار عرضي في باكستان، ساكنا لدى صدور الحكم وظل مركزا نظره على طاولته.
وابلغت القاضية كاثرين فورست ابو حمزة بانه سيمضي عقوبته في الولايات المتحدة في ختام جلسة دامت ثلاث ساعات.
وكان ابو حمزة واسمه مصطفى كمال مصطفى وهو مصري الاصل، دافع عن نفسه اثناء محاكمته الربيع الماضي.
ومرة اخرى، لم يبد ابو حمزة الجمعة اي ندم عن افعاله ودفع ببراءته رافضا التهم الموجهة اليه.
وطلب ابوحمزة الذي بدا وجهه شاحبا وخالط الشيب شعر لحيته وقد ارتدى سترة كحلية، ان يرسل الى سجن مستشفى حيث يمكن ان يتلقى العلاج.
واكد "بكل نزاهة اؤكد براءتي".
وكان اثناء محاكمته الربيع الماضي اقر بانه صدرت عنه احيانا عبارات قاسية في خطبه النارية التي عرضت مقاطع مطولة منها على اعضاء هيئة المحلفين. كما اقر بانه كان معجبا ومحبا لاسامة بن لادن "لبعض الاسباب" لكنه اكد انه لم يكن ابدا عضوا في تنظيم القاعدة.
وقالت القاضية فورست انها ترددت مطولا بشان العقوبة بحق ابي حمزة لكنها قررت في النهاية ان العالم لن يكون بامان اذا بقي الداعية البريطاني طليقا.
وقالت "ان الشر يمكن ان تكون له اشكال مختلفة وقد لا يظهر بكامل قتامته للوهلة الاولى" مضيفة "هناك جانب منك تعتبره المحكمة شيطانيا".
وحكمت فورست على ابي حمزة بالسجن المؤبد بعد ادانته في تهمتين تتعلقان بخطف سياح في اليمن، والسجن مئة عام في ثماني جرائم اخرى.
واعتبر المدعي ادوارد كيم ان هذه العقوبة كانت الوحيدة الملائمة حيث ان "المتهم زعيم في الحرب الشاملة للجهاد".
اما محامي ابو حمزة سام شميدت فقد طلب حكما اخف "لتمكين هذا الرجل البالغ من العمر 56 عاما من ان يقضي باقي سنوات عمره مع اسرته".
كما طلب ان يسجن موكله في سجن طبي فدرالي وان لا ينقل الى السجن المشدد الحراسة في فلورانس بكولورادو (غرب) حيث تسجن السلطات الاميركية اخطر المساجين.
وابو حمزة اب لتسعة اطفال وهو مهندس في الاصل ثم اصبح امام مسجد فينزبري بارك في 1997 وعرف بخطبه النارية خصوصا ضد امريكا "الشيطان الاكبر".
وكان بين الذين تابعوا خطبه البريطاني ريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة كانت تعبر الاطلسي بحذاء مفخخ والفرنسي زكريا الموسوي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لصلته باعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. لكن ابو حمزة اكد انه لا يعرفهما.
وتم غلق مسجد فينزبري في 2003 بعد عملية تفتيش عثر خلالها على سلاح.
وتم توقيف ابوحمزة في 2004 بطلب من السلطات الاميركية التي وجهت اليه 11 تهمة ادين بها.
ثم حكم عليه في انكلترا في 2006 بتهمة الحض على القتل والكراهية العنصرية، وامضى سبع سنوات في السجن.
وحاول بلا جدوى تفادي ترحيله الى الولايات المتحدة في تشرين الاول/اكتوبر 2012..