ترك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (الذي توفي مؤخراً بعد غرقه في غيبوبة عميقة استمرّت ثمانية سنوات) ميراثاً عميقاً من الكراهية لشخصيته بين عامّة العرب، نظراً للدموية التي ارتبط بها تاريخه.
في الوقت ذاته، لم يكن الرّجل الذي تولى مناصب رفيعة للغاية في دولته يحظى بشعبية عالية بين المسؤولين العرب، فمواقفه من السلام كانت صعبة ومتحجرة، مما جعله يبدو للأغلبية شريكا غير مناسب لتحقيق أي تقدّم في أية مفاوضات.
من جهة ثانية، حظي شارون بشعبية كبيرة في أوساط المعسكر الإسرائيلي، الذي اعتبره بطل حرب، نظراً لدوره في رمضان/أكتوبر التي قامت بين العرب وإسرائيل عام 1973.
لم يكن مُستغرباً الرثاء الحار لأرئيل شارون في وسائل الإعلام الإسرائيلية عقب إعلان وفاته، أما الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز فقد ألقى بياناً رثى به شارون بالقول: "أرئيل كان جندياً شجاعاً وقائداً جسوراً، أحب أمّته وكذلك بادلته هذه الأمّة الحُب. لقد كان أحد أعظم حُماة إسرائيل ومن أهم مهندسيها، ولم يعرف الخوف أبداً".
عمل شارون على سحب قواته من غزّة، ولكن الأمر انتهى به بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، كما حمّلته "لجنة كاهان" المسؤولية الشخصية عن مذبحة صبرا وشاتيلا التي حدثت عام 1982 وذهب ضحيتها حوالي 3500 مدني فلسطيني قُتلوا على يد المسلحين اللبنانيين المدعومين بالقوات الإسرائيلية.
لذا، لم يكن من المُستغرب رؤية الفلسطينيين يوزعون الحلوى في الشوارع بعد إعلان نبأ وفاة من عذّبهم وقتل منهم الألوف.
نعرض في عرضنا التصويري هذا، رأي عدد من المسؤولين الشرق أوسطيين في أرئيل شارون، قبل وفاته في 2014/01/11.