مكتب أبوظبي للاستثمار ينظم زيارة ميدانية لوفد من غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الأدوية والمنتجات الصحية

نظّم مكتب أبوظبي للاستثمار التابع لدائرة التنمية الاقتصادية يوم 4 سبتمبر زيارة لوفد غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الأدوية والمنتجات الصحية إلى مدينة أبوظبي الصناعية "آيكاد"، وذلك في إطار تعزيز التعاون التجاري بين كلٍ من دولة الإمارات والصين وتشجيع موردي ومصدّري الأدوية الصينيين على استكشاف الفرص الاستثمارية التي توفرها أبوظبي ودولة الإمارات ضمن هذا القطاع الحيوي.
وترأس الوفد شينغ كاي تان، أمين عام غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الأدوية والمنتجات الصحية، وضم كلاً من جيونغ جانغ، وجيودان جوو، منسقي الغرفة إلى جانب كبار المسؤولين والمختصين في 15 من أبرز شركات استيراد وتصدير الأدوية والمستحضرات الصيدلانية في الصين.
وهدفت الزيارة إلى تعريف الوفد الصيني بمجالات التعاون التجاري بين الإمارات والصين والاستفادة من الموقع الاستراتيجي والبنى التحتية المتطورة في أبوظبي والدولة، ومن ضمنها مدينة أبوظبي الصناعية التي تتيح استخدام تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة واستخدامات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج والنقل والتوزيع والشحن الدولي، والتي شهدت منذ مطلع 2018 وحتى تاريخه دخول مصانع جديدة بقيمة 520 مليون درهم حيز الإنتاج.
واستضافت المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة الوفد الصيني في مقرها بمدينة أبوظبي الصناعية (آيكاد) انطلاقاً من دورها الأساسي في دعم واستقطاب الاستثمارات الصناعية والتجارية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عملت المؤسسة العليا على تطوير عدة مناطق اقتصادية بمواصفات عالمية في كلٍ من مدينتي أبوظبي والعين، وهي حالياً تحتضن ما يزيد على (600) منشأة عالمية ومحلية من مختلف القطاعات الاقتصادية تشكّل بيئة اقتصادية متكاملة ووجهة اقتصادية مثلى للمستثمرين من كافة دول العالم.
وقد قام الوفد بجولة على أهم المرافق الصناعية المتخصصة في مجال الصناعات الدوائية واطلع على محفزات الاستثمار والخدمات الرائدة والبنى التحتية المتوفرة للمستثمرين الصناعيين. وقد شملت الجولة مقر "مصنع نيوفارما للأدوية" و"مصنع أدكان فارما" اللذين يعتبران من الشركات الرائدة في تصنيع الأدوية في آيكاد.
ولقد أعرب الوفد عن أعجابه بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه صناعة الأدوية الإماراتية، كما تم بحث إمكانية التعاون بين الجانبين في مجال تأسيس شركات متخصصة في تطوير وتصنيع الأدوية وتوزيعها في أسواق منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وجاءت هذه الزيارة استمراراً للجهود المتواصلة التي يبذلها مكتب أبوظبي للاستثمار لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري الثنائي بين الجانبين الإماراتي والصيني وذلك تحقيقاً لرسالة المكتب التي تهدف إلى تعزيز بيئة الأعمال في إمارة أبوظبي فضلاً عن تمكين المستثمرين المحليين والدوليين من إطلاق مشروعات واستثمارات حيوية في الإمارة.
وعن الآفاق الاستثمارية التي توفرها أبوظبي، قال سعادة أحمد بن غنّام، المدير التنفيذي لمكتب أبوظبي للاستثمار، إن أبوظبي التي وقّعت مؤخراً مذكرة تفاهم تعزز العلاقات التجارية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية لتشجيع الاستثمارات والتبادل التجاري تمثّل بموقعها الاستراتيجي محطة للتجارة الإقليمية والدولية ووجهة جاذبة للاستثمارات، لما توفره من بنية تحتية متطورة ومبتكرة وبيئة عمل مرنة ومنظومة قوانين وتسهيلات تشجع الاستثمار وتحفّز تأسيس وتطوير الأعمال فيها.
وأكد بن غنّام على أهمية التواصل المباشر مع المستثمرين من مختلف أنحاء العالم لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعريفهم بالفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات الحيوية من بينها قطاع تصنيع الأدوية، مع توفير كافة أشكال الدعم لتأسيس شبكات الأعمال بين رجال الأعمال الإماراتيين ونظرائهم من الدول الأخرى.
وفي هذا الإطار، صرح سعادة سعيد عيسى الخييلي، مدير عام المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة: "أسعدنا استقبال الوفد الصيني في المناطق الاقتصادية التابعة للمؤسسة العليا والتي تعتبر الاختيار الأمثل للمستثمرين الصينيين الراغبين في الدخول إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل ما تقدمه المؤسسة العليا للمستثمر من بيئة استثمارية واقتصادية متميزة توفر أفضل الخدمات والفرص الواعدة، وخاصة من خلال سعي المؤسسة العليا في المرحلة القادمة لتطوير المشاريع التي تستقطب الصناعات الدوائية إنطلاقاً من أهميتها الاستراتيجية.
وأضاف سعادته: "كما نثني على جهود مكتب أبوظبي للاستثمار التي تهدف إلى تعزيز العلاقات والروابط الاقتصادية بين البلدين وتعزيز التبادل التجاري والاستثمار وتشجيع تبادل المعرفة والتكنولوجيا. ونحرص على دعم كافة المبادرات التي تهدف إلى الترويج لإمارة أبوظبي كوجهة استثمارية مفضلة على الصعيد العالمي من خلال التعاون مع كافة الجهات الحكومية لزيادة تدفق المستثمرين في القطاعات الاقتصادية المختلفة."
ومن جانب الوفد الصيني قال شينغ كاي تان، أمين عام غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الأدوية والمنتجات الصحية: "ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية بعلاقات صداقة وثيقة تقوم على المصالح المتبادلة والمكاسب المشتركة لكلا الجانبين، وتشهد هذه العلاقات تطورات إيجابية منذ الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جمهورية الصين خلال العام 2015، كما أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ والوفد الاقتصادي المرافق له لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الشهر الماضي أعطت هذه العلاقات زخماً قويا خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية."
وأوضح تان أن تنامي مستويات التعاون بين الجانبين الإماراتي والصيني من شأنه أن يحفز نمو التبادلات التجارية والاستثمارية بينهما، مشيراً أن حزمة التسهيلات والحوافز الجديدة التي أعلنت عنها أبوظبي مؤخراً ستلعب دوراً محورياً في تنشيط استقطاب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى أبوظبي متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة تأسيس المزيد من المشروعات المشتركة التي تعود بفوائد كبيرة على الطرفين.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى تعزيز تعاونها مع دول الشرق الأوسط في قطاع صناعة الأدوية لا سيما دولة الإمارات العربية المتحدة التي تبذل جهوداً مضنية للارتقاء بهذا التعاون إلى مستويات أعلى، كما أولى الوفد الصيني اهتماماً بالغاً للاستفادة من هذه الزيارة لتوسيع آفاق التبادل التجاري والاستثماري في قطاع صناعة الأدوية.
ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي ما تستورده الصين من المنتجات الدوائية 20 مليار دولار خلال عام 2018 وحده، بحسب التقرير السنوي للاتحاد الدولي للصناعات الدوائية*. وفي هذا السياق، تشكل الزيارة فرصة ليطلع الوفد الصيني الزائر على التسهيلات اللوجستية والتجارية والاستثمارية التي توفرها أبوظبي، والمعطيات المتعلقة بالأسواق القائمة والناشئة التي تمثّل الدولة ممراً استراتيجياً نحوها، إلى جانب استكشاف حجم وتنوّع الكفاءات التي تضمها، والطلب المحلي والإقليمي، وحركة الواردات والصادرات، والتسهيلات التي تقدمها في المجالين التجاري والاستثماري.
وتتمتع مدينة أبوظبي الصناعية (ايكاد) ببنية تحتية حديثة ومرافق وخدمات متميزة مزودة بمنظومة اتصالات فاعلة وشبكة طرق متطورة تؤمن سهولة الحركة. كما تضم مستودعات ومخازن ومراكز للخدمات اللوجستية صممت وفق أعلى المقاييس لضمان وصول سريع للموانئ والمطارات.
ويزور وفد غرفة التجارة الصينية عدداً من المنشآت ووحدات التصنيع في مدينة أبوظبي الصناعية، كما يتعرّف على منظومة القوانين والتشريعات وأطر العمل الميسّرة التي توفرها المدينة للمستثمرين وروّاد الأعمال المحليين والدوليين لتعزيز حضورهم التجاري الدولي انطلاقاً من أبوظبي.
وتأتي الزيارة الحالية للوفد عقب توقيع مكتب أبوظبي للاستثمار في يوليو الماضي مذكرة تفاهم مع مكتب مجلس الأعمال الصيني من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري الثنائي بين الإمارات والصين.
والجدير بالذكر أن غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الأدوية والمنتجات الصحية التي تأسست في مايو 1989 هي من أبرز اتحادات التجارة الوطنية وأكثرها تأثيراً في الصين، ويسعى الاتحاد إلى تعزيز التجارة والتعاون والتنسيق الدولي في قطاع الرعاية الصحية في الصين. ويبلغ عدد منتسبي الاتحاد الذي يتبع وزارة التجارة الصينية 2400 عضواً من أكبر مراكز البحث والتطوير وشركات تصنيع وتجارة الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والأجهزة والمعدات الطبية الحيوية والمواد المغذية ومستحضرات التجميل والأدوية الصينية التقليدية.
خلفية عامة
مكتب أبوظبي للاستثمار
مكتب أبوظبي للاستثمار هو هيئة حكومية مسؤولة عن جذب الاستثمارات ودعمها في إمارة أبوظبي. يوفر مكتب أبوظبي للاستثمار الفرص للمستثمرين والشركات من مختلف الأحجام من ذوي الأفكار والمشاريع الخلاقة، حيث يعمل على تسهيل تواصل هؤلاء المستثمرين مع مختلف الجهات الفاعلة ضمن منظومة الابتكار في أبوظبي بهدف مساعدتهم على تنمية أعمالهم وتوسعتها في الإمارة. يوفر مكتب أبوظبي للاستثمار مجموعة شاملة من الخدمات والحوافز التي صممت لمساعدة الشركات على تحقيق النمو الطويل، والنجاح المستدام لأعمالها في السوق المحلية ومختلف أنحاء المنطقة.