وسط تكتم إعلامي تعمد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الحرص عليه، استأنف في منتج طابا صباح اليوم الثالث من المفاوضات الماراثونية.
بدأ المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون اليوم الثلاثاء في منتجع طابا المصري اليوم الثالث من المفاوضات الماراتونية.
وكان أول الواصلين إلى الفندق حيث تجري المفاوضات وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين الذي يشارك في أعمال اللجنة الخاصة ببحث مصير اللاجئين الفلسطينيين.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي والسياحة امنون شاحاك ومدير مكتب رئيس الوزراء جلعاد شير يشاركون في المحادثات الخاصة بلجنة القدس والامن والحدود.
وكان مصدر فلسطيني مسؤول ذكر قبل يومين أن اللجنة الأخيرة قد تتفرع إلى لجان صغيرة للبحث في عدد من القضايا المحددة.
وساد اليوم الثاني للمفاوضات أجواء متفائلة وصلت إلى حد إعلان وزير فلسطيني ان الجانبين يقتربان من إعلان (مفاجأة سارة) نهاية الاسبوع إذا استمرت أجواء التفاوض، كما هي عليه والتي وصفت بأنها جادة, وكشف مسئول مصري عن التوصل لاتفاق يقضي بعودة عدد محدود من اللاجئين إلى الدولة العبرية والبقية إلى الدولة الفلسطينية.
واستثنى الوفد الإسرائيلي في جلسات التفاوض امس بحث المستوطنات والحدود, وقدم اقتراحاً بشأن القدس يقضي بابتلاع أحياء عربية في القدس الشرقية وضمها إلى الشطر الغربي من المدينة, دون ان يشمل الاقتراح اي حديث عن قضية السيادة على الحرم القدسي الشريف.
وتواصلت مفاوضات طابا أمس على مسارين: لجنة تبحث القدس والأمن وأخرى تبحث قضية اللاجئين وهذه الأخيرة تضم وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث إلى جانب وزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين. وعمدت الحكومة الإسرائيلية إلى برمجة حملة إعلامية مرافقة للمفاوضات تضمنت ما يصدر عن مكتب رئيس الوزراء المستقيل ايهود باراك وتسريبات المفاوضين الإسرائيليين.
قوام هذه الحملة إشاعة التفاؤل بنتائج المفاوضات بالتزامن مع التأكيد على رفض عودة اللاجئين والتخلي عن الحرم القدسي لغايات انتخابية على ما يبدو.
فقد أكد وزير السياحة الإسرائيلي رئيس الأركان السابق أمنون شاحاك في تصريح لوكالة فرانس برس ان المفاوضات تجري وسط أجواء "جدية للغاية"، مضيفا ان القضايا تبحث "في العمق".
واجاب شاحاك (بالطبع) ردا على سؤال عما إذا كان يأمل شيئا من المفاوضات. وبدوره, اكد الوزير يوسي بيلين ان المفاوضات تتسم بـ "الجدية". وكان المفاوضان يتحدثان لدى انفضاض اجتماعات اللجان.
وأصدر مكتب ايهود باراك بيانا قال فيه أن "الطرفين سيحاولان صياغة اتفاق حول مشاكل اللاجئين الفلسطينيين مع الأخذ في الاعتبار الموقف الإسرائيلي القائل بأنه لن يكون هناك أي حق بالعودة إلى إسرائيل".
كما نقلت صحيفة (هآرتس) عن مقرب من باراك قوله أن "اسرائيل لن تبدي مرونة في مفاوضات طابا" ملوحة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بفزاعة ارييل شارون واحتمال فوزه في الانتخابات برئاسة الوزراء فبراير المقبل.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي للصحفيين بدوره أن "الفجوات ما زالت قائمة" ولكنه لم يستبعد الوصول لاتفاق. واضاف "ان الذي يتابع هذه المفاوضات خلال السنوات السبع الماضية يعلم ان الفلسطينيين لم يتوصلوا إلى قرارات أو نتائج إلا في اللحظة الأخيرة وفي هذه المرة.. اللحظة الأخيرة هي قبل الانتخابات مباشرة".
وقال بيان باراك ان "رئيس الوفد المفاوض شلومو بن عامي يوضح ان المفاوضات الرامية لإيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين تجرى على أساس الموقف الإسرائيلي بأنه لن يكون هناك حق للعودة إلى إسرائيل".
ورغم الحذر الذي يبديه المفاوضون الإسرائيليون في تصريحاتهم الا ان وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه قال لرويترز ان الجو الذي يسود المفاوضات ليس سلبيا وان المحادثات بشأن اللاجئين والارض بما فيها القدس تجري بطريقة (جدية ومفصلة جدا).
واضاف الوزير الفلسطيني انه إذا استمر هذا الجو إلى نهاية الاسبوع الجاري فربما تكون هناك مفاجأة سارة. لكنه قال إن هذا لا يعني أن الجانبين اتفقا بشأن أي من هذه القضايا وانما تمضي المفاوضات بطريقة جدية ومتعمقة.
وقال مصدر فلسطيني قريب من المفاوضات "نواجه صعوبات كبيرة". واضاف "اذا لم نحرز تقدما حقيقيا في الايام القليلة المقبلة فسنعيد الكرة من جديد".
عرفات في الرياض
في هذه الأثناء توجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى المملكة العربية السعودية في زيارة تستمر يوما واحدا يطلع خلالها الملك فهد وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز على اخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، كما افاد مصدر فلسطيني مسؤول.
وكان نبيل ابو ردينة مستشار عرفات صرح لوكالة فرانس برس امس الاثنين ان الرئيس الفلسطيني سيتوجه الى الرياض للقاء العاهل السعودي الملك فهد وولى العهد السعودي الامير عبد الله لاطلاعهما على اخر تطورات عملية السلام في الشرق الاوسط "، موضحا "ان الرئيس عرفات سيضع القادة السعوديين ايضا في صورة الأوضاع الصعبة والعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني منذ أربعة اشهر".--(البوابة)