حذّر رئيس الاتحاد السوفياتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف من استحالة تحقيق النصر في أفغانستان، ودعا الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من هناك إذا ما ارادت تجنب فيتنام أخرى. وكان غورباتشوف أمر بسحب القوات السوفياتية من افغانستان قبل أكثر من 20 عاماً وبعد 10 سنوات من دخولها إلى هناك.
وأشاد غورباتشوف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' امس الاربعاء بقرار الرئيس باراك أوباما بدء سحب القوات الامريكية العام المقبل من أفغانستان، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة 'ستجد صعوبة في الخروج من هذا الوضع'.
وقال 'إن أوباما كان على حق حين قرر سحب قواته مهما كان ذلك صعباً لأن النصر مستحيل في أفغانستان'، مشيراً إلى أن الاتحاد السوفياتي 'كان توصل إلى اتفاق مع إيران والهند وباكستان والولايات المتحدة قبل سحب قواته من أفغانستان'. واضاف 'كنا نأمل أن تلتزم الولايات المتحدة بالاتفاق الذي توصلنا إليه بأن أفغانستان ينبغي أن تكون محايدة ودولة ديمقراطية تقيم علاقات جيدة مع جيرانها ومع كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي'.
وقال غورباتشوف 'إن الامريكيين اعلنوا دائماً أنهم يؤيدون ذلك لكنهم في الوقت نفسه كانوا يدربون المقاتلين الذين يروعون اليوم أفغانستان ومناطق اخرى في باكستان'.
واضاف 'سيكون الموقف بسبب ذلك أكثر صعوبة بالنسبة للولايات المتحدة للخروج من هذا الوضع'. ورأى رئيس الاتحاد السوفياتي الأسبق أن ارسال نصف مليون جندي إلى افغانستان 'لن يجدي نفعاً، وأن افضل ما يمكن لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن تأمل في تحقيقه هو مساعدة البلاد على الوقوف على قديمها واعادة بناء نفسها بعد الحرب لأن البديل سيكون فيتنام أخرى'.
وفي نفس السياق قال مسؤولون أن جنديا أجنبيا قتل امس الاربعاء بسبب انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق بشمال أفغانستان حيث قتلت قوات أفغانية ودولية أيضا خمسة عناصر يشتبه أنهم من المتمردين في هجوم شنته ضدهم.
وكان الجندي الذي يعمل ضمن قوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي (الناتو) قد قتل امس الاربعاء في الانفجار الذي وقع في المنطقة التي تشهد هدوءا نسبيا وفقا لبيان أصدره الناتو. ولم يكشف البيان عن جنسية الجندي أو تفاصيل عن مكان الانفجار.
ومعظم الجنود المتمركزين في المنطقة من ألمانيا والولايات المتحدة. كما تتمركز أيضا وحدات صغيرة من القوات المجرية والسويدية هناك أيضا.
وقتل أكثر من 600 شخص من القوات الاجنبية في أفغانستان حتى الان في عام 2010 وهو العام الاكثر دموية لايساف منذ اندلاع الحرب قبل تسع سنوات طبقا لموقع 'إي كاجواليتيز دوت أورج' وهو موقع مستقل على الانترنت يرصد القتلى العسكريين في أفغانستان. وكانت القوات الافغانية وقوات التحالف قد شنت عملية الليلة الماضية بإقليم باغلان مما أسفر عن مقتل خمسة متمردين مشتبه بهم وفقا لحاكم الاقليم مونشي عبد المجيد. وأكد الجيش العملية قائلا إن القوات استهدفت قائدا من طالبان متهما بقيادة المسلحين في المنطقة والتخطيط لهجمات وشيكة ضد إيساف والقوات الافغانية.
وتابعت إيساف أن الجنود تعرضوا لنيران أسلحة صغيرة بينما كانوا يصلون إلى المجمع المستهدف مضيفة أنه جرى الرد على إطلاق النار من الارض والجو مما أسفر عن مقتل عدة مسلحين. واعتقل أيضا شخص يشتبه بأنه من المتمردين وفقا لما ذكرته إيساف دون الكشف عما إذا كان الشخص المستهدف في الهجوم من بين هؤلاء القتلى أو المعتقلين. وينشط مقاتلو طالبان في إقليم باغلان وإقليم قندز المجاور حيث صعدوا هجماتهم على المنشآت الحكومية الافغانية والقوات الاجنبية.
غير أن شمال أفغانستان يشهد بشكل عام هدوءا نسبيا أكبر من جنوب وشرق البلاد التي يشن منها المسلحون حربا ضد الحكومة الافغانية وأكثر من 150 ألف جندي من قوات إيساف المتمركزة حاليا في البلاد

البوابة