وزارة الاقتصاد في الامارات تطلق برنامج أتمتة المركز الدولي لبراءات الاختراع

بحضور ومشاركة معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، أطلقت وزارة الاقتصاد اليوم خلال فعالية موسعة في إطار مبادراتها لشهر الإمارات للابتكار 2018، البرنامج الإلكتروني لأتمتة المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع في الدولة، الذي تم تطويره بالتعاون مع المكتب الكوري للملكية الفكرية (الكيبو)، وبدعم من الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات.
حضر الفعالية معالي سارة الأميري وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، ومعالي سيف الهاجري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي. كما حضرها سعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، وسعادة الدكتور محمد المعلا وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي. فيما حضرها من الجانب الكوري سعادة ينمو سونغ مفوض المكتب الكوري للملكية الفكرية، وعدد من مسؤولي وموظفي المكتب.
وشارك في الفعالية أيضاً سعادة الدكتور علي إبراهيم الحوسني، الوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية بوزارة الاقتصاد، وسعادة حميد بن بطي المهيري الوكيل المساعد لقطاع الشؤون التجارية بالوزارة، وسعادة عبد الله الفن، وكيل مساعد بوزارة الاقتصاد، وسعادة يوسف الرفاعي الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة، وخلفان السويدي، مدير المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع بالوزارة، وعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية المعنية، إلى جانب مجموعة من رواد الأعمال وطلبة الجامعات المتدربين في مجال براءات الاختراع.
وأكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري في كلمة افتتاح حفل إطلاق برنامج أتمتة المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع، الذي تشرف عليه وزارة الاقتصاد، أن المركز منذ تدشينه في أكتوبر من عام 2016 مثل نقلة نوعية في منظومة الملكية الفكرية بالدولة، وأثبت أهميته في التأسيس لبيئة أكثر تحفيزاً للمبتكرين وأكثر تشجيعاً على الإبداع والاختراع.
وأثنى معاليه على جهود التعاون بين وزارة الاقتصاد ومختلف شركائها من الجهات الحكومية والأكاديمية والقطاع الخاص داخل الدولة، وكذلك مع الشركاء الخارجيين، وفي مقدمتهم المكتب الكوري للملكية الفكرية، لمساهماتهم في تطوير البيئة التشريعية والمؤسسية للملكية الفكرية في دولة الإمارات.
وأوضح معالي الوزير المنصوري القيادة الرشيدة لدولة الإمارات أولت اهتماماً كبيراً للنهوض بقطاع الملكية الفكرية لأنه يعنى بأفكار الإنسان وملكاته الإبداعية، ويدفع المسيرة نحو تحقيق مكانة مرموقة للإمارات كمركز عالمي للابتكار، انسجاماً مع رؤية الإمارات 2021، مشيراً إلى أن الدولة قطعت خطوات كبيرة في تطوير هذا القطاع فكانت من أوائل الدول الموقعة على اتفاقيات المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وتبنت سياسات وتشريعات داعمة لحماية حقوق الملكية الفكرية.
وتابع معاليه بأن وزارة الاقتصاد عملت منذ تأسيس المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع على تبني أفضل الممارسات والاستفادة من أفضل الخبرات الدولية لتطوير بنيته التحتية والإلكترونية وفق خطة استراتيجية ترمي إلى الارتقاء بدوره في رفع قدرات الملكية الفكرية والابتكار، ليس على المستوى الوطني فحسب، بل على المستويين الإقليمي والعالمي أيضاً، مشيراً إلى أن إطلاق النظام الجديد لبرنامج أتمتة المركز اليوم يمثل خطوة إضافية قيمة في هذا المسار التنموي المهم.
وأكد معاليه أن الوزارة ستمضي في دعم المركز ليكون نواة فاعلة لبناء مستقبل واعد بمزيد من الإبداع والمعرفة والتقدم للطاقات البشرية المواطنة، ومحفزاً لها على مزيد من الابتكار والاختراع لتحويل الأفكار الخلاقة إلى منتجات وخدمات وتقنيات تعود بالازدهار على دولة الإمارات، كما أنها ستعزز دوره في تشجيع الشباب على فهم تطبيقات الملكية الفكرية والمشاركة فيها بفاعلية، بحيث يمثل المركز رافداً مهماً لمناخ الابتكار ومعززاً للاقتصاد وبيئة الأعمال والتنوع الاقتصادي والاستدامة والتنافسية في مختلف القطاعات الحيوية.
من جانبه، قال سعادة ينمو سونغ مفوض المكتب الكوري للملكية الفكرية (الكيبو) إن العالم يمر الآن بتحول نموذجي في الأعمال التجارية مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي، وإن الأفكار الجديدة يجري توظيفها تجارياً بسرعة باستخدام التقنيات الحديثة، الأمر الذي يجعل الملكية الفكرية أكثر أهمية من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن كوريا وضعت سياسات وتشريعات راسخة للملكية الفكرية لتكون أحد محركات التنمية فيها، وتابعت تطورها لتصبح واحدة من أكبر خمس دول رائدة في هذا القطاع.
ولفت سعادته إلى أن دولة الإمارات طورت نظاماً لإدارة الملكية الفكرية على مستوى عالمي من خلال التعاون مع كوريا في مجال الفحص الموضوعي لبراءات الاختراع وأتمتة نظام الملكية الصناعية، مثنياً على هذا النموذج الثنائي الرائد للتعاون الذي يعمل على ترسيخ أفضل الممارسات ورفع تنافسية الإمارات في تطبيقات الملكية الفكرية.
وأوضح سونغ أن كوريا طورت أول نظام آلي للملكية الفكرية على الإنترنت في العالم وفق عمليات إدارية محوسبة نجحت في خلق بيئة أكثر سرعة وسهولة لفحص طلبات براءات الاختراع، مشيراً إلى أن برنامج أتمتة المركز الدولي لبراءات الاختراع في دولة الإمارات يحتوي تماماً على المعرفة والخبرة الكورية في هذا المجال، وأن بيانات الملكية الفكرية المتراكمة في هذا النظام ستعزز الابتكار التكنولوجي والإنتاجية في الصناعات، وستمثل أساساً مهماً لتنويع الاقتصاد وإيجاد محركات جديدة للنمو.
وتضمن الحفل عدداً من الفقرات والعروض التقديمية، من أبرزها فيلم تعريفي لوزارة الاقتصاد حول محطات التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا في مجال الملكية الفكرية استعرض أبرز مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة بينهما وما نتج عنها من تنمية للبنى التحتية والمؤسسية والخطط الاستراتيجية لأنظمة الملكية الفكرية في الدولة وتأسيس وتطوير المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع وتزويده بالنظام الإلكتروني الجديد الذي تم إطلاقه خلال الحفل.
وقدم الكيبو فيلماً وعرضاً تقديمياً حول المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع التابع لوزارة الاقتصاد ومشروع برنامج أتمتة أنظمة المركز الذي يتيح للجمهور الاستفادة من خدماته عبر موقع إلكتروني تفاعلي وتطبيق ذكي متطورين لاستقبال ومعالجة طلبات البراءات، بحيث يسهم في تحسين كفاءة ودقة إدارة الملكية الفكرية في الدولة وتسريع وتيرة معالجة ومنح البراءات، ويدعم الأعمال الريادية والمبتكرة وأنشطة البحث العلمي، الأمر الذي يصب في تحقيق مستهدفات رؤية الإمارات 2021 في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، ويرفع تصنيف الدولة على مؤشر الابتكار العالمي.
إلى ذلك، ألقت دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي عرضاً تقديمياً حول مبادرة منصة رواد الابتكار والتكنولوجيا TIP التي تم تنفيذها بالتعاون بين الدائرة ووزارة الاقتصاد، باعتبارها أول منصة متكاملة للابتكار في المنطقة حيث يتم التفاعل فيها من خلال التحديات في القطاعات المستهدفة مع المخترعين والجامعات ومراكز الابتكار وحاضنات الأعمال والشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة والجهات التمويلية في مجال التكنولوجيا، مع إلقاء الضوء على إحدى منصاتها التخصصية في مجال الرعاية الصحية.
كما تم تقديم جلسة تدريبية موجهة لطلاب الجامعات حول كيفية الاستفادة من النظام الجديد لأتمتة المركز الدولي لبراءات الاختراع، والخطوات التي يتم من خلالها تقديم طلب براءة اختراع وفهم المحتوى التقني والأبعاد التنموية لتطبيقات الملكية الصناعية، ومن أهمها براءات الاختراع والنماذج والرسوم الصناعية وغيرها.
وتعليقاً على إطلاق مشروع برنامج أتمتة المركز، قال سعادة سعيد السويدي المدير العام للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات بالإنابة: "ينبع اهتمامنا بهذا المشروع من أهميته الاستراتيجية، وارتباطه بالتوجهات العليا للقيادة الرشيدة التي تشجع على استشراف المستقبل وتحقيق التنمية القائمة على المعرفة. وقد قمنا بتمويل هذا المشروع من خلال صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الذراع المالية للهيئة إيماناً منا بأهمية دعم الابتكار والإبداع لتحقيق الاستفادة المثلى من الحلول التقنية والذكية".
وأضاف السويدي أن إطلاق النظام الجديد خطوة بالغة الأهمية نحو تحقيق أعلى درجات حماية حقوق الملكية الفكرية، وبالتالي التشجيع على الابتكار تعزيز مكانة دولة الإمارات على مؤشرات التنافسية العالمية كبيئة جاذبة للاستثمارات والشركات العالمية التي تعنى بموضوع البحث العلمي والتطوير التكنولوجي".
مذكرات تفاهم مستقبلية مع كوريا في لتطوير عمل المركز خلال المرحلة المقبلة
وفي اجتماع ثنائي على هامش الفعالية، بحثت وزارة الاقتصاد مع المكتب الكوري للملكية الفكرية (الكيبو) خطوات التعاون الثنائي ومراحل التنسيق المستقبلية بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا من خلال التطويرات المرتقبة على أنظمة المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع.
ترأس الاجتماع من الجانب الإماراتي سعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، بحضور سعادة الدكتور علي الحوسني الوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية بالوزارة، وخلفان السويدي مدير المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع. فيما ترأسه عن الجانب الكوري سعادة ينمو سونغ مفوض المكتب الكوري، بحضور عدد من مسؤولي وموظفي المكتب.
وأشاد سعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي بجهود التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا ممثلتين بوزارة الاقتصاد والكيبو لتطوير المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع، مشيراً إلى أن الكيبو يعد الداعم الرئيسي للمركز، كما توجه سعادته بالشكر إلى هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التابع لها على دورهم المحوري في دعم وتمويل مشروع برنامج أتمتة المركز.
وقال سعادته إن إنشاء وتشغيل المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع يمثل محطة مفصلية لترسيخ ثقافة الابتكار في الدولة، وأن وزارة الاقتصاد تبنت خطة خمسية للأعوام 2017 – 2021 لتطوير الهيكل التنظيمي والبرامج التدريبية للمركز، وتعمل بالتعاون مع الكيبو على الارتقاء بدوره ليتم تعيينه بصفة إدارة للبحث الدولي وإدارة للفحص التمهيدي الدولي في إطار معاهدة التعاون بشأن البراءات تحت مظلة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو).
وأوضح الشحي أن المركز يوفر دعماً للجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم لبناء القدرات المواطنة وتعزيز البحث العلمي وأنشطة الاختراع في الدولة ولا سيما بين فئة الطلاب ومراكز الابتكار، موضحاً أن الوزارة والكيبو سيواصلان التعاون والتنسيق خلال المرحلة المقبلة، حيث تم الاتفاق على توقيع مذكرتي تفاهم خلال المرحلة القريبة المقبلة، تركز الأولى على التعاون في إنشاء إدارة متقدمة للبراءات في دولة الإمارات، فيما تعزز المذكرة الثانية الجهود المشتركة للطرفين في تطوير العمليات التشغيلية وجوانب والصيانة الخاصة بالمركز، مشيراً إلى أهمية هاتين المذكرتين في تعزيز الشراكة بين البلدين في مجالات الملكية الفكرية. وقد وقع سعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وسعادة ينمو سونغ على محضر الاجتماع الثنائي خلال فعالية إطلاق البرنامج.
خلفية عامة
وزارة الاقتصاد الإمارات العربية المتحدة
دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت واحدة من الأسواق في العالم الأكثر حيوية و وزارة الاقتصاد تعمل على خلق اقتصاد معرفي تنافسي ومتنوع بكفاءات وطنية، مهمتها سن وتحديث التشريعات المنظمة والمشجعة لبيئة الأعمال الاقتصادية وتنمية الصناعات والصادرات الوطنية وتقديم الخدمات وتشجيع الاستثمار وتنظيم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة و حماية حقوق المستهلك والملكية الفكرية و تنويع الأنشطة التجارية بقيادة كفاءات وطنية ووفقاً لمعايير الإبداع والتميّز العالمية واقتصاديات المعرفة، بما يساهم في تحقيق النمو المتوازن والمستدام للدولة.