ندوة في وايل كورنيل حول العلاج بالموسيقى

عُقدت في وايل كورنيل للطب - قطر ندوة متخصصة حول العلاج بالموسيقى وذلك في إطار سلسلة الحياة والطب التي ينظمها قسم التعليم الطبي المستمر في الكلية. وقد اشتملت الندوة على مجموعة متنوعة من المحاضرات ألقاها خبراء في المجال وتناولت لمحة تاريخية عن العلاج بالموسيقى وتأثير الموسيقى على الدماغ، كما قدمت توضيحاً حول تطبيق التدخلات الطبية القائمة على استخدام الموسيقى في الممارسة الإكلينيكية.
وأطّلع المشاركون خلال جلسة تفاعلية على كيفية الاستفادة من العلاج بالموسيقى كتدخل علاجي فعّال يساعد المرضى على مواجهة الصدمات النفسية والأمراض المزمنة، وكيف أن الاستماع إلى الموسيقى أو العزف على إحدى الآلات يمكن أن يساعد المرضى بالحصول على الراحة النفسية وبتحفيزهم لمواجهة أمراضهم بإيجابية.
وتحدثت الدكتورة عائشة هند رفاعي الأستاذ المساعد في طب النفس السريري في وايل كورنيل للطب - قطر عن العلاج بالموسيقى في الممارسة الإكلينيكية، فقالت: "أصبح العلاج بالموسيقى في وقتنا الحاضر من الطرق العلاجية المعتمدة علمياً لعلاج العديد من الحالات المرضية مثل الاكتئاب والقلق، الباركنسون وعلاج المشاكل المرتبطة به كالمشي والتكلّم والبلع، حالات انفصام الشخصية للتقليل من الهلوسات والأوهام واللامبالاة، وأيضاً لتحسين المزاج والإدراك ونوعية الحياة ومشاكل النوم. يجب اعتماد طريقة العلاج بالموسيقى للمرضى الذين يعانون من هذه الحالات المرضية كطريقة رئيسية للعلاج أو كوسيلة مساعدة مع العلاج الطبي الذي يتلقونه".
وتابعت قائلة: "على الرغم من الفوائد التي تحققها طريقة العلاج بالموسيقى للأشخاص المصابين بالتوحد وللمرضى المُشرفين على الموت، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات المنهجية للتأكد من فعالية اعتماد الموسيقى في علاج هذه الأمراض وغيرها، وكذلك لتحديد أنواع التدخلات العلاجية القائمة على الموسيقى التي تناسب كل حالة".
شارك في الندوة الدكتور وسيم قطب، طبيب وعازف بيانو محترف وملحّن تلقى تدريبه في الأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن، واستخدم طريقة العلاج بالموسيقى مع الأطفال الذين يعانون من التوحد لمساعدتهم في تنمية مهارات الاتصال، وأنشأ أول مركز للعلاج بالموسيقى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقدم الدكتور قطب مع الدكتور آلان ويبر أستاذ اللغة الإنجليزية المشارك في وايل كورنيل للطب – قطر، عرضاً مشتركاً حول تاريخ العلاج بالموسيقى.
وعلّق الدكتور ويبر قائلاً: "لقد أثبتت البحوث التاريخية ودراسات علم موسيقى الشعوب أو علم الموسيقى الإثنية، إدراك العديد من الحضارات القديمة والمعاصرة لأهمية الموسيقى في علاج المرضى، خصوصاً لدى الأطباء الإغريق والمسلمين الذين استخدموا التأثيرات العلاجية للموسيقى بطرق تشابه الطرق الحديثة للعلاج بالموسيقى".
وكان الدكتور قطب قدم بمشاركة الدكتور محمد فيرجي أستاذ طب الأسرة المشارك والعميد المساعد لشؤون الطلاب في وايل كورنيل للطب – قطر، ورشة عمل تناولت طرق استخدام العلاج بالموسيقى لعلاج حالات الصدمة النفسية والأمراض المزمنة. وحاول الدكتور قطب من خلال العزف على البيانو، توضيح المفاهيم الأساسية للعلاج بالموسيقى للحضور الذين شاركوه الغناء والدندنة.
وفي الختام، قدمّت الدكتورة رفاعي تلخيصاً حول فوائد العلاج بالموسيقى في رعاية المرضى. وقد صُنّفت الندوة كفعالية تعلُّم جماعية معتمدة وفق متطلبات إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية. واعتُمدت أيضاً من جانب مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر الأميركي (ACCME)، الذي يُعد أحد أهم نظم اعتماد التعليم الطبي المستمر عالمياً.
يذكر أن سلسلة محاضرات الحياة والطب تسلط الضوء على العلاقة بين الفن والدواء والشفاء. وقد تناولت الندوات السابقة مجموعة من المواضيع شملت تأثير الفنون البصرية والعلاج بالفن على الرعاية الصحية، والعلوم الإنسانية الطبية، والطب السردي.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.