القبض على رمز الرعب في دارفور.. من هو "أبو لولو"؟

تاريخ النشر: 30 أكتوبر 2025 - 07:24 GMT
أبو لولو
صورة متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لـ"إلقاء القبض على المدعو أبو لولو" في السودان (مواقع التواصل الاجتماعي)

زعمت "قوات الدعم السريع" أنها ألقت القبض على عدد من المتهمين المتورطين بارتكاب "تجاوزات" في الفاشر بإقليم دارفور في السودان، من بينهم المدعو "أبو لولو".

وأعلن "تحالف تأسيس" التابع للدعم السريع، الخميس، اتخاذ إجراءات عاجلة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، رافضاً الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في الفاشر.

وشهدت الفاشر ارتكاب مجازر وصفت بأنها "فظائع" بحق المدنيين في الفاشر أسفرت عن مقتل 2000 مدني على الأقل، وسط اتهامات بتنفيذ إعدامات ميدانية للجرحى.

وأفادت قوات الدعم السريع، في منشور على "تليغرام"، بالقبض على عدد من المتهمين في التجاوزات بمدينة الفاشر، وعلى رأسهم المدعو "أبو لولو".

وبرّأت "الدعم السريع" نفسها من "أبو لولو" الذي ظهر في مقاطع مصورة تظهر عمليات تصفية ميدانية في مدينة الفاشر، قائلة إنه "لا يتبع الدعم السريع".

سبق ذلك بيان أصدره مجلس الأمن الدولي، الخميس، أعرب خلاله عن "قلقه البالغ" إزاء الوضع في مدينة الفاشر بعد ورود تقارير عن وقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الأنسان، ومقتل مئات الأشخاص، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وفي بيان صدر اليوم، أدان أعضاء مجلس الأمن البالغ عددهم 15 عضواً، هجوم الدعم السريع على مدينة الفاشر، ودعا إلى وضع نهاية فورية للعنف.

وطالب مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، مجلس الأمن باتخاذ إجراءات تشمل تصنيف الميليشيات "منظمة إرهابية"، ونزع سلاحها، داعيًا مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على داعمي الميليشيات، قائلا إنهم "معروفون لديكم".

تصدّر الملقب بـ"أبو لولو" المشهد، ليصبح أحد أكثر الأسماء تداولاً في السودان، لاسيما بعد ظهور مقاطع مصورة للرجل في شوارع الفاشر.

أبو لولو، الذي اتفقت روايات محلية متقاطعة على أنه خرج من رحم المجموعات المسلحة في دارفور، لم يلبث أن تجاوز حدود المقاتل التقليدي ليصبح قائداً ميدانياً بارزاً، رغم نفيه أن يكون منضوياً في صفوف "الدعم السريع".

هذا، وأسهمت المقاطع المصورة التي انتشرت له في شبكات التواصل الاجتماعي في تحويله إلى أحد أكثر الأسماء إثارة للرعب في المشهد السوداني.

وأظهرت مقاطع مصورة، الرجل متحدثًا بلهجةٍ آمرة إلى أسرى ومدنيين، قبل أن يطلق النار عليهم، فيما انتشر مقطع مصور قيل إنه لـ"أبو لُولو" وهو يطلق النار على رجلٍ أعزل في مدينة الفاشر، ما أثار موجة غضب عارمة على المنصات السودانية.

وبينما دفعت تلك الحادثة قيادة الدعم السريع إلى إعلان تشكيل لجنة تحقيق، مع وعود بمحاسبة الجاني إن ثبت انتماؤه إلى القوة، ظهر الرجل في تسجيلات جديدة عقب سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر، وهو ينفّذ عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين وأسرى.

إلى ذلك، يرى صحافيون سودانيون أن "نموذج (أبو لولو) لا يختلف كثيراً عن مرتكبي الفظائع في الخرطوم والجزيرة ودارفور"، وأن "اختيار الأسماء الحركية ذات الدلالات العنيفة (أبو لؤلؤ، شارون، يأجوج ومأجوج) يعكس إعجاباً بثقافة القتل".

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 صراعاً دموياً على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع.

فيما يخشى مراقبون أن يؤدي هذا الصراع إلى انقسام دائم للبلاد، فيما تعتبر الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في السودان هو الأسوأ في العالم حالياً.

المصدر: وكالات