أبلغت إدارة الرئيس جورج بوش الكونغرس الاميركي يوم الاربعاء بانها ستحقق فيما اذا كان حليفها السابق احمد الجلبي عرض امن الولايات المتحدة للخطر بينما قال مسؤولون أميركيون وأعضاء بالكونغرس ان مكتب التحقيقات الاتحادي يسعى لمعرفة من الذي يمكن أن يكون قد أمده بالمعلومات الحساسة عن جهاز المخابرات الايراني.
وقال مسؤولو الحكومة الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم انه تردد أن الجلبي أبلغ ايران بأن الولايات المتحدة كشفت شفرات الاتصال السرية التي يستخدمها جهاز المخابرات الايراني.
وذكر أعضاء بالكونغرس الاميركي أن مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس أبلغت أعضاء الكونغرس في جلسة مغلقة أن مدير وكالة المخابرات المركزية الـ "سي. آي. ايه"، جورج تينيت سيجري تحقيقا. لكنها لم تذكر أي تفاصيل.
وقال السناتور الديمقراطي مارك دايتون "افهم انهم يبحثون في كل الجوانب (المحتملة) لكيفية حدوث ذلك والمسؤول عنه والاثار المترتبة عليه".
واضاف "اذا صح ذلك سيكون خرقا رئيسيا وكبيرا جدا للامن".
وقال مصدر مطلع ان مكتب التحقيقات الاتحادي يجري تحريات لتحديد هوية الشخص الذي زود الجلبي بمعلومات سرية وما اذا كان ذلك الشخص مخولا تقديم هذه المعلومات.
وزعم ان الجلبي ابلغ مسؤول رئيس محطة المخابرات الايرانية في بغداد بأن الولايات المتحدة تقرأ مراسلات جهاز المخابرات الايراني.
واكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الاربعاء، ان الجلبي، ابلغ عميلا ايرانيا بأن الولايات المتحدة تمكنت من حل الشيفرة المستخدمة لاتصالاتهم السرية.
وقالت ان هذه الخيانة دفعت الحكومة الاميركية الى قطع علاقاتها مع الجلبي الذي قامت الشرطة العراقية والقوات الاميركية بمداهمة وتفتيش منزله ومكاتبه الشهر الماضي.
وبحسب مسؤولين اميركيين فان الجلبي ابلغ قبل ستة اسابيع مسؤول الامن التابع لمكتب وزارة الاستخبارات والامن الايرانية في بغداد ان واشنطن كانت تفك رموز الاتصالات السرية لاجهزة الاستخبارات الايرانية.
وحصلت اجهزة الاستخبارات الاميركية بحسب المصادر نفسها على الدليل الذي يثبت تهمة الخيانة عبر قراءتها برقية لرئيس المكتب في بغداد الى رؤسائه في ايران تروي ما قاله الجلبي.
وقد فتح مكتب التحقيقات الفدرالي الـ "اف. بي. آي" تحقيقا حول اتصالات الجلبي المشبوهة مع ايران ويسعى ايضا الى معرفة من هو الذي كشف له عن فك الشيفرة الايراني من بين العدد المحدود للاشخاص المطلعين على الامر كما اضافت الصحيفة.
وقالت الصحيفة الاربعاء ان إدارة بوش طلبت منها ومن مؤسسات اخبارية أخرى تأخير نشر التفاصيل مشيرة لاعتبارات تتعلق بالامن القومي.
لكن الصحيفة ذكرت أن الإدارة سحبت هذا الطلب يوم الثلاثاء.
ورفض سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الابيض الذي يصحب الرئيس جورج دبليو بوش في رحلته الى كولورادو التعليق.
وفي برنامج "توداي شو" الذي يبثه تلفزيون ان بي سي الاميركي قالت رايس "في الحقيقة ليس بوسعي التعليق على هذه القصة.... أنا على يقين من أنه اذا كان ثمة ما يريب فسوف يجري تحقيق بشأنه".
لكنها أبلغت نواب الكونغرس في وقت لاحق أن من المقرر إجراء تحقيق تشارك فيه وكالة المخابرات المركزية.
وعقب لقاء رايس بنواب الكونغرس قال روبرت مننديز النائب الديمقراطي عن ولاية نيوجيرزي "أوضحت أنه سيكون هناك تحقيق وسنرى المدى الذي سيصل اليه مدير المخابرات المركزية من خلال تحقيقهم والمعلومات التي سيتوصلون لها في نهاية المطاف".
وأضاف مننديز أن رايس قالت أيضا "هناك التزام ـ ردا على سؤال طرح عليها ـ بتعقب كافة الحقائق لمعرفة الى أي مدى أثر الجلبي على أمننا القومي".
ولم تدل وكالة المخابرات المركزية بأية تعليقات على الفور.
وجاءت هذه المعلومات التي تكشفت عن الجلبي بعد يوم واحد من نأي بوش بنفسه عن الرجل الذي كان ذات يوم الحليف الاوثق للولايات المتحدة.
ففي حديقة الزهور عندما وقف الرئيس الاميركي للترحيب باختيار القادة العراقيين الجدد الذين أعلن عنهم مؤخرا قال بوش ان علاقته بالجلبي لم تتعد بعض الاتصالات الشخصية المحدودة وان القرارات الخاصة باختياره ضمن الحكومة العراقية الانتقالية الجديدة من عدمه جرى اتخاذها بمعرفة مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي.
ونفت ايران امس تلقيها معلومات استخباراتية من احمد الجلبي، واعتبر قيادي بالمؤتمر ان اتهام الجلبي بابلاغ المخابرات الايرانية ان المخابرات الاميركية الـ "سي. آي. ايه" كشفت شيفرة الاتصالات السرية الايرانية بهدف تحجيم دور الجلبي في العراق.
وصرح حسن روحاني رئيس مجلس الامن القومي الاعلى في الجمهورية الاسلامية للصحافيين "كل ذلك غير صحيح لا علاقة لنا بأية معلومات استخباراتية".
واكد روحاني ان "العراق يقع في الجوار وليس عبر البحار. نستطيع ان نذهب ونحصل على البرقيات بانفسنا ولسنا بحاجة لارسال تلكس".
من جانبه قال القيادي في المؤتمر العراقي مثال الالوسي لوكالة الصحافة الفرنسية "كل ما ذكر عملية مختلقة وكذب يراد منها تحجيم دورنا لاننا نطالب بالسيادة بالمفهوم السليم".
واضاف "من السذاجة ان نعتقد ان الدول الكبرى لا يمكن ان تفك الرموز المستخدمة في الاتصالات السرية وخصوصا انها تغير هذه الرموز كل يوم". وتابع "انها اتهامات باطلة يراد منها امور غير نظيفة"، مضيفا "الشارع العراقي لا يصدق ما تقوله اجهزة المخابرات الاميركية"—(البوابة)—(مصادر متعددة)