فشلت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء في ضمان انتخاب مرشحها كريسيتان فولف من الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية ما شكل نكسة لها تظهر الانقسامات داخل ائتلافها المحافظ-الليبرالي الحاكم.
وستنظم دورة ثانية في وقت لاحق الاربعاء.
ولم يحصل مرشح ميركل المسيحي الديموقراطي فولف (51 سنة) الذي كان حتى الان رئيس حكومة مقاطعة ساكس السفلى (شمال) على الغالبية المطلقة للاصوات في الجمعية الفدرالية التي تضم 1244 عضوا منهم نواب البوندستاغ (مجلس النواب) ال 622 ومثل عددهم من ممثلي البرلمانات الاقليمية ال16.
وحصل على 600 صوت فقط فيما كان يلزمه 23 صوتا اضافيا للحصول على الغالبية المطلقة. وكانت حكومة ميركل المؤلفة من المحافظين (الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي) والليبراليين (الحزب الديموقراطي الحر) تتقدم نظريا بحوالى عشرين صوتا في الجمعية الانتخابية.
لكن النواب الليبراليين لم يدعموا ميركل في هذا الاقتراع السري واعلن اربعة منهم قبل التصويت انهم سيدعمون مرشح المعارضة الاشتراكي الديموقراطي والخضر خواكيم غاوك، القس السابق والمنشق الالماني الشرقي السابق. لكن يبدو ان عددا اكبر من النواب انضم الى صفوفهم. ونال مرشح المعارضة (70 عاما) 499 صوتا.
وعلقت صحيفة بيلد الشعبية على موقعها الالكتروني في ختام الدورة الاولى "انه درس جيد لميركل".
وفي الدورة الثانية من الاقتراع، الغالبية المطلقة للاصوات ضرورية ايضا للفوز فيه. ويمكن تنظيم دورة ثالثة ليتم الاكتفاء عندها بالغالبية النسبية.
ومنذ قيام جمهورية المانيا الفدرالية في 1949 انتخب عدد من الرؤساء في الدورة الثانية او الثالثة. وبما ان النقاشات بين الاعضاء قد تطول قبل الدورتين الثانية والثالثة لن تعرف نتائج الاقتراع قبل المساء.
لكن يبدو ان انتخاب فولف رئيسا للبلاد شبه محسوم وسيصبح بالتالي اصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الفدرالية.
وقال الخبير السياسي نيلس ديدريتش من جامعة برلين الحرة ان انتخاب فولف بشكل نهائي ليس موضع شك مضيفا "انها هزيمة محدودة لميركل لكنها ستحقق هدفها في الدورة الثانية".
ولم يحدث هذا السيناريو مفاجأة لان الخبراء السياسيين كانوا يتوقعون فرضية حصول دورة ثانية نظرا للصعوبات التي يشهدها الائتلاف الحاكم.
وسيخلف فولف في حال انتخب هورست كوهلر الذي استقال بشكل مفاجىء في 31 ايار/مايو اثر تصريحات مثيرة للجدل حول الوجود العسكري الالماني في الخارج.
وكانت استطلاعات الراي اشارت الى ان شعبية فولف احد ابرز قادة الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ بزعامة ميركل الذي كان في احد الاوقات منافسا لها على المستشارية، ادنى بكثير من شعبية مرشح المعارضة الاشتراكية الديموقراطية والخضر غاوك.
وياتي هذا الاقتراع بعد اشهر من الخلافات حول مساعدة اليونان وخطة انقاذ اليورو والسياسة الضريبية والمالية او السياسة الصحية والتي ادت الى هبوط شعبية الائتلاف الحاكم في استطلاعات الراي منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي.