اقال النواب الصوماليون الاربعاء رئيس البرلمان الانتقالي شريف حسن شيخ آدن المتهم بانه قريب من الاسلاميين في خطوة تتعارض مع دعوات الاسرة الدولية لاجراء حوار "موسع" في الصومال.
واقرت مذكرة حجب الثقة بتأييد 183 نائبا واعتراض تسعة في بيداوة (250 كيلومترا شمال غرب مقديشو) مقر المؤسسات الصومالية الانتقالية. ولم يمتنع عن التصويت اي من النواب الذين يبلغ عددهم 275 وحضر منهم 192.
وقال نائب رئيس البرلمان عثمان علمي بوكوري وسط تصفيق العديد من النواب "ان مقعد رئيس البرلمان اصبح شاغرا وسيقوم نائب الرئيس بالاشراف على نشاط البرلمان".
الا ان وزير الطيران والنائب ابراهيم محمد حبسادي اسف لنتيجة التصويت معتبرا ان الاقالة "تزعزع وحدة البرلمان والحكومة".
وكانت اقالة آدن الموجود حاليا في بروكسل متوقعة. ومنذ انشاء المؤسسات الانتقالية في الصومال التي تشهد حربا اهلية منذ 1991 وقعت انقسامات بين رئيس البرلمان من جهة والرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد ورئيس الوزراء علي محمد جيدي.
ويؤيد آدن انتقال مقر المؤسسات الى مقديشو في حين يدافع يوسف وجيدي عن ابقاء الحكومة خارج العاصمة بسبب انعدام الاستقرار فيها. وقد قبل آدن في نهاية المطاف بالبقاء في بيداوة.
ورغم الخلافات ترأس الوفد الحكومي خلال جولتي محادثات السلام في حزيران/يونيو وايلول/سبتمبر 2006 مع المحاكم الاسلامية التي نجحت في السيطرة على العديد من المناطق الصومالية.
لكن آدن يعتبر قريبا جدا من الاسلاميين. ويرى جيدي ويوسف انه تخطى الخط الاحمر حين تفاوض من دون موافقة الحكومة مع الاسلاميين في مقديشو في تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال مراقب غربي يعمل في نيروبي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الرئيس ورئيس الوزراء "كانا يريدان ان يدفع ثمن ما قام به" في تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانا ينتظران التوقيت المناسب اي انهزام المحاكم الاسلامية اواخر كانون الاول/ديسمبر-مطلع كانون الثاني/يناير امام القوات الحكومية المدعومة من القوات الاثيوبية.
وقبيل التصويت قالت النائبة ساريدو عبد الله ان "اقالة رئيس البرلمان كان ضروريا لانه عمل منفردا ولم يشارك في الجلسات النيابية في الاشهر الاربعة الاخيرة".
وقالت لوكالة فرانس برس ان "رئيس البرلمان بات يختصر الحكومة".
وتأتي اقالة رئيس البرلمان الذي استقبله في بروكسل الاثنين المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال في وقت تمارس الاسرة الدولية الضغوط على الحكومة الصومالية لاجراء حوار يشمل جميع الاطراف.
وقال المراقب ان اقالته هي مؤشر "على عدم الرغبة في الحوار" من جانب الحكومة.
وعلى مستوى ردود الفعل قال ممثل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصومال لوكالة فرانس برس "لطالما دافعنا عن وحدة المؤسسات الانتقالية ولطالما تمنينا الحوار بين جميع الصوماليين".
ورفض الادلاء بالمزيد من التصريحات قبل لقائه يوسف في مقديشو الخميس. اخيرا عبرت جنوب افريقيا عن شكوكها ازاء قدرة الاتحاد الافريقي على تشكيل قوة سلام في الصومال سريعا.
وكان مسؤول كبير في الاتحاد الافريقي قال الاثنين ان طلائع قوة حفظ السلام الافريقية ستنتشر.