النقابات الفرنسية تريد مواصلة التعبئة ازاء حزم السلطات

تاريخ النشر: 21 أكتوبر 2010 - 04:56 GMT
شرطة مكافحة الشغب الفرنسية في ليون
شرطة مكافحة الشغب الفرنسية في ليون

تعقد النقابات الفرنسية اجتماعا الخميس للاعلان عن يوم جديد من الاضرابات والتظاهرات ضد اصلاح نظام التقاعد، فيما عاد التلامذة الثانويون الى الشوارع ما اثار الخشية من وقوع اعمال عنف وبقي اكثر من ربع محطات الوقود عاجزا عن التزود به.
وقال برنار تيبو رئيس الاتحاد العمالي العام احد ابرز الهيئات النقابية الخميس انه "لا يوجد سبب لوقف" الاحتجاجات على الاصلاح، داعيا الى "تحرك قوي بدءا من الاسبوع المقبل". ومن المرجح ان يكون يوم التحرك، الذي سيتحدد موعده بعد الظهر، اما الثلاثاء او الخميس المقبلين.
وتريد النقابات ابقاء التحركات في الشارع التي بلغت مستويات قياسية منذ اسابيع عدة. والثلاثاء الماضي شارك بين 1,1 و3,5 ملايين شخص بحسب المصادر في تظاهرات يوم التحرك الوطني السابق ضد الاصلاح الذي سيؤخر سن التقاعد من 60 الى 62 عاما.
ودعي طلاب الثانويات والتلاميذ مجددا الى التظاهر الخميس، واعلنت وزارة التعليم الوطني ان 312 مدرسة ثانوية "تأثرت" بذلك اي 7,25% منها، اضافة الى عشر جامعات من اصل 83.
وتظاهر ما بين اربعة الاف و15 الف طالب بحسب المصادر بعد ظهر الخميس في باريس وسط هتافات "نريد الاحتفاظ بصناديق تقاعدنا" بمواكبة تنظيمات نقابات الموظفين. وفي بواتييه (غرب وسط) اصيبت فتاة بجروح في "تدافع" بين الشبان والشرطة. ووقعت حوادث اخرى في ليون (شرق وسط).
وفي الوقت الذي شهد فيه عدد كبير من التظاهرات التي نفذها طلاب الثانويات اعمال عنف حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من ان "المخربين لن تكون لهم الكلمة الاخيرة". وتابع "هذا غير مقبول".
ومنذ 12 تشرين الاول/اكتوبر اوقفت قوات الامن 1900 شخص خلال التظاهرات، بحسب وزير الداخلية بريس اورتفو.
ولا تزال فرنسا تواجه مخاطر بشلل البلاد بسبب تأثير التحرك على قطاع الطاقة اذ لا تزال المصافي ال12 في البلاد متوقفة عن العمل بالاضافة الى 14 مستودعا للمحروقات من اصل 219. ويعتبر تعطيل هذا القطاع وسيلة الضغط الرئيسية التي يستخدمها التحرك ضد الاصلاح.
واتهم ساركوزي المضربين "باتخاذ الاقتصاد والمؤسسات وحياة الفرنسيين اليومية رهائن".
واعلن اورتفو الخميس ان اكثر من ربع محطات الوقود لا تتلقى امدادات في حين لا يحصل قسم اخر سوى على امداد جزئي، مؤكدا ان قوات الامن تواصل العمل لفك الحصار عن المستودعات المحتلة تنفيذا لامر اصدره الرئيس نيكولا ساركوزي.
واقر وزير البيئة جان لوي بورلو الخميس "بوجود صعوبات كبيرة مستمرة" ولا سيما في المنطقة الباريسية.
واعلن الاتحاد الفرنسي للصناعات النفطية ان تغذية محطات الوقود سيحتاج الى "ايام عدة" قبل ان يعود الى سابق عهده.
ولوحظ تباطؤ في الحركة في قطاع المطاعم والتجارة بالمفرق والبناء والاشغال العامة والسياحة، عشية عطلة عيد جميع القديسين.
وصرح المندوب العام للاتحاد الوطني لسائقي شاحنات النقل جان بول دونوفيل "نتوقع نهاية اسبوع صعبة وربما ابعد من ذلك ان لم يتغير شيء. نجد صعوبة في التزود" بالوقود.
واضطرت فرنسا الثلاثاء والاربعاء الى استيراد كميات هائلة من الطاقة الكهربائية بسبب تراجع الانتاج الناجم عن حركة الاضراب وتوقف عدد من المفاعلات النووية لحاجتها لاعمال صيانة. وظلت حركة السكك الحديد مضطربة الخميس انما بنسبة اقل من الاسبوع الماضي.
ولا تزال الحكومة، التي شددت على ان الاصلاح "سيتم تطبيقه كما هو مخطط"، على موقفها وتأمل باقرار مشروع الاصلاح في مجلس الشيوخ ثم في الجمعية الوطنية الاسبوع المقبل.