أعلن رئيس الوزراء الليبي الجديد، مصطفى أبو شاقور، أنه سيشكل حكومة وفاق وطني يساهم فيها كل الليبيين بأطيافهم السياسية، وتراعي التوازن الجغرافي.
وأوضح أبو شاقور في بيان مساء الخميس، أن "الكثير من مناطق ليبيا خاصة في شرق البلاد وجنوبها قد همشت أكثر من غيرها خلال الـ40 سنة الماضية،" موضحا أن الحكومة الجديدة تهدف إلى التخلص من المركزية التي قال إنها "شعار للتخلف لاتزال تعاني منه البلاد."
وأضاف أبو شاقور، وفق لوكالة الأنباء الليبية، أن "الحكومة ستعمل على تأسيس المحافظات والبلديات بحيث تكون للبلديات ميزانياتها وتكون هي المسؤولة على القيام والإشراف على المشاريع وتقديم الخدمات للمواطنين اينما وجدوا."
وانتخب المؤتمر الوطني العام مساء الأربعاء، أبوشاقور رئيسا للحكومة المؤقتة الجديدة التي ستستلم مهامها من حكومة عبد الرحيم الكيب.
وحصل أبو شاقور، وهو نائب رئيس الوزراء الحالي، على 96 صوتا من أصوات أعضاء المؤتمر الوطني العام، البالغ عددها 191 صوتا، متغلبا على رئيس الوزراء السابق محمود جبريل، الذي حصل على 94 صوتا.
وأبو شاقور مهندس حاصل على شهادته من جامعة طرابلس، وتلقى دراساته العليا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على الماجستير والدكتوراه من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
واتخذ أبوشاقور موقفا معارضا لنظام القذافي منذ نهاية السبعينات، وكان له دور رئيسي في تأسيس وقيادة بعض تنظيمات المعارضة في الخارج.
وقد ساهم في تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا مما جعله على رأس قوائم المطلوبين من نظام القذافي من بداية الثمانينات
وفي مقابلة مع رويترز قال مصطفى أبو شاقور رئيس الوزراء الليبي الجديد إنه سيسعى جاهدا للنهوض بالأمن من خلال تعزيز قوات الجيش والشرطة الوطنية علاوة على سحب الاسلحة غير المرخصة في اعقاب الهجوم على القنصلية الأمريكية في شرق البلاد.
وقال أبو شاقور في مقابلة مع رويترز إنه سيضرب بيد من حديد على المتشددين الذين رفضوا إلقاء اسلحتهم واقتصوا بانفسهم من خصومهم خارج ساحات القضاء. وكان المؤتمر الوطني العام الليبي قد اختار نائب رئيس الوزراء الحالي أبو شاقور يوم الاربعاء الماضي ليكون رئيس الوزراء القادم.
وأضاف أبو شاقور في اشارة الى المقاتلين السابقين أن ليبيا ستسعى بهمة عالية لبناء قوات الجيش والشرطة الوطنية وستتاح الفرصة للشبان الليبيين - لاسيما الثوريون منهم - كي يصبحوا "رسميا اعضاء في قوات الامن."
ومضى يقول إن على ليبيا ان تتعامل مع هذه "الميليشيات" لان بعضها لا شأن له بالثورة ويتكون من ثلة من المجرمين مشيرا الى انه يجب تفكيك هذه الميليشيات.
وكانت هذه الميليشيات قد قادت الانتفاضة التي انهت حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وفي الوقت الذي قلصت فيه كثير من هذه الميليشيات من انشطتها وعادت الى مسقط رأسها او انخرطت في خدمات الامن القومية الا ان جماعات اخرى لم تلق اسلحتها بعد.
ومن شأن الافتقار الى قوات جيش وشرطة وطنية فعالة ان يقوي من شوكة الكثير من هذه الميليشيات على الارض لتصبح اقوى من سلطان الحكام الرسميين للبلاد.
وقال أبو شاقور إن ليبيا تعد برنامجا فعالا لاستعادة الاسلحة التي لا تزال في ايدي البعض في ليبيا.
وقال إن طرابلس ستعرض بعض الحوافز وستقر عدد من الضوابط وسيجري ترخيص بعض الاسلحة الخفيفة لمن يريد حملها الا انه سيتم سحب الاسلحة الثقيلة وتسليمها للحكومة ولن يسمح بوجودها في الشوارع.
وسئل أبو شاقور عن الكيفية التي سيجري من خلالها تحسين أداء الحكومة السابقة في مجال تعزيز الامن فقال إنه عندما تولت الحكومة الجديدة مقاليد الامور لم تجد المؤسسات التي يمكن البناء عليها الا انه توجد الآن بعض القواعد لانجاز ذلك مما سيمنح الحكومة الجديدة مجالا اوسع للحركة في المستقبل مشيرا الى ان لدى الحكومة تفهما افضل كثيرا للاوضاع الآن.
وقال إنه يشعر بالقلق مما حدث في بنغازي مشيرا الى انه يتعين على الحكومة الجديدة العمل على تدعيم قوة الشرطة في المدينة التي تعد مهد الانتفاضة اليبية الا انها الآن بؤرة للعنف.
ويقول خبراء الامن إن محيط مدينة بنغازي بات مرتعا لعدد من الجماعات الاسلامية التي تعارض اي وجود غربي في الدول الاسلامية. وقال ابو شاقور إنه جرى عقد عدد من الاجتماعات مع دبلوماسيين اجانب في ضوء هجوم الثلاثاء.
واضاف انه تم التأكيد لهؤلاء السفراء على ان السلطات الليبية ستبذل قصارى جهدها لحمايتهم فيما تم تعزيز الوجود الامني حول السفارات. وقال السفراء إنهم باقون سيواصلون دعم ليبيا.
وقال أبو شاقور وهو اكاديمي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة إن من بين اولوياته - الى جانب الامن - النهوض بالاقتصاد والقطاعات الخدمية مثل التعليم والصحة.