يدخل حوالي 24% من سكان الشرق الأوسط إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وربما كانت الشريحة الأكبر من المستخدمين العرب لتلك الشبكات تميل إلى صالح السعوديين الذي يصل عدد المستخدمين للإنترنت بينهم إلى 14 مليون، أي حوالي 53% من مجموع السكان في المملكة.
كما يتصدر السعوديون قائمة المستخدمين الأنشط لموقع يوتيوب، حيث لا يكتفون بمتابعة الفيديوهات الجاهزة على الموقع، وإنما يقومون بأنفسهم بإنتاج برامج ساخرة يجدون من خلالها منفذاً للتعبير عن آرائهم وأفكارهم في بلد محافظ تكثر فيه المحظورات.
وربما قاد هذا التفاعل السعودي الكبير مع موقع اليوتيوب إلى الخروج بفيديوهات بعضها صادم للغاية بالنسبة لمجتمع اعتاد الانغلاق على ذاته والحفاظ على خصوصيته.
فقد كسر السعوديون صمتهم، وبدأوا بنشر فيديوهات واقعية، تصوّر بعض الممارسات التي تخرج عن الصورة التقليدية المُحافظة، منها فيديوهات تكشف حالات تحرّش بأطفال، وضرب مواطنين سعوديين لعُمّال وافدين، وبعض الممارسات العنيفة للشرطة، وحتّى بعض التجارب الإنسانية المؤثّرة.
بعض هذه الفيديوهات، ساهمت في كشف جرائم وتقديم المتهمين فيها للمحاكمة، والبعض الآخر عمل على لم شمل عائلات.
لكن الأهم، أن هذه الفيديوهات كسر الكثير من المُحرّمات وتجاوزت الخطوط الحُمر المُعتادة في السعودية، وساعدت على مواجهة واقع بعيد عن المثالية التي أصرّ الإعلام السعودي الرسمي على رسمها لعقود.