أسباب سعي المخططات الإرهابية لزعزعة استقرار الأردن

تاريخ النشر: 16 أبريل 2025 - 07:10 GMT
أسباب سعي المخططات الإرهابية لزعزعة استقرار الأردن
أسباب سعي المخططات الإرهابية لزعزعة استقرار الأردن

البوابة أعلنت دائرة المخابرات الأردنية، أمس، عن إحباطها مخططًا لخلية كانت تعمل منذ عام 2021، وتهدف إلى تقويض أمن الأردن والمساس به. ويأتي ذلك في إطار البحث عن الأسباب الكامنة والدوافع التي تُحرّك مثل هذه المجموعات لتبني مثل هذه المخططات، رغم الاستقرار الأمني والسياسي.

 

وفي هذا الشأن أشار الخبير الأمني والاستراتيجي بشير الدعجة خلال تصريح خاص خص فيه موقع "البوابة" الإخباري إلى أن البيان الصادر عن دائرة المخابرات العامة الأردنية لم يكن مجرد بلاغ أمني عابر أو مجرد إعلان عن ضبط خلية أو إحباط مخطط، بل اعتبره جرس إنذار شديد اللهجة، ورسالة صريحة مفادها أن الأردن غير للاختراق أو العبث.

وأضاف الدعجة بأن القضايا التي أفصحت دائرة المخابرات عنها بالأمس والتي شملت ضبط صاروخ جاهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرات مسيّرة، وتجهيز عناصر للتدريب العسكري داخل وخارج المملكة،  فإن هذا يدخل ضمن محاولة لقلب المعادلة الوطنية في الداخل  ويشير إلى مشروع موازٍ للدولة وليس حدث أمني عابر.

لماذا الأردن؟

أما فيما يتعلق بالغايات وراء استهداف الأمن الأردني بالتحديد، قال الدعجة: " إن الأردن بعقيدته السياسية المتوازنة، وجيشه المتماسك، ومخابراته ذات الصيت العالمي، هو الاستثناء العربي الوحيد الذي لم يتصدّع أمام رياح "الربيع العبثي"، ولا انهار تحت أقدام الميليشيات، ولا سقط في فخ الحرب الأهلية أو الانقسام الجغرافي والطائفي ولهذا بالذات يُستهدف"

وتابع حديثه إن وجود نظام أردني مؤسسي صلب يُخالف المخطط الذي أراد خارطة جديدة لللشرق الأوسط بلا جيوش، بلا حدود، وبلا عواصم حقيقية.


 نوايا المخطط

وكشف البيان الذي أصدرته المخابرات الأردنية في الأمس بأن مخطط ضم أعمال جماعية لا فردية، إذ كان مشروعًا متقدمًا يتضمن:

  • أدوات تصنيع محلية لصواريخ.
  • دعم لوجستي لاستيراد تقنيات عسكرية.
  • عمليات تجنيد وتدريب مكثفة.
  • طائرة مسيّرة وُضعت على طاولة التنفيذ.
  • صاروخ مُجهز، بانتظار "ساعة الصفر".

 

هل انتهى الإسلام السياسي في الأردن

وفي إطار الحديث عن ضلوع جبهة العمل الإسلامي بالأحداث التي جرت او ارتباط أحد أفرادها، اعتبر الدعجة الربط بين المشهد السياسي والمشهد الأمني بـ "المنطقي"، حيث أن جبهة العمل الإسلامي، الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان في الأردن، وصلت إلى مجلس النواب، لكنها لم تصل إلى الشارع عى حد تعبيره. 

وأشار الدعجة بأن الجبهة حاولت أن تصنع لنفسها صورة معتدلة، لكنها لم تستطع أن تُقنع أحدًا بأنها تغيّرت حقًا.

وأضاف خلال حديثه بأن بعض عناصر المخطط المشار إليه في بيان المخابرات، هم امتدادًا تنظيميًا لجماعات إسلاموية لم تعد ترى في اللعبة الديمقراطية سوى جسر عبور.
 

مصير الإخوان اليوم 

وفي خضم الحديث عن مصير الإخوان في الأردن وخاصة بعد حصولهم على غالبية المقاعد الحزبية في مجلس النواب العشرين، شدد الدعجة على ضرورة أن يعيد هذا التيار إنتاج نفسه على أسس وطنية، واضحة، شفافة، ويقطع مع أي ارتباط خارجي أو ولاء موازٍ، وإلا سيجد نفسه خارج اللعبة نهائيًا، لا بسبب الإقصاء بل بسبب سقوط الثقة، وسقوط القناع.