ذكرت صحيفة إسرائيلية الاثنين أن أزمة تشوب العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية على اثر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الصين و”خنوعه للإرهاب”، الأمر الذي استدعى استدعاء سفير إسرائيل بواشنطن مايكل أورن بشكل طارئ.
وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إن خلفية هذه الأزمة هي اتصالات من خلف الكواليس، تعهدت خلالها إسرائيل أمام الحكومة الصينية بمنع مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي من الإدلاء بإفادات ضد “بنك أوف تشاينا” في دعوى تم تقديمها إلى المحكمة الفيدرالية في نيويورك من قبل عائلة ادعت أن أحد أفرادها قُتل في عملية تفجيرية نفذها ناشط من حركة حماس في تل أبيب.
ووفقا للصحيفة، فان حكومة الصين هددت بإلغاء زيارة نتنياهو للصين في بداية شهر أيار/ مايو الماضي في حال سمحت إسرائيل لمسؤولين لديها بالإدلاء بإفادات في القضية التي تنظر فيها المحكمة الأميركية.
وقدم الدعوى الزوجان شيريل ويكوتيئيل وولتس من فلوريدا، اللذان قًتل ابنهما دانييل، 16 عاما، في عملية تفجيرية وقعت في تل أبيب في العام 2006.
ووفقا للدعوى فإن الأموال التي حصلت عليها حماس لتنفيذ العملية التفجيرية التي قتل فيها دانييل وصلت في إطار “تبييض بواسطة التجارة” الذي نفذته حماس بواسطة حسابات مصرفية في “بنك أوف تشاينا” وتم خلالها تبييض أموال بمبلغ 6 ملايين دولار.
وقالت الصحيفة فأن نشر تحقيق حول الموضوع، أعده كبير معلقيها ناحوم برنياع ومحللها السياسي شمعون شيفر، في نهاية الأسبوع الماضي، أثار ردود فعل غاضبة لدى مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى في الكونغرس والإدارة الأمريكية والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة.
وفي أعقاب ذلك تم استدعاء السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن إلى إسرائيل بشكل عاجل من أجل المشاركة في مداولات طارئة عقدها نتنياهو أمس، وتناولت توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة أن أورن أوضح للمشاركين في الاجتماع الطارئ، وبينهم سفير إسرائيل المعين في واشنطن رون ديرمر، أن الأميركيين ينظرون بخطورة بالغة إلى قرار مكتب نتنياهو بالاستجابة للضغوط الصينية وعدم السماح لمسؤولين أمنيين بالإدلاء بإفاداتهم أمام المحكمة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أنه يتوقع أن يكون أورن قد قال خلال الاجتماع الطارئ إن الأمريكيين يلقبون نتنياهو “السيد إرهاب” لأنه دعا خلال السنوات الماضية إلى عدم الخنوع للإرهاب، ولذلك فإن استغرابهم كبير جدا بعدما وافق نتنياهو على منع الادلاء بهذه الإفادات لمصلحة سفره إلى الصين.
وتابعت الصحيفة أن أورن أوضح أن الأمرييكيين ينظرون إلى أداء نتنياهو في هذه القضية على أنه “خيانة للولايات المتحدة” سواء كان ذلك على خلفية الحرب ضد الإرهاب أو على خلفية التنافس بين أميركا والصين حول المصالح والهيمنة العالمية بين الغرب والصين.
وأبلغت الإدارة الأمريكية إسرائيل أن الإجراءات القانونية ضد “بنك أوف تشاينا” ستستمر وأنه في حال عدم مثول المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أمام المحكمة الفيدرالية في نيويورك فإن المحكمة ستصدر أمرا بجلبهم إليها.
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية هددت بجلب أورن وديرمر ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور أمام المحكمة بموجب أمر قضائي.
ورفض مكتب نتنياهو التعقيب على تقرير (يديعوت أحرونوت)