يعتبر فيلم "The Batman" من أروع الأفلام التي أنتجت من سلسلة "باتمان"، فقد كان هناك دائما شيء مفقود؛ إذ إن فيلم "باتمان" الذي أصدر عام 1966 كانت أحداثه مبالغًا بها بحيث لا يمكن أخذه على محمل الجد.
وقد حولت أفلام تيم بيرتون شخصية "باتمان" إلى شخصية داعمة، حتى ثلاثية "Dark Knight" التي أشاد بها كريستوفر نولان كانت تدور حول شخصية " بروس واين" أولاً وقبل كل شيء، حيث يشعر "باتمان" أنه عبارة عن زي يرتديه بدلاً من شخصية حقيقة في الفيلم. وفي كل منهم، كان هناك صبي يتغلب على الموت المأساوي لوالديه من خلال أن يصبح.
وقد صرَّح الممثل روبرت باتينسون، الذي يلعب دور البطولة في الفيلم الجديد، لموقع "عرب نيوز": "منذ المرة الأولى التي قرأت فيها النص، كان من الواضح أن هذا خروجًا جذريًا عن الطريقة التقليدية التي يتم بها تصوير بروس واين وباتمان".
لمحات عن فيلم The Batman
وهنا نعرض أبزر ما يميز الفيلم الجديد في سطور قليلة:
- الفيلم الأخير الذي طال انتظاره للكاتب والمخرج مات ريفز ليس قصة منشأ أخرى، بل تتبع لقصة باتمان بعد عام من رحلته باعتباره الرجل المقنع، وبينما أصبح فارس جوثام المظلم، فهو لم يعالج الصدمات التي تعرض لها في شبابه متناسيًا كيف يتعامل بشخصيته كـ"بروس"، فهو يرى أن أصدق وجه له هو تنكره كـ"باتمان".
- يتم تصوير بروس على أنه شخصية مستهترة في المجتمع، تتحكم فيه شخصياته الثلاث المختلفة، فهو يمثل الشخصية السخيفة في مجتمعه، والشخصية الجادة في منزله بينما يشاهد الأفلام القديمة، بالإضافة إلى شخصيته كـ"باتمان".
ويشرح باتينسون أن الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها البقاء على قيد الحياة هي خلق هذه الأنا المتغيرة التي يريد أن يعيش فيها أكثر فأكثر، وقال: "أعتقد أنه لا يمتلك قدر هائل من السيطرة على ما يحدث له عندما يرتدي تلك البدلة. إنه يعتقد بصدق أنه شخص آخر عندما يرتديها، وهو مدمن عليها.. ويبدو الأمر كما لو أنه يخشى الكشف عن هويته أكثر من خوفه من الموت. وبالنسبة له، فإن الأمر يكاد يكون أسوأ من الموت".
- وما يميز هذا الفيلم عن غيره من الأفلام السابقة أن تلك الأفلام كان تركيزها منصبًا على الأشرار أكثر منه حول حياة الأبطال بدافع الضرورة الدرامية؛ لذلك لم يكن هناك مجالًا لتتطور شخصية "باتمان"، لكن في "The Batman" كان التركيز حوله ما أدى في النهاية إلى أفضل نسخة من هذا البطل.
يقول ريفز: "لقد رأيت الكثير من القصص الأصلية، لذلك لم أرد عمل قصة للمنشأ. أريد أن أدخل حياة باتمان في مرحلة شبابه، أردت أن أضعه على طول قوس من الصيرورة. هذا هو الرجل الذي لديه مجال للتحسين، فيمكنه أن يصبح أفضل. أردت أن آخذ باتمان هذا وأجعله يحل لغزًا، وهو أمر لن يكون حكاية أصل، لكنه يشير إلى أصوله ويهزه حتى جوهره ".
- الفيلم ليس قصة أصل "باتمان"، إلا أنه يُظهر كيف نشأت مجموعة من الشخصيات التي أحاطت به ليكونوا من هم، مثل: "البطريق"، و"المرأة القطة"، و"ريدلر"؛ فكل واحد منهم متأصل أكثر من أي وقت مضى، دون التركيز على شرهم أو التلميح إلى القوة الخارقة للطبيعة التي عثر عليها في التكرارات السابقة.
- الشيء الرائع في الفيلم هو فكرة أن جميع الشخصيات بشر، وموجودون في المدينة على غرار مدينة نيويورك في عام 1939. إنه شيء قائم على أسس، ولديهم عيوبهم ونقاط قوتهم.
- السيناريو ورؤية مات هو أنه محاولته صناعة "باتمان" حديث يناسب الوقت الحالي مع تكريم تاريخ الامتياز الذي بدأ في عام 1939، ويضفي على هذا الفيلم صلة بجوثام في القرن الحادي والعشرين، ورغم حداثته إلَّا أنه مبني على أصول الشخصيات، والتي تدور حول الغموض والعمل البوليسي وكل تلك الأشياء الجيدة.
- بالنسبة للممثلين، كان من أكبر التحديات هو محو من عقل المشاهد شخصية أبطال العمل السابقين والذين مثلت أدوارهم أيقونة في عالم السينما.
