دفعت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، الدول الأوروبية إلى البحث عن مصادر بديلة للغاز الروسي، وذلك بعد اعلان موسكو وقف إمدادات الغاز الروسي رداً على موقف اوروبا من الحرب الروسية الأوكرانية.
تحرك أوروبي جديد بدأته رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في زيارة إلى الجزائر وبحثت خلالها أساسا زيادة إمدادات الغاز من الجزائر إلى إيطاليا.
شتاء قاس يمر على أوروبا هذا العام، مع وقف إمدادات الغاز الروسي، التي كانت تمر عبر خطي نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 التي كانت تعتمد على الغاز الروسي بنسبة تصل إلى 90 في المئة
وارتفعت إمدادات غاز الجزائر إلى إيطاليا إلى 25 مليار متر مكعب في 2022، ومن المرتقب أن تبلغ 30 مليار متر مكعب بين 2023 و2024.
لا يتوقف المسؤلون الروس عن التصريح ما هو مصير اوروبا بعد وقف إمدادات الغاز الروسي، وأن دول الاتحاد الأوروبي لن تصمد أسبوعًا من دون الغاز الروسي، كما صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف.
لم يقتصر البحث عن المزيد من الغاز على الجزائر، فقد بحثت دول القارة الاوروبي توريد المزيد من الغاز عبر خطوط الأنابيب من النرويج وأذربيجان، ومن المتوقع أن يؤدي الانتشار السريع للطاقة المتجددة والحفاظ عليها أدوارا أصغر.
أما ألمانيا التي ليس لديها محطات استيراد للغاز الطبيعي المسال، فتعتزم إنشاء 4 محطات عائمة، اثنتان منها ستعملان هذا العام، كما وقعت برلين أولى صفقاتها الكبرى لتوريد الغاز الطبيعي المسال من دولة قطر لتزويدها بمليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا على مدى 15 عاما على الأقل.
150 مليار متر مكعب فقدتها من الغاز الروسي فقدتها اوروبا خلال الشتاء، مع انخفاض درجات الحرارة، فالكميات الفائضة والمتوفرة من الغاز في السوق العالمية لا تكفي جميعها لتغطية 40 بالمئة من حصة روسيا من الواردات الأوروبية، لذلك فأوروبا في شتاء هذا العام مضطرة لإيجاد حلول جديدة لتوفير الدفء لمواطنيها.
وعلى الرغم من المحاولات الاوروبية في توفير الغاز من عدة مصادر من بينها الولايات المتحدة وقطر والجزائر، إلا أن تلك الكميات لا تكفي لسد حاجة اوروبا من الغاز الطبيعي بالمقارنة مع حجم توريد الغاز الروسي إلى اوروبا قبل اندلاع الأزمة الروسية والأوكرانية، بالإضافة إلى عدم قدرة دول اوروبية عدة على امتلاك بنية تحتية لتخزين لغاز المسال أو توفير موانئ خاصة باستقبال الغاز الطبيعي القادم إلى مواطنيها.
أحمد شاهين