لعل من المتوقع أن تكون النساء اللواتي نجين من سرطان الثدي متحمسات جداً لإجراء المزيد من الفحوصات المبكرة لمعرفة احتمالات رجوع السرطان لهن، لكن الواقع غير ذلك، فقد اظهر بحث جديد أن الناجيات من سرطان الثدي لا يقمن بعمل فحص الماموغرام المنتظم سنويا.
واكتشف باحثون من جامعة كلية ماسوشوستس الطبيّة بأنه كلما زاد عدد السنوات التي تمر دون تعرض السيدة للإصابة بسرطان الثدي، كلما قل حصولها على فحص الماموغرام السنوي. وبما أن النساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي في خطر أكبر للإصابة بالسرطان مرة أخرى، فأن فحص الماموغرام يعتبر ضروريا جداً لهن للكشف عن الإصابة المبكرة.
يقول مؤلف الدراسة الدكتور شاكي أي دوبيني، أستاذ مساعد في طب العائلة وصحة المجتمعات في جامعة كلية ماسوشوستس الطبية، "أنه منحى خطر جداً."
ففي الدراسة التي تضمنت تقريباً 800 ناجية بعمر 55, وجد دوبيني وزملائه أن بحدود 80 بالمائة من النساء قمن بعمل فحوص لمعرفة احتمال الإصابة من جديد في السنة الأولى بعد إنهاء المعالجة. على أية حال، تراجعت هذه النسبة المئوية إلى 63 بالمائة في السنة الخامسة. إضافة إلى ذلك، فقد حصلت ثلث هؤلاء النسوة فقط على فحص الماموغرام السنوي كل سنة. جميع النساء في الدراسة كن يملكن تأميناً صحياً ويستطعن الوصول إلى مراكز فحص الثدي الإشعاعية. نتائج الدراسة نشرت كاملة في مجلة السرطان.
ترتفع نسبة تكرار الإصابة بسرطان الثدي خلال السنوات الأولى الخمس بعد المعالجة، ويملك الناجون احتمال الإصابة ثلاثة مرات أكثر مقارنة مع النساء اللواتي لم يصبن بالسرطان من قبل. حتى بعد إزالة الثدي، يمكن أن يعود سرطان الثدي، لذا مهما كان شكل المعالجة، يجب على جميع الناجيات من سرطان الثدي الانتظام في القيام بعمل الفحوصات السنوية للثدي.
يقول دوبيني، " من الضروري تكثيف جهود التوعية بين مزودي الرعاية الطبية، والناجيات من سرطان الثدي، والتركيز على أهمية متابعة فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي."
لذا، لماذا لا تتقيد السيدة التي مرت بتجربة سرطان الثدي بالفحص المنتظم المبكر، حتى لا تتعرض لذات المشكلة من جديد؟
يقول بيني داماسكوكس، موظف خدمات إجتماعية في مركز سلون كيتيرنج للسرطانِ، "يلعب النكران دور في هذا". لأن مرضى السرطانِ يكن خائفات من الحصول على نتائج ايجابية من فحص الماموغرام ، فهن يفضلن عدم المعرفة على فرض أنهن في أمان.
ومن الأسباب المحتملة الأخرى، عدم امتلاك تأمين صحي، العمل لساعات طويلة أو الحاَجة لإيجاد مركز رعاية للطفولة، هذه الأسباب في أغلب الأحيان تجعل من السهل على السيدات تفادي القيام بفحص الماموغرام.
ولتَغيير هذا التوجه، يوصي دامسكوكس بأن يعطي الأطباء كل مريضة "خارطة" لتَوجيهها طبيا بعد انتهاء العلاج. وتتضمن هذه القائمة جدول مواعيد لمتابعة فحص الماموغرام سنويا.
أما بالنسبة للنساء اللواتي يرفضن إجراء الماموغرام، فقد وجد دامسكوكس أن مجموعات الدعم تعتبر ناجحة. حيث توافق معظم تلك النساء على الذهاب للفحص إذا كن مع الشريك أو صديقة مقربة جداً.
وأخيراً، الدعم المعنوي من المجتمع والمحيط يوفر المساعدة ويساعد على التخلص من مشاعر العزلة، والخوف من إجراء فحص الماموغرام.