أنقرة وواشنطن تبحثان خطوات ما بعد العملية العسكرية التركية في سوريا

تاريخ النشر: 09 أكتوبر 2019 - 12:33 GMT
ارشيف

حشدت تركيا عشرات الآلاف من المقاتلين السوريين الموالين لأنقرة للمشاركة في الهجوم الذي يبدو وشيكا ضد قوات سوريا الديموقراطية الكردية في شمال سوريا.

أجرى مسؤول تركي كبير وآخر أميركي مباحثات حول إجراءات لإقامة ”منطقة آمنة“ في شمال شرق سوريا وخطوات محتملة بعد هجوم تركي في المنطقة، وذلك في وقت تتأهب فيه أنقرة لبدء الهجوم، بحسب ما ذكرت قناة (إن.تي.في) الأربعاء.

وقالت القناة أن إبراهيم كالين مساعد الرئيس التركي قال لمستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين في مكالمة هاتفية إن العملية التركية تهدف إلى تطهير حدود بلاده من المسلحين وضمان عودة اللاجئين السوريين.

واضافت القناة إنهما بحثا أيضا زيارة مزمعة من المقرر أن يقوم بها أردوغان إلى واشنطن الشهر المقبل.

وتتأهب تركيا لدخول شمال شرق سوريا منذ بدأت القوات الأمريكية إخلاء المنطقة في تحول مفاجئ في سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوبل بانتقاد واسع في واشنطن ووُصف بأنه غدر بالأكراد، حلفاء الولايات المتحدة.

وسبق وأن قالت تركيا إنها تعتزم إقامة "منطقة آمنة" من أجل عودة ملايين اللاجئين إلى الأراضي السورية، غير أن تلك الخطة أثارت انزعاج بعض الحلفاء في الغرب بقدر ما أثارت قلقهم المخاطر التي تشكلها العملية العسكرية ذاتها.

وبالنسبة لتركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا جماعة إرهابية لصلتها بمقاتلين يشنون عليها تمردا في الداخل، فإن تدفق سوريين غير أكراد سيساعدها في إنشاء منطقة عازلة تقيها خطرا أمنيا رئيسيا.

وأعلنت السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا حالة "التعبئة العامة" في ضوء الهجوم الوشيك.

وفي سياق متصل، ذكرت الرئاسة التركية الأربعاء أن أردوغان ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين التوغل المزمع في شمال شرق سوريا.

وقالت الرئاسة في بيان إن أردوغان أبلغ بوتين خلال الاتصال أن التوغل التركي سيسهم في السلام والاستقرار في سوريا وسيفسح المجال للعملية السياسية لحل الصراع هناك.

وحثت روسيا، أهم حليف للرئيس السوري بشار الأسد، على الحوار بين دمشق والأكراد السوريين لحل المشكلات في شمال شرق البلاد بما في ذلك أمن الحدود.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحفيين خلال زيارة لقازاخستان "سمعنا بيانات أمس من المسؤولين في دمشق وممثلين عن الأكراد بأنهم مستعدون لمثل هذا الحوار".وأضاف "سنبذل ما في وسعنا لدعم بدء مثل هذه المحادثات المهمة".

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في وقت سابق الأربعاء، أن تركيا ستبلغ جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة السورية، بالعملية فى شمال شرق سوريا.

وقال جاويش أغلو في مؤتمر صحفى بالجزائر، إن العملية ستتم وفقا للقانون الدولي ولن تستهدف سوى المسلحين في المنطقة.

وأضاف أن الرئيس أردوغان أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب في مطلع الأسبوع بأن أنقرة ستشن الهجوم بعدما أوقفت واشنطن الجهود الرامية لتشكيل "منطقة آمنة" بشمال شرق سوريا.

وحشدت تركيا عشرات الآلاف من المقاتلين السوريين الموالين لأنقرة للمشاركة في الهجوم الذي يبدو وشيكا ضد قوات سوريا الديموقراطية الكردية في شمال سوريا، كما قال أحد المتحدثين باسمهم.

وتم تجميع هذه القوات التي قدم معظمها من مناطق تسيطر عليها تركيا في شمال غرب سوريا في مخيم سابق للاجئين في بلدة أقجة قلعة الحدودية.

وينتمي هؤلاء المقاتلون إلى فصائل في الجيش السوري الحر تقوم أنقرة بتمويلها وتدريبها.

وبعد أن أكد أن "هناك احتمالا بنسبة 99 بالمئة بأن يبدأ الهجوم هذه الليلة"، قال عبد الرحمن غازي داده الناطق باسم كتائب "أنوار الحق" وهو فصيل صغير في الجيش السوري الحر أن 18 ألف مقاتل على الأقل يفترض أن يشاركوا في مرحلة أولى في الهجوم التركي المنتظر.

واضاف لصحافيين في أقجة قلعة أن "ثمانية آلاف مقاتل يفترض أن يشاركوا على محور تل أبيض وعشرة آلاف في محور راس العين".

وتابع أن عددا لم يحدد بعد من مقاتلي الجيش السوري الحر ستطلب منهم المشاركة في محور ثالث محتمل هو عين العرب أو كوباني.

وتل ابيض وراس العين وكوباني ثلاث بلدات في شمال شرق سوريا تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة إرهابية، لكنها متحالفة مع الولايات المتحدة لمكافحة الجهاديين.