وزع المنشقون الكوريون الشماليون 100 الف منشور عبر الحدود المتوترة بين الكوريتين السبت داعين لاسقاط النظام الشيوعي في ذكرى اندلاع الحرب الكورية.
واطلق عشرة من اعضاء ما يعرف بتجمع المناضلين من اجل كوريا الشمالية الحرة المنشورات بواسطة خمسة مناطيد غاز ضخمة متحدين التهديدات من جانب السلطات الكورية الشمالية بان جيشها سيرد "بلا رحمة".
وحملت المناطيد العملاقة شعارات مناهضة للنظام الكوري الشمالي دعا احدها الى الاطاحة بالزعيم كيم جونغ ايل ونجله الاصغر كيم جونغ اون والنظام "الدكتاتوري الوراثي" بالبلاد.
وقرأ شعار اخر "تذكروا الحرب الكورية" في اشارة الى الحرب التي دامت ثلاث سنوات وبدأت بشن الشمال هجوما شاملا على الجنوب في 25 حزيران/يونيو 1950.
وثبتت بالمناطيد اجهزة توقيت تسمح بالقاء المنشورات على دفعات في مناطق مختلفة من الشمال بعد تجاوز الحدود مشددة الحراسة.
وكتب على المنشورات "انهضوا ايها الاشقاء! قاتلوا ببسالة.. كفى دكتاتورية ثلاثة اجيال!".
كما حملت المناطيد مئات الاقراص المدمجة واوراقا نقدية من فئة مئة دولار كحافز للكوريين الشماليين للتغلب على خوفهم من العقاب والتقاط المنشورات.
يذكر ان النشطاء المعادين للنظام الكوري الشمالي، واغلبهم من المنشقين اصلا من الشمال، يرسلون منشورات عبر مناطيد متجاوزين الحدود منذ عدة سنوات، ما يثير حنق كوريا الشمالية.
وحث شعار اخر حمله احد المناطيد برلمان كوريا الجنوبية على تمرير قانون لتمويل النشطاء الساعين لتحسين اوضاع حقوق الانسان لدى الكوريين الشماليين.
يذكر ان الحكومة والمعارضة ما زالت على خلاف حول اقرار مشروع القانون.
ويقول الحزب الديمقراطي الرئيسي في المعارضة ان الهدف من المشروع هو دعم من يصفهم بالمتطرفين اليمينيين والمنشقين الذين يريدون الثأر من الشمال وليس من شأن قانون كهذا سوى تعميق الارتياب لدى الشمال تجاه ما تعتبره تدخلا خارجيا، ومن ثم تردي العلاقات اكثر.
ويصف النظام الكوري الشمالي مشروع القانون بأنه "استفزازي لاقصى حد"، محذرا من انه سيعتبره "اعلانا رسميا للحرب" وانه سيقوم ب"رد حاسم" دون ايضاح طبيعة هذا الرد.
يذكر ان العلاقات تشهد جفاء شديدا منذ ان اتهم الجنوب كوريا الشمالية باغراق سفينة حربية في اذار/مارس 2010 ما اسفر عن مقتل 46 شخصا.
وينفي الشمال التورط في اغراق السفينة غير انه قصف جزيرة كورية جنوبية قرب الحدود في تشرين الثاني/نوفمبر ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص بينهم مدنيون، وتقول كوريا الشمالية ان هجومها جاء بسبب مناورات عسكرية اجرتها كوريا الجنوبية.
وقد اطلق جنود كوريون جنوبيون مؤخرا النار على طائرة ركاب تقل 119 راكبا قادمة من الصين بعدما اعتقدوا انها طائرة عسكرية كورية شمالية.
وتدهورت العلاقات بين الكوريتين الى ادنى مستوى منذ عقد بعدما اعلنت بيونغ يانغ الشهر الماضي قطع كل الاتصالات مع الحكومة الكورية الجنوبية المحافظة.
وبعد اشهر من الهدوء النسبي، يستخدم الشمال منذ ايار/مايو خطابا قاسيا ضد الحكومة المحافظة في الجنوب، معتبرا انها دمية تحركها الولايات المتحدة لتأجيج المواجهة.
وهذا التوتر يعقد عملية استئناف المفاوضات السداسية (الكوريتان وروسيا والصين واليابان والولايات المتحدة) حول نزع الترسانة النووية لكوريا الشمالية المتوقفة منذ نيسان/ابريل 2009.