27 سبتمبر يوم تجاوز موارد الأرض: الإنسانية استنفدت ميزانية الطبيعة من الموارد لهذا العام

أشارت منظمة أبحاث دولية من خلال بياناتها الصادرة بأن الإنسان قد تجاوز اليوم ما توفره له الطبيعة في عام واحد، حيث أصبح يستهلك من المخزونات الطبيعية للأرض. وبطريقة مشابهة لكشف الحساب البنكي، فإن شبكة البصمة العالمية قامت بحساب الطلب البشري على الموارد الطبيعية (مثل توفير المواد الغذائية، وإنتاج المواد الخام وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون) مقابل قدرة الطبيعة على تجديد تلك الموارد واستيعاب النفايات. وأظهرت المقارنة والحسابات أن الانفاق والطلب على الموارد البيئية قد تجاوز ما يوفره الكوكب من موارد خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2011.
وسيستمر عجزنا البيئي لبقية السنة، من خلال استنزاف الموارد وتراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ويضيف هنا رئيس شبكة البصمة العالمية "يشكل هذا مثل إنفاق راتبك السنوي قبل ثلاثة أشهر من نهاية السنة، مما يضطرك إلى تناول الطعام لبقية العام من مدخراتك. وقريباً جداً ستنفد هذه المدخرات".
وبالعودة إلى التاريخ البشري، فقد استغلت الانسانية الخدمات الطبيعية لبناء المدن والطرق وتوفير الغذاء وصناعة المنتجات وامتصاص ثاني أكسيد الكربون الناتج عن أنشطتها بمعدل ضمن حدود قدرة الطبيعة على تجديدها. ولكن، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، تجاوزت البشرية ولأول مرة العتبة الحرجة، وبدأ طلبها على الموارد يفوق قدرة الطبيعة على تجديدها، وهي ما تعرف باسم (تجاوز الحد) أو (الدين البيئي) أو (العجز الأرضي).
الحسابات الأولية لشبكة البصمة العالمية لعام 2011 أشارت إلى أننا الآن نستخدم الموارد بمعدل بين 1.2 و1.5 كوكب لاستدامة حياتنا. وتظهر أبحاثنا لنا أنه اذا استمرينا على هذا الطريق، فإننا بحاجة إلى موارد كوكبين في السنة لاستدامة حياتنا قبل منتصف هذا القرن.
ورغم ذلك، فإنه من الممكن تحويل الموجة. وتعمل شبكة البصمة العالمية وشركائها مثل مجموعة عمل الإمارات للبيئة، مع المنظمات والأفراد والحكومات في مختلف أنحاء العالم لاتخاذ القرارات التي تتماشى مع الواقع البيئي. هذه القرارات التي يمكن أن تساعد في سد الفجوة في الميزانية البيئية والتي ستؤدي إلى مستقبل مزدهر في مواجهة التحديات والتغيرات في الموارد.
وقد تم تشكيل مهمة مجموعة عمل الإمارات للبيئة للمساعدة في زيادة حماية البيئة وكوكب الأرض، من خلال وسائل التعليم والعمل المجتمعي. وتنظم المجموعة عدداً من الحملات الناجحة والعديد من الفعاليات التي تساعد بشكل مباشر للحد من الدين البيئي الذي يتزايد عاماً بعد عام. ويسهم كل المشاركين والمتطوعين الذين يشاركون في حملات المجموعة على تخفيف عبء الجنس البشري على هذا الكوكب، ويمكن لنا معا أن نصنع الفرق!
وتشكل حملات مجموعة عمل الإمارات للبيئة لإعادة التدوير مساهماً رئيسياً في عكس هذا الدين في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمكن للجميع المشاركة من خلال جمع وإعادة تدوير المواد القابلة لإعادة التدوير! وتعمل مجموعة عمل الإمارات للبيئة على تحويل آلاف الأطنان من المواد بعيداً عن مكبات النفايات وتوفر لهم فرصة جديدة للحياة كمنتج معاد تدويره. كما تعمل هذه الخطوة على الحفاظ على الموارد الطبيعية والموائل الثمينة المتبقية.
فوائد إعادة التدوير لا حصر لها، مع الفوائد الاجتماعية والاقتصادية إلى جانب الفوائد البيئية. إن إعادة تدوير علبة واحدة من الألمنيوم توفر ما يكفي من الطاقة لتشغيل جهاز تلفزيون لمدة 3 ساعات، وتحتاج عملية تصنيع الورق من المواد المعاد تدويرها إلى 60٪ طاقة أقل لانتاج نفس كمية الورق من الأخشاب، بالإضافة إلى أن تدوير طن واحد من الورق يحافظ على نحو 17 شجرة من القطع، مع توفيره لما لا يقل عن 30 ألف لتر من الماء ونحو 3000-4000 كيلووات ساعة من الكهرباء. هناك الكثير من الحقائق والأرقام، ولكن في نهاية المطاف فإن إعادة التدوير توفر الموارد والطاقة، وتقلل من البصمة الكربونية والبيئية لدينا، وتمنع اهدار المواد الثمينة في مكبات النفايات في حين ندمر الموائل لتصنيع المزيد من السلع.
وتكرس مجموعة عمل الإمارات للبيئة جهودها لزيادة إعادة التدوير وحماية البيئة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، وذلك عن طريق تنظيم العديد من الحملات والبرامج والأنشطة على مدار العام لرفع الوعي والتفاني في المجتمع بقطاعاته المختلفة.
ولاستكمال جهود إعادة التدوير التي تقوم بها، فإن مجموعة عمل الإمارات للبيئة تدعم أيضاً الحملة العالمية "ازرع من أجل الكوكب"، وذلك من خلال حملتها "المليون شجرة". هذه الحملة الإيجابية والتفاعلية هي أحد الحملات المفضلة في الدولة، والتي أدت إلى غرس أكثر من 2 مليون شجرة محلية في جميع مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة.
هذه النباتات الخضراء الاضافية لها الكثير من الفوائد، فهي تزيد من المناطق الطبيعية داخل الدولة، والتي بدورها تشكل موائل لأنواع مختلفة من الحياة الفطرية. ويساعد هذا على زيادة التنوع الحيوي والحفاظ على صحة البيئة واستقرارها. بالإضافة إلى ذلك، فإن المدهش أن هذه الأشجار تساعد فعلاً على تنظيم إمدادات المياه العذبة، عن طريق الحد من الجريان السطحي، وحفظ المياه القادمة من الأمطار القليلة التي تسقط في دولة الإمارات داخل التربة.
وتعمل الأشجار أيضاً على امتصاص ثاني أكسيد الكربون واطلاق الأكسجين، والتي لن تشكل على نطاق صغير حلاً للغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، ولكن عندما تجتمع كل مشاريع زراعة الأشجار الأخرى في جميع أنحاء العالم، فإن هذه الجهود تحدث فعلاً الفرق لكوكب الأرض.
وتعمل منظمات مثل شبكة البصمة العالمية على مساعدتنا لرؤية وفهم عواقب تصرفاتنا. ويقوم مؤيدوها والجماعات البيئية المستقلة مثل مجموعة عمل الإمارات للبيئة على مشاركة الجهود والعمل في مختلف الدول على الأرض.
يمكنك أن تساعد على خفض الدين البيئي للأرض من خلال المشاركة في برامج وحملات مجموعة عمل الإمارات للبيئة. سواء كانت إعادة التدوير أو غرس الأشجار أو المشاركة في البرامج التعليمية أو حضور المحاضرات المجتمعية، والتي تم تصميمها لتستمع بها.
خلفية عامة
مجموعة الإمارات للبيئة
مجموعة الإمارات للبيئة هي مجموعة مهنية مكرسة لحماية البيئة من خلال وسائل التعليم، وبرامج العمل، وإشراك المجتمع المحلي. أنشئت المجموعة في عام 1991، وتدعمها الوكالات المحلية والحكومية المعنية، وهذه هي المنظمة الوحيدة من نوعها في دولة الإمارات التي تتمتع بمركز معتمد لدى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ومجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب).