اجتماع لجنة السلام الافغانية الباكستانية والتعهد بمكافحة الارهاب

تاريخ النشر: 11 يونيو 2011 - 03:34 GMT
البوابة
البوابة

عقد السبت اللقاء الاول للجنة السلام المشتركة بين افغانستان وباكستان حيث تعهدت الدولتان بمكافحة الارهاب والتعاون لارساء السلم في المنطقة التي تشهد اعمال عنف متواصلة.
والرئيس الافغاني حميد كرزاي موجود في اسلام اباد في اليوم الثاني من المحادثات بعد اسابيع فقط من قيام فرقة كوماندوس اميركية بقتل اسامة بن لادن في باكستان ما عزز المطالبة داخل الولايات المتحدة في التوصل الى تسوية للنزاع في افغانستان.
وتخيم في غالب الاحيان اجواء من عدم الثقة اضافة الى انتقادات حادة على العلاقات بين كابول واسلام اباد على خلفية العنف السائد في البلدين.
غير ان الخبراء يقولون ان تواجد ملاذات آمنة لطالبان في باكستان والتقارير التي تتحدث عن علاقات باكستانية بقادة للمتمردين في حركة طالبان الافغانية وشبكة حقاني المتشددة، يجعل الدور الباكستاني حيويا للوصول الى اي اتفاق سلام دائم في افغانستان.
وقال الجيش الباكستاني ان ليون بانيتا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) متواجد ايضا في اسلام اباد، وان لم تتوافر معلومات على الفور حول ما اذا كان التقى كرزاي ام لا. وبانيتا مرشح لخلافة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في الاول من تموز/يوليو.
واضاف الجيش الباكستاني ان بانيتا اجرى محادثات مع مسؤولين عسكريين في الاستخبارات الباكستانية تناولت سبل تعزيز تبادل المعلومات بين الجانبين في اعقاب الغارة الي اسفرت عن مقتل بن لادن والتي ادت لمزيد من التوتر في العلاقات المضطربة اصلا بين الولايات المتحدة وباكستان.
وقد دخلت حركة التمرد التي يتزعمها مقاتلو طالبان في افغانستان عامها العاشر بينما بلغت اعمال العنف مستويات قياسية. كما تكافح باكستان حركة تمرد طالبانية داخلية في مناطقها الشمالية الغربية المتاخمة لافغانستان حيث ينفذ المتشددون هجمات وتفجيرات شبه يومية في باكستان.
وترأس كرزاي ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاجتماع الاول للجنة المشتركة حيث تعهد الزعيمان بأن تجتمع اللجنة مجددا في كابول دون تحديد موعد لذلك.
وخلال محادثات اللجنة دعا كرزاي باكستان السبت الى القضاء على مخابىء المتمردين في المناطق القبلية. وقال "يتعين علينا (افغانا وباكستانيين) العمل بتوافق وبطريقة هجومية وفعالة جدا لاستئصال الارهاب والتطرف من المنطقة".
واعربت اللجنة عن التزامها بعملية سلام ومصالحة في افغانستان ودعت الحلفاء الدوليين لافغانستان لتقديم مزيد من الدعم، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الباكستانية.
واضاف بيان للخارجية الباكستانية ان الجانبين الباكستاني والافغاني التزما بالعمل "المشترك الوثيق" من اجل السلم والمصالحة "في اطار كامل وشامل"، وبتعزيز التعاون الاستخباراتي والعسكري.
وكان الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري صرح للصحافيين اثناء لقاء كرزاي الجمعة "اننا نخوض حربنا.. وندعم شعب افغانستان وحكومته، اذ لا يمكننا توقع احلال السلام في المنطقة دون ان يحل السلام في افغانستان".
واضاف كرزاي ان العلاقة بين البلدين "التوأمين" قد تحسنت، مضيفا ان "الكفاح (من اجل محاربة الارهاب) هو كفاحنا جميعا وان النصر فيه سيعود علينا جميعا بالنفع".
من جهته حث الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الذي يرأس المجلس الاعلى للسلم بتكليف من كرزاي، باكستان على المساعدة في انهاء النزاع في افغانستان بعد محادثات جرت مع رجل الدين الموالي لطالبان فضل الرحمن والذي يرأس حزبا اسلاميا بارزا.
وكان كرزاي شكل المجلس الاعلى للسلم العام الماضي بهدف اجراء محادثات مع طالبان مقابل القاء مقاتليها السلاح وقبولهم بالدستور.
وكان قادة طالبان اعربوا علنا عن رفضهم لمبادرات السلام، وان كان بعض الخبراء يعتقدون ان مقتل اسامة بن لادن يمكن ان يحث طالبان على اعادة النظر في موقفها.
وكان القائد الاعلى لطالبان الملا عمر رفض تسليم بن لادن عقب هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
وشكلت باكستان حليفا رئيسيا لنظام طالبان في افغانستان الى ان انضمت اسلام اباد الى الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد الارهاب في اعقاب هجمات ايلول/سبتمبر ومن ثم بدأت تقاتل حركة تمرد طالبان الباكستانية بمحاذاة حدودها مع افغانستان.
ومع ذلك يعتقد ان اجهزة الاستخبارات الباكستانية توفر على اراضيها معاقل لشبكة حقاني التي تعتبر الد اعداء الولايات المتحدة في افغانستان، فضلا عن صلاتها بقادة طالبان الافغان.
ومنذ الغزو الاميركي لافغانستان العام 2001 يكتسي القتال بين طالبان وقوات الحلف الاطلسي بقيادة واشنطن زخما متزايدا عاما بعد اخر، وقد عززت واشنطن قواتها في افغانستان بارسال تعزيزات قوامها 30 الف جندي اضافي العام الماضي لتوجيه ضربة حاسمة للمسلحين هناك.
ومن المقرر ان تنفذ القوات الدولية المتواجدة في افغانستان في الوقت الراهن - وعددها 130 الف جندي - عمليات انسحاب محدودة بدءا من تموز/يوليو حيث يفترض ان تتولى قوات الشرطة والجيش الافغانيين مسؤولية الامن تدريجيا حتى انتقالها بالكامل للسلطات قبل نهاية 2014.
وفي باكستان لقي اكثر من 4400 شخص مصرعهم في هجمات نسبت الى طالبان والشبكات الاسلامية المتشددة الاخرى في المناطق القبلية منذ 2007 حينما اقتحمت القوات الباكستانية المسجد الاحمر في اسلام اباد.