يعتبر الكثيرون منصة خدمة البث الافتراضية "نيتفلكس" Netflix مرادفًا للتلفزيون، وقد خصصت ملايين الدولارات لإنتاج الأفلام السنمائية الأصلية، فهي تحتوي على سلسلة كاملة ترفيهية للأطفال وأفلام سينمائية ذات أفكار وأبعاد معقدة.
وبشكل عام، أصبحت "نيتفلكس" Netflix منتجًا موثوقًا للعديد من الأفلام الرائعة كل عام، والتي تتنافس بعضها على أهم الجوائز السينمائية، لكن في أحيان أخرى، تكون رائعة لأسباب لا علاقة لها بالمكانة التي يجلبها حفل توزيع جوائز الأوسكار معها.
وهنا نعرض أهم إنتاجات "نيتفلكس" من الأفلام الأصلية:
قلة من الكوميديين يمتلكون المهارة الفنية التي يتمتع بها الممثل الكوميدي الأمريكي بورنهام، الذي صور الفيلم كاملًا بمفدره أثناء تواجده في منزله وتحديدًا بيت الضيافة أثناء فترة إنغلاقات كورونا.
ويتميَّز الفيلم بأغانيه المتنوعة والفكاهة الانعكاسية الذاتية التي اشتهر بها بورنهام ، لكنه أيضًا فحص واكتشاف لتأثير بقاء الفرد لوحده على دماغه وصحته العقلية.
الفيلم مضحك بشكل مؤلم، لكن في بعض الأحيان، يسلط الضوء على الألم بقدر ما المضحك.
يتحدث الفيلم حول التنقيب عن الماضي والسماح له بإبلاغ الحاضر، إذ يعتبر عمل إنساني حفي عن الجزء الصغير الذي يمتلكه الأفراد في رقعة التاريخ الهائلة، وعن جمال وألم الحياة
وتدور قصته حول أرملة ثرية، تجسد دورها الممثلة "كاري موليجان"، تمتلك أرضًا؛ فتستأجر عالم آثار هاوٍ ، يلعب دوره النجم رالف فينيس، من أجل حفر أكوام التراب في ممتلكاتها، فيتوصل لاكتشاف تاريخي، حينها يظهر سؤال عن تأثير أصداء ماضي بريطانيا في مواجهة مستقبلها غير المؤكد.
ورغم أن الفيلم يدور ظاهريًا حول علم الآثار، إلا أن وضعه وقولبته في الثلاثينيات من القرن الماضي يحوله إلى تصوير مثير للانتباه لإنجلترا مع اقتراب اندلاع الحرب العالمية الثانية.
يعتبر مارتن سكورسيزي أحد أعظم المخرجين في العالم، وبعد انقطاع عن عالم الجريمة والمافيا، قرر إخراج هذه التحفة الفنية المستوحاة من كتاب "سمعتم أنكم تطلون المنازل" للكاتب تشارلز براندت.
ورغم أن الفيلم يدور حول رجل عصابات، يلعبه روبرت دي نيرو، يكرس حياته للجريمة المنظمة، إلَّا أنه في الحقيقة يتحدث عن خواء تلك الحياة.
يتميز الفيلم بمنعطفات دعم رائعة من جو بيسكي وآل باتشينو، وتشعر كأنه يتويج لأفلام العصابات التي كانت حجر الزاوية في مسيرة سكورسيزي، فإذا كان فيلم Goodfellas يدور حول المطاردة، فإن The Irishman يدور حول الحطام الذي يتركه الركوب وراءه.
هناك الكثير من الأفلام المظلمة والمفجعة في هذه القائمة، لكن قد يكون فيلم Private Life الأكثر تدميراً، فهو فيلم قصير وحميمي يتمحور حول ألم الرغبة في إنجاب طفل.
يتتبع الفيلم حياة بول جياماتي وكاثرين هان كزوجين من نيويورك يحاولان إنجاب طفل، وبعد محاولات عديدة ومكلفة لإجراء عمليات التلقيح الصناعي، قررا اللجوء لأم بديلة حتى وهم يتقتلان للحفاظ على زواجهما من الانهيار.
الأمر المثير للسخرية في هذا الفيلم هو اسم، إذ تبدأ قصته بالطلاق كما يسرد المعارك القانونية الفوضوية التي تحدث عندما يقرر شخصان التوقف عن مشاركة حياتهما.
يلعب النجمان آدم درايفر وسكارليت جوهانسون دور زوجين في طريقهما للطلاق، حيث يتتبع الفيلم انفصالهما لأنه يصبح أكثر وأكثر حدة. وعلى الرغم من أنهما يتصارعان مع بعضهما البعض، فإن المخرج نزاه بومباخ يحرص على أن تظل كلتا الشخصيتين متعاطفتين وإنسانيتين، فهم ليسا وحوشًا في حالة حرب، بل أشخاص يحاولون إعادة توجيه حياتهم في أعقاب علاقة وصلت إلى نهايتها.
يروي فيلم Mudbound قصة عائلتين متراميتي الأطراف، الأولى من ذوي البشرة البيضاء والأخرى من ذو البشرة السوداء، تحاولان العمل والعيش معًا في ريف ميسيسيبي في وقت قريب من الحرب العالمية الثانية. يأخذ الفيلم وجهات نظر متعددة ولا يتزعزع بشأن العنصرية التي كانت شائعة جدًا في الجنوب في ذلك الوقت.
الفيلم من الصعب مشاهدته إلَّا أنه يستحق ذلك، فهو تذكير بكل الأشياء الجيدة التي يستطيع البشر القيام بها، وجميع الاستياء الصغير الذي غالبًا ما يقف في طريق الآداب العامة.
تعتبر أحداث الفيلم خفيفة الظل وغير جدية على الإطلاق فهو يصور جمال وإحباطات حب المراهقة، فهو يدور حول فتاة انطوائية تبعث رسائل حب سرية إلى معجبيها الخمسة، لتجد "لارا جين" أنّ حياتها المدرسيّة الهادئة قد انقلبت رأسًا على عقب.
وما يجعل الفيلم رائعًا هو أنه كوميدي رومانسي يصلح للمراهقين إذ ينطوي على رسالة مفادها أن يسمحوا لأنفسهم بالانفتاح وإظهار ضعفهم، حتى وإن كان ذلك يعني أن تتأذى.

