عرضت قناة إيرانية حكومية فيلما وثائقيا السبت ظهرت فيه إيرانية حكم عليها بالإعدام رجما مما أثار غضبا عالميا وهي تعيد تمثيل جريمة قتل زوجها والتي تواجه بسببها عقوبة الشنق أيضا.
وذكرت قناة (برس تي.في) الحكومية الإيرانية الناطقة باللغة الانجليزية أن الهدف من الفيلم ومدته نصف ساعة هو إظهار الجانب الآخر من قصة الايرانية سكينة محمدي أشتياني التي قالت إن وسائل إعلام عالمية أساءت تقديمها لكن الأمر قد يؤدي إلى إثارة المزيد من التساؤلات حول حقوق الانسان وحرية الصحافة في إيران.
وتم تعليق تنفيذ حكم الرجم الصادر بحق اشتياني بتهمة الزنا بعد انتقادات دولية.
وانتقلت شائعات بالافراج عن أشتياني على شبكة الانترنت يوم الخميس بعدما أساء نشطاء في مجال حقوق الانسان في أوروبا على ما يبدو فهم صور عرضت قبل عرض الفيلم وظهرت فيها أشتياني في منزلها وهي تصف تفاصيل جريمة قتل زوجها مما أثار تكهنات بالافراج عنها.
وتعيد أشتياني في الفيلم تمثيل دورها المزعوم في قتل زوجها. ولم يتضح السبب الذي جعلها توافق على تصوير الفيلم.
وتظهر السيدة في الفيلم وهي تضع مهدئا لزوجها قبل أن يصل ممثل يؤدي دور عشيقها ويوصل أسلاكا بقدمي الزوج وعنقه ويمرر في الاسلاك تيارا كهربيا.
وتقول أشتياني في مقابلة بالفيلم "قررت قتل زوجي صعقا بالكهرباء".
ويحتوي الفيلم الوثائقي على صور حقيقية للزوج القتيل إبراهيم عابدزاده وعلى جثته آثار حروق. ووقعت الجريمة في 2005.
وأدت قضية أشتياني إلى تفاقم تأزم العلاقات بين الغرب وطهران التي فرضت عليها عقوبات صارمة للضغط في سبيل وقف نشاطاتها النووية التي تعتقد بعض الدول إنها تهدف إلى صنع أسلحة نووية.
وتقول إيران إن وسائل إعلام عالمية استغلت موضوع أشتياني لتشويه سمعة الجمهورية الاسلامية. ونفى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن تكون أشتياني قد حكم عليها بالرجم.
وقال صوت راوي في الفيلم إن حكم الرجم الذي أصدرته المحكمة العليا في إيران عام 2006 كان (رمزيا) ومن غير المرجح أن ينفذ أبدا بسبب تعديل للقانون في 2005 استهدف حظر الرجم "لكنه لم يدمج بشكل كامل إلى القانون الايراني الرسمي."
ويقول صانعو الفيلم الوثائقي إنهم تعقبوا عشيق أشتياني وصوروه سرا لكن التقرير لا يوضح إن كان العشيق واسمه عيسى طاهري والذي مثل للمحاكمة مع عشيقته بتهمة القتل قد أدين أو السبب في احتجاز أشتياني بينما هو حر طليق.
وتحكي أشتياني الطريقة التي خطط فيها طاهري للجريمة. وقالت "قال أريد أن أقتل زوجك غدا. وسألت كيف؟ فقال تضعين له مهدئا وتفقديه الوعي ثم آتي وأصعقه بالكهرباء".
وقالت (برس تي.في) إنها تحدثت أيضا مع صحفيين ألمانيين اعتقلا في أكتوبر تشرين الاول بينما كانا يجريان مقابلة مع سجاد غديرزاده ابن أشتياني لكن القناة الايرانية أضافت إن الالمانيين رفضا تصوير المقابلة معهما.
وذكرت القناة أن الصحفيين الالمانيين هما ماركوس هلويج وجينس كلوخ وأنهما يعملان في صحيفة بيلد أم زونتاج وعرضت صورة لهما في مقهى إيراني وصور من جوازي سفرهما. واعتقل الالمانيان مع غديرزاده ومحامي أشتياني الذي جرت مقابلة الابن في مكتبه.
وعلى الرغم من إعلان مسؤولين إيرانيين أن قضية أشتياني مسألة قانونية بحتة فإنها أصبحت قضية سياسية دولية وقال رئيس مجلس حقوق الانسان في إيران الشهر الماضي إن هناك فرصة جيدة لانقاذ حياتها.
وربما يصبح مصير الصحفيين الالمانيين مسألة سياسية ودبلوماسية. وقال متحدث إن الحكومة الايرانية تدرس طلبا بالافراج عنهما بمناسبة عيد الميلاد وهو ما سيبعث ببادرة حسن نوايا إلى برلين.