اقر الناخبون في قرغيزستان الدستور الجديد عبر استفتاء نظم الاحد كما اعلنت الرئيسة بالوكالة روزا اوتونباييفا.
وقال اوتونباييفا للصحافيين ان "الدستور الجديد اقر رغم هجمات وحشية لمعارضيه" وذلك بعد نحو ساعتين من اغلاق مكاتب الاقتراع في هذا البد الصغير الفقير غير المستقر في اسيا الصغرى.
واضافت ان "الاستفتاء جرى" و65,1% من الناخبين شاركوا فيه في حين كانت السلطات الموقتة تلقت تحذيرات من نشوب اشتباكات جديدة بعد اعمال العنف العرقية التي اوقعت مئات القتلى في منتصف الشهر الحالي.
ويقلص الدستور الجديد كثيرا صلاحيات الرئيس لحساب البرلمان وذلك لتفادي تركز السلطات في يدي شخص واحد.
واوضحت اوتونباييفا ان "الشعب وضع حدا نهائيا لمرحلة الحكم الاستبدادي والعائلي" في اشارة الى الرئيس السابق كرمان بيك باكييف الذي فر من قرغيزستان اثر انتفاضة دامية في نيسان/ابريل الماضي.
وقد ادلى الناخبون في قرغيزستان باصواتهم الاحد في الاستفتاء الذي يهدف الى اقامة ديموقراطية برلمانية، رغم التحذيرات من اندلاع اعمال عنف اتنية جديدة.
واغلقت مراكز الاقتراع في الساعة 20,00 (14,00 ت غ) وبلغت نسبة المشاركة 55,7 في المئة قبل ساعتين من انتهاء عملية الاقتراع وفق اخر الارقام، على ان تعلن النتائج في الايام المقبلة.
ودعي نحو 2,5 مليون ناخب الى قبول او رفض الدستور الجديد الذي تعتبره الحكومة الانتقالية حيويا لاحلال الاستقرار في هذا البلد الصغير والفقير في آسيا الوسطى.
وفي اوش (جنوب) التي شهدت اعمال عنف منتصف حزيران/يونيو بين القرغيز والاقلية الاوزبكية اسفرت عن سقوط الفي قتيل حسب السلطات، تم تعزيز الاجراءات الامنية خوفا من اعمال عنف جديدة.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الوضع في المدينة كان هادئا طوال اليوم.
وقالت الرئيسة الانتقالية التي ادلت بصوتها في اوش ان "ناخبي قرغيزستان يصوتون اليوم على استقرار البلاد وشرعية السلطات. سنبرهن للعالم ان قرغيزستان موحدة".
وكان خبراء ومنظمات غير حكومية حذروا من خطر تنظيم هذا الاستفتاء في الظروف الراهنة.
واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش ان هذا القرار اضافة الى اعادة عشرات الاف اللاجئين الى مناطق "تكاد تكون غير صالحة للسكن" يهددان "بمفاقمة التوتر" بين القرغيزيين والاقلية الاوزبكية.
وتاريخيا، يشوب العلاقات بين القرغيز والاقلية الاوزبكية التي تشكل بين 15 وعشرين بالمئة من سكان قرغيزستان، توتر بسبب الفروق الاقتصادية التي تثير احباط الاوزبك.
وقال ساداتبك توختوماميتوف لدى خروجه من مركز الاقتراع في وسط اوش "صوتت مع التعديل من اجل استقرار الجمهورية ودعما للحكومة الموقتة".
كذلك، ايدت دلورا كازاكباييفا من الاتنية الاوزبكية تعديل الدستور "من اجل تحسن الوضع".
وقالت اوتونباييفا انه لمناسبة الاستفتاء، رفعت السلطات السبت موقتا حظرا للتجول تفرضه في الجنوب اثر اعمال العنف، على ان يعمل به مجددا بعد انتهاء عمليات الاقتراع.
ويفترض ان يقول الناخبون ما اذا كانوا يوافقون على الدستور الذي يضعف الى حد كبير الرئيس لمصلحة البرلمان لتجنب تركز السلطات بين يدي شخص واحد وما اذا كانوا يريدون تثبيت اوتونباييفا في منصبها حتى الاقتراع الرئاسي في تشرين الاول/اكتوبر 2011.
وفر الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف من قرغيزستان بعد تمرد شعبي عليه في نيسان/ابريل ادى الى 87 قتيلا. وعلى الاثر، استولت المعارضة على الحكم وشكلت حكومة موقتة.
ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد العديد من موجات العنف ويأمل الناخبون في ان يجلب الدستور الجديد الاستقرار الى البلاد.
ولاسباب امنية، تخلت منظمة الامن والتعاون في اوروبا عن ارسال مراقبين لهذا الاستفتاء الذي تتابعه الاسرة الدولية عن كثب.